نصدق الناجين والناجيات: ازاي استغلال قضية لمصلحة شخصية بيضيع حق ملايين

في أمثلة كتير شوفناها حوالينا خصوصًا الفترة اللي فاتت.. شوفنا استغلال لقضية عامة زيّ النسوية، وتضييع مجهود ناس بتحاول تمشي في طريقها وتجيب حقها، والموضوع بيقلب استغلال شخصي لمصلحة فردية وكمان مش حقيقية. حبينا نفكر ازاي النموذج ده ممكن يهدم سنين من المجهود لأشخاص كتير ناضلوا علشان فكرة أو قضية، وماصدقنا إننا نتقدم فيها خطوات لقدام، وتيجي واقعة فردية غرضها الاستغلال، ترجعنا خطوات كتير ورا.

مثال على قضية تقريبًا العالم كله تابعها؛ قضية جوني ديب وآمبر هيرد، وبعد حكم المحكمة اللي بيّن إن آمبر كل إدعاءاتها كاذبة، وبيّن استغلالها للنسوية وإن الناس أبتديت تدعم الضحايا وتصدقهم، وشوفنا ازاي هي اختارت تعيش دور الضحية علشان العالم كله يصدق إنها ست بتتعرض للعنف ويقف جنبها، في حين إن كل دي إدعاءات لاستغلال النقط دي لمصالح شخصية ليها؛ فبقينا نشوف ناس بترجعنا لنقطة الصفر وتقول مش هنصدق الضحايا، والمناداة بحقوق المرأة وكل الكلام ده غلط، ومش مفروض نصدقهم ولا ندعمهم.

القضية كمان مش قضية راجل وست، والصراع الأبدي اللي الناس واهمة نفسها بيه، علشان كده كده مبدأ التعميم نفسه مش صح، مش علشان آمبر هيرد طلعت إدعاءاتها كدب يبقى كل الستات اللي بتعاني من العنف هما كمان كدابين، ولا علشان جوني ديب مظلوم يبقى كل الرجالة مظلومين.. مش المفروض نعمم الحالات الفردية ونبني عليها كمان فرضيات ونظريات نطبقها على العالم كله.

تصديق الناجين والناجيات مش مفروض يكون مبني على حكم مسبق، ولا له خلفيات، احنا بندعم ونصدق الناجين والناجيات بقصصهم، اللي بيكون فيها دلائل للتصديق، حتى لو الإثبات مش سهل، وده بيكون في معظم الحالات، لكن الدعم والتصديق ماينفعش يكون مبني على تعميم، ولإن الضحايا من الجنسين، ماينفعش نتحيز لطرف ضد التاني.

لو هنقارن بين موقف جوني ديب وآمبر هيرد وبينا، فهنلاقي اختلاف كبير، لإن اختلاف المجتمعات نفسها والثقافة له تأثير في البيئة والطبيعة اللي حصلت فيها قضية جوني وآمبر، مشوار النسوية أخد حقه من سنين، لكن عندنا في مجتمعاتنا احنا لسه بنقول يا هادي، فالمقارنة نفسها مش صح.

ويمكن ده اللي بيخلي الموضوع أصعب، ولما بنشوف مثال زيّ ده بتتهز الفكرة والعقيدة نفسها وبناخد خطوات كتير ورا، لإننا لسه في البداية، والمواقف دي بتبقى كإنها مفك أتضرب في أساس القضية نفسها. يمكن السوشيال ميديا كمان ليها تأثير سحري وبسرعة البرق، لإنها بتوجه الرأي العام وبتوجه الناس تفكر ازاي، وبشكل أو بآخر، الناس بتتأثر باللي بينتشر على السوشيال ميديا.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: درس نتعلمه من قصة جوني ديب وآمبر هيرد في ثقافة الإلغاء

تعليقات
Loading...