بعد أزمات التغير المناخي الأخيرة خاصة في الخليج.. ماذا عن القادم؟

منخفض جوي رافقه كتل هوائية قادمة من المحيط الهندي ومحيط بحر العرب مع منخفض جوي بارد في طبقات الجو العليا، والطبيعة الجغرافية لكلًا من الإمارات وسلطنة عمان والبحرين هي من شكلت الحالة العنيفة التي حدثت وشاهدناها في الأيام السابقة، فتعرضت منطقة الخليج العربي لعنف مناخي، ووجدنا كميات الأمطار التي تسقط في عام كامل، سقطت في يوم واحد.. مما فتح لنا باب الحديث عن ماذا عن القادم؟ ماذا عن الفيضانات التي ضربت بشكل كبير منطقة الشرق الأوسط؟

ليسوا وحدهم

الإمارات ودول الخليج ليست وحدها التي واجهت غضب الطبيعة، ففي العام الماضي، تسببت عاصفة شديدة في تدمير سدود في ليبيا، مما تسبب في فيضانات أحدثت دمارًا في مدينة درنة، وقتلت ما لا يقل عن 5000 شخص، فبعد اعتقاد علماء بأنه لا يوجد ما يسمى بالتغير المناخي وأنها أكذوبة، وآخرين اعتقدوا أنها بعيدة عن منطقة الشرق الأوسط والدول العربية، وأنها فقط متركزة في دول تبعد عننا ألاف الأميال، فلم تعد بعد الآن بعيدة بل أصبحت في عقر دار البيوت العربية والشرق أوسطية، خاصًة بعد توقعات خبراء البيئة والمناخ.

توقعات عن القادم

توقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة مما يزيد من خطر الفيضانات في مناطق بالخليج ويمكن أن تكون المشكلة أسوأ في دول تفتقر إلى بنية تحتية في الصرف الصحي للتعامل مع الأمطار الغزيرة، وتزيد هذه المستويات القياسية من تعقيد الوضعية المناخية والبيئية بعدد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة التي تعاني أصلًا من شح الموارد المائية وتوالي سنوات الجفاف.

فمشاكل الجفاف المتمثلة في ندرة سقوط الأمطار وتراجع منسوب المياه الجوفية كانت مطروحة بشدة في دول الشرق الأوسط، خاصة الخليجية، لكن اليوم تتسع لتصل دول أخرى، تعاني من نقص المياه وتعاقب مواسم جفاف حادة وعلى رأسهم المغرب والعراق.

وما جعلهم يصرحون بذلك هو الأرقام التي لمسوها على أرض الواقع بشكل عالمي ومن ثم الشرق الأوسط، منذ شهر يوليو الماضي وحتى الآن بدأوا الخبراء في ملاحظة ورصد احترارًا بشكل كبير، وعند قياس الدرجات لاحظوا زيادة درجات الحرارة كوكب الأرض إلى 17 درجة مئوية بارتفاع درجتين، وهذه النسبة كان متوقعًا أن نصل لها في العام 2030، لكنها حدثت هذه الأيام.

أما عن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط فيزداد بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي تقارب “ضعف المعدل العالمي”، حيث زادت بين عامي 1980 و2022، بمقدار 0.46 درجة مئوية لكل عقد من الزمن، أي أعلى بكثير من المتوسط ​​العالمي البالغ 0.18 درجة، وبالمقابل تتضاءل معدلات هطول الأمطار، كما كشف تقرير لمنظمة غرينبيس، فالشرق الأوسط عرضة أكثر للآثار والتداعيات الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ، ليصبح الموضوع لديهم متفاقم، نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري واستخدام الوقود الإحفوري والغازات الملوثة في الجو.

القادم لا نعلمه ولا نملك السيناريو الأكبر، ولكننا فقط نملك المعطيات والأرقام بأنه ليس على مايرام، ويصبح ما علينا فقط هو المواجهة التي تستلزم تقليل الاحترار العالمي وقلة استخدام الوقود الأحفوري والتركيز على استخدام الطاقة النظيفة، وتقليل الاحتباس الحراري والحد من الانبعاثات، وبداية التعلم من الأخطاء من خلال تطوير البنية التحتية لنتستعد لاستقبال أمطار غير مسبوقة وسيول وفيضانات.. لتقليل الخسائر والأضرار وننقذ ما نستطيع إنقاذه.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة:بعد عودتها: رحلة رأس تمثال الملك رمسيس التاني حتى وصوله لأرض الوطن

تعليقات
Loading...