درس نتعلمه من قصة جوني ديب وآمبر هيرد في ثقافة الإلغاء

القصة اللي بنشوفها بقالنا شهور، بدايتها بالتشهير ودلوقتي وصلت لمحاكمة بيتابعها العالم كله.. مش مجرد عنف منزلي، الفكرة إن كمان الأشخاص نفسهم مشهورين على مستوى العالم، والقضية خدت حجم كبير وما أقتصرتش بس على الأمريكان، العرب كمان متابعين اللي بيحصل، حتى لو أنت مش بتحبهم كفنانين أو مشاهير، الفضول بيدفعك تتابع اللي بيحصل لإنه بيمر قدامك كتير. ده خلانا نفكر لو في درس ممكن نتعلمه من الحكاية دي كعرب، أو كبني آدمين في العموم، وده هيكون بخصوص فكرة ثقافة الإلغاء المعروفة في العالم كله، وازاي ممكن تبقى سلاح ذو حدين.

ثقافة الإلغاء هي فكرة إن شخص معروف يطلع عليه أقاويل أو كلام والناس تقرر إنها تعلّم عليه يعني بالمعنى الدارج، وبالمعنى العالمي “cancel culture”. هي كفكرة عامة أكيد ليها معنى إيجابي، يعني مثلًا شوفنا أمثلة كتير في الوطن العربي؛ لما بنعرف حقايق أشخاص معروفين ونقول إن ماينفعش نشجعهم أو ندعم فنهم، علشان مايبقاش حاجة عادية إنك تعمل جرايم ونفضل نسمعك أو نشجعك عادي، وتمارس حياتك بشكل طبيعي كده.

الموضوع بيكون إيجابي ومدعوم أكتر لما بيكون في أدلة واضحة وصريحة على أفعال الشخص ده، خصوصًا لو بحكم محكمة، فخلاص أنت محكوم عليك من جهة متخصصة حققت في الموضوع بشكل كافي وتمت إدانتك، فهنا مش بنتكلم في شكوك، أو “ما يمكن مظلوم” “ما يمكن إشاعات” لا أنت مجرم بحكم محكمة، ويا سلام لو من كذا محكمة في كذا دولة كمان.

طيب امتى ممكن تكون ثقافة الإلغاء سلاح فعلًا في وش شخص مظلوم، ويكون ليها جانب سلبي؟ الجانب السلبي ده شوفناه في قصة جوني ديب لما في البداية آمبر أتكلمت عن إنها بتتعرض لعنف من جوني، على اعتبار إن كده كده الناس هتصدق إنها مظلومة لإنها ست، وأكيد هو اللي بيمارس العنف عليها، من غير ما حتى نفكر أو نسمع منه هو كمان، وفعلًا نجحت في ده وأتطبقت ثقافة الإلغاء بسرعة الصاروخ على جوني، وخسر كتير من جمهوره وقتها وخسر تعاقدات على أعمال فنية بسبب الكلام اللي طلعت قالته آمبر.

وقتها جوني قرر مايردش على أي حاجة من الإدعاءات دي، وشوفناه بيرد بشكل رسمي في محاكمة قانونية، وكمان توقيت الرد ده كان مثالي.. جوني أستنى لما الدنيا تهدى خالص، ماطلعش يتكلم وقتها وينفي الإتهامات دي من عليه.. هنا توقيت الرد نفسه يتدرّس، وبيخلينا نفكر في نقطة إن الرأي العام، خصوصًا بوجود السوشيال ميديا، بيتحرك بسرعة البرق ناحية أي اتجاه يتم توجيهه ليه، من غير تفكير، بسياسة القطيع، إيه ده احنا سمعنا كذا عن جوني ديب؟ لغوه طبعًا يالا بينا، وعلشان كده، لو كان جوني في وقت الهوجة دي رد، ماكانش رد فعل الناس والرأي العام هيكون زي دلوقتي، بعد ما الناس هديت، وأبتديت تفكر بعقل بعيد عن سياسة القطيع.

قبل نهاية المحاكمة، حبينا نقول إن قبل أي حاجة، مش حابين ننشر فكرة الحكم على شخص بحاجة احنا مش عارفين مدى صحتها، وحتى ماسمعناش منه دفاعه أو رده..

الموضوع ممكن يبان بعيد عننا دلوقتي، بس في حالة إنه أتكرر في حاجة قريبة مننا، نقدر نتسخدم الوعي اللي اكتسبناه من قضية ديب وهيرد، خصوصًا إننا لسه بنبتدي المناقشات دي في المجتمعات العربية.. جميل إننا نتعلم ازاي نتعامل في المواقف دي، علشان نقدر نتفادى فكرة المشي في قطيع الخرفان؛ ساعتها ممكن نتفادى إننا نظلم حد ونلغيه ونشقلب حياته من خلال إننا نتأكد من مدى صحة الحاجات اللي بتتقال عنه، وفي نفس الوقت نحافظ على مبدأ تصديق الناجيين والناجيات من العنف بقدر الإمكان.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “ثقافة الإلغاء”: هل مسيرة ياسمين عز المهنية انتهت بعد دعمها العنف ضد المرأة؟

تعليقات
Loading...