هوس حقن السكر للتخسيس: بين السماح والتحذير التام

ظاهرة انتشرت وأصبحت هوس طال الكثير منهم النجوم في العالم، وأعلنوا عن نتائجها السريعة والمذهلة التي تشبه السحر، فتحولت الحقن التي يستخدمها مرضى السكر للعلاج إلى موضة ونوع من الاستسهال، يتم تداولها على نطاق واسع والكل يبحث عنها وعلى رأسهم حقن أوزمبيك ومونجارو التي وصل سعرها الآن لأرقام خيالية، وبسبب الأسعار ينتشر أحيانًا منتجات مغشوشة تحت اسمهم.

في حديثنا مع دكتور بسنت أحمد عادل أخصائي التغذية العلاجية، وضحت لنا قصة الحقن وكيف بدأ استخدامها على نطاق واسع ومدى تأثيرها على من يستخدمها بدون إشراف طبيب أو بدون القيام ببعض الإجراءات الهامة.

بين السماح والمنع التام

تقول د/بسنت: “في الأساس الحقن كان يتم كتابتها للأشخاص الذين على وشك إصابتهم بالسكر أو مرضى السكر من النوع الثاني المعتمدين على أقراص ولديهم كسل في البنكرياس، ومع الوقت تم اكتشاف أن المرضى يخسروا 10% من وزنهم “عضلات أو دهون أو الاثنين” في فترة من 3 لـ6 شهور مع تحسين استجابة البنكرياس للسكر في الدم، وزيادة إفراز البنكرياس للأنسولين ومن ثم يقوم بحرق سكر أكثر، فالمادة الفعالة تعطي إحساس بالشبع عن طريق تبطيء تفريغ المعدة، فالأكلة التي من المفترض أن يتم هضمها لشخص من نصف ساعة إلى لساعة، مع الحقنة يتم هضمها خلال 3 ساعات”.

وتكمل د. بسنت عادل ” بعد موافقة FDA بأن يتم استخدامها للأطفال من سن سنة ممن لديهم أعراض إصابة بالسكر أو على وشك، فاعتقد الأشخاص السليمة بما إنها شيء مسموح للأطفال فيجوز أن يستخدمها الكبار للتخسيس بدون تأثير سلبي، فمن هنا بدأ الانتشار الواسع لها” ولكن الموضوع ليس كما يتوقع المرضى فالتحاليل هي الفاصل الوحيد.

فتوضح: “لا بد من التأكد أن البنكرياس لايوجد به أي التهابات، مع عمل تحاليل سكر فإذا وجدنا السكر التراكمي قليل معنى ذلك أن الذي يعاني من زيادة الوزن لا تعتمد زيادته في الأساس على السكريات ولكن تعتمد أكثر على كميات أكل ففي هذه الحالة لا يصح استخدامها، لأن لابد أن يكون معدل السكر التراكمي بداية من 5.5 فيما فوق، مع ضرورة عمل تحاليل للغدة فإذا تم اكتشاف أن الشخص مريض بالغدة أو يمتلك أي تاريخ مرضي في العائلة متعلق بالغدة فممنوع أن يستخدمها” فتحاليل البنكرياس والغدة والسكر بالإضافة لتحاليل الكوليسترول، أساسية لا تهاون فيها ، ولكن ما الفئات المسموح بها؟

الفئات المسموح لها

من لديه مقاومة إنسولين، أو مرحلة ما قبل السكري ( 5.5) فيما فوق أو سكر درجة ثانية، أو مريض سمنة مصاحبة أعراض سكر وضغط و كوليسترول، ومن يحصل عليها خارج تلك الفئات فيواجه عدة مشاكل أبسطها أن الحقن لن تحدث معه أي نتيجة متعلقة بالتخسيس فيشعر فقط بسد شهية، ولكن الأضرار الاسوأ تصل إلى التهابات شديدة في البنكرياس مما يؤثر على كفاءته مع الوقت، وبالتالى سيؤثر على نسبه إفرازه للأنسولين، مع إمكانية حدوث حصوات في المرارة والتهابات في المعدة، لذا نوهت د.بسنت عادل أنه يجب التوقف عن استخدامها في حال الشعور بالألم الشديد في منطقة المعدة الذي قد يمتد إلى الظهر مع أو بدون تقيؤ.

فكرة السحر والمفعول السريع المرتبط بتلك الحقن ليست دائمة فإذا تم استخدامها بدون نظام صحي، سيعود الشخص لوزنه في السابق خاصًة بعد وقف الحقنة بدون سحب تدريجي.. فمع السماح والمنع الحقن غير متاحة لكل الأشخاص أو لكل الفئات والهوس أو الاستسهال والسير وراء الموضة بدون إستشارة الطبيب وعمل التحاليل اللازمة من الممكن أن يؤدي لعواقب في غنى عنها.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: دراسة: معدل سعادة الأفراد في حياتهم قد يرتبط بأسباب بيولوجية

تعليقات
Loading...