الرئيس السيسي في يوم أفريقيا يوجه رسالة عن الوحدة والتعاون في القارة

الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم التهنئة النهارده لكل الشعوب الأفريقية الشقيقة، بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا . 

وقال الرئيس السيسي في رسالة على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: “هذا اليوم الذي يمثّل ذكرى تاريخية عظيمة أسست لعهدٍ جديد في تعزيز الوحدة والتعاون المشترَك بين دول قارتنا.”، وأكد الرئيس السيسي إن مصر هتفضل تسعى مع أشقائها الأفارقة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الجهود المشتركة فى إيجاد حلول للمشكلات والنزاعات اللي عانت منها القارة لعقود ووقفت في طريق تحقيق أحلام أبنائها. 

وتابع الرئيس السيسي:”وها نحن اليوم، نخطو خطواتنا الثابتة نحو إيجاد قارة مستقرة تكفل العيش الكريم لشعوبها، وتبث ثقافة الحضارة والتسامح والمحبة لكل العالم. فكل عام وشعوب إفريقيا في تقدم واستقرار وازدهار”.

وليوم أفريقيا قصة.. ولهويتنا الأفريقية كمان قصة طويلة هنعرفها في السطور دي.

رمزية يوم أفريقيا 

زي النهارده؛ 25 مايو من كل سنة، بتحتفل منظمة الوحدة الأفريقية والقارة كلها ب”يوم أفريقيا”، اللي بيتعمل علشان يحيي اليوم ده من سنة 1963، اللي أتعملت فيه المنظمة من عشرين دولة في أديس أبابا.

علم الاتحاد الأفريقي – عن مصراوي

تمانية وخمسين سنة هي عمر الإتحاد الأفريقي، اللي كان اسمه منظمة الوحدة الأفريقية قبل ما يتغير، واللي حاول خلالها إنه يحافظ على وحدة شعوب القارة وهويتها الثقافية وقيمها وعاداتها وتقاليدها وتراثها. 

السؤال عن هويتنا كمصريين

في مسلسل “أرابيسك” للكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، وعلى لسان الشخصية الرئيسية حسن أرابيسك، اللي قدمها الفنان الكبير صلاح السعدني، طرح سؤال تاريخي حوالين هوية المصريين في مشهد أيقوني؛ التساؤل ده اللي تم طرحه في التسعينيات في المسلسل وكان مطروح قبلها بسنين ولسه مطروح لحد دلوقتي.. تساؤل عن الهوية المصرية وجذورها، هل هي فرعونية بحكم التاريخ ولا عربية بحكم اللسان ولا أفريقية بحكم الموقع والجغرافيا؟

مصر الفرعونية.. تاريخ من الجدل

لو رجعنا ل١٠٠ سنة ورا هنلاقي إن جدل الهوية جدل مستمر معانا من وقتها، مع التغير اللي عمله محمد علي باشا في المجتمع والسياسة والثقافة كمان لما بدأ يبعت بعثات لأوروبا، فرجعوا بثقافة وتفكير مختلف، ده بالإضافة لانتشار التعليم والصحف واختفاء الإمبراطورية العثمانية من المشهد؛ فبدأ المفكرين المصريين يتسألوا احنا عرب ولا أفارقة ولا فراعنة؟

التيار ده تزعمه المفكر أحمد لطفي السيد، وسعد زغلول، اللي عن طريق حزب الوفد وأغلبية في البرلمان سنة 1924، قام بتقييد امتيازات منقبي الآثار والتأكيد على ملكية الدولة المصرية لكل اللي يتم اكتشافه من آثار داخل أراضيها، عكس ما كان موجود قبل كده.

بدأت الأيقونات الفرعونية تعبر عن المصريين في شعارات المجلات والصحف وطوابع البريد، وامتدت لغيرها من مظاهر الحياة في مصر، وكإن الأيقونات دي كانت رمز للسيادة المصرية في وقت كان بيحكم فيه الأجانب البلاد.

الصحوة الفرعونية انتهت في السبعينيات والتمانينات والتسعينيات، وأتراجعت كتير بسبب الفكر السياسي الإسلامي اللي بدأ في الانتشار، والتأثر ببعض عادات وتقاليد دول الخليج اللي سافر ليها كتير من المصريين للشغل في الفترة دي، إلا إن مؤخرًا ومع انتشار السوشيال ميديا، رجع تاني الميل للأصول الفرعونية، مع الإعلان عن الكشوف الأثرية وغيرها.

للغة دور في ترسيخ الهوية – عن CNN

الانتماء الأفريقي

البعد الأفريقي لمصر ودورها السياسي والجغرافي في القارة عزز فكرة انتماء مصر لأفريقيا، والجذور الفرعونية بتتقابل مع الفرعونية خصوصًا لما نعرف إن عصر ما قبل الأسر الفرعونية عام 3200 ق.م. كان الاتصال المصري بالقارة قوي. وفي عهد الدولة القديمة، كان في مجموعة كبيرة من البعثات الاستكشافية من خلال طريق “درب الأربعين”، اللي كان بيوصل لوسط أفريقيا، وكانوا بيجيبوا معاهم الحيوانات، وبيعملوا معاهدات. واستمرت الرحلات في عهد الدولة الوسطى والحديثة، ومن أهمها بعثة الملكة حتشبسوت لبلاد بونت أو الصومال حاليًا.

كمان بيتقابل الانتماء الأفريقي مع العربي مش الفرعوني بس، وده بعد الفتح الإسلامي لمصر لما كان التجار العرب بيقوموا بحملات للتجارة أنتشر بسببها الدين الإسلامي في القارة. كمان أهتم محمد علي بأفريقيا، وحاول السيطرة عليها بحملات نشر فيها نفوذه على السودان، وبعده الخديوي إسماعيل اللي حاول يسيطر على مناطق أبعد من كده.

دور مصر في أفريقيا أنكمش مع الاحتلال البريطاني سنة 1882، ولحد 1952 لما بدأ جمال عبد ناصر التواصل مع دول القارة في إطار مشروعه، اللي حاولت مصر تأسيسه لخدمة أهداف التحرر والاستقلال والتنمية على مستوى شعوب العالم التالت. ومصر كان ليها دور كبير أيام ناصر في الكونغو هنتكلم عنه في مقال تاني، بس المشكلة فضلت إن ده حصل على المستوى الرسمي، أما الشعبي فماكانش في شعور بالانتماء مقارنًة ب”القومية العربية”، اللي كانت غالبة ساعتها، وده هياخدنا للكلام عن الانتماء العربي.

في الأخر ماحدش يقدر ينكر إن اجتماع مصيرنا كأفريقيين بسبب نهر النيل حاجة لا يمكن تجاهلها أبدًا، بس يفضل سؤال هل ده كافي علشان نقول إن هويتنا أفريقية؟

القومية العربية

ارتباط مصر بالعرب نقدر نقول إنه كان في عزه مع موجة القومية العربية في وقت زعامة جمال عبدالناصر، ومصر فضل اسمها الجمهورية العربية المتحدة جتى بعد الانفصال عن سوريا، ولحد دلوقتي اسمها جمهورية مصر العربية، وده بسبب تأثير المد القومي العربي من ناصر لحد دلوقتي، حتى لو تراجع.

سياسيُا، مصر كانت ومازالت شايفة العالم العربي مجالها الحيوي، وقيادته جزء من دورها وقوتها هي نفسها، ودايمًا بتسمع المسؤولين العرب بيوصفوا مصر بالشقيقة الكبرى، وده على المستوي العام والسياسي، اللي أكيد بيأثر بشكل كبير على المستوى الشعبي، خصوصًا إن مصيرنا مرتبط أكتر بالقضايا العربية مقارنًة بغيرها.

في جدل كبير في العلاقة بين اللغة والهوية، مش شرط علشان بنتكلم لغة واحدة، تبقى هويتنا واحدة، حتى لو علميًا حصل الجدل ده، شعبيًا الموضوع بيختلف كتير، وسهولة التواصل بين الشعوب بسبب إن لغتهم واحدة قربتهم من بعض.

في الأخر أعتقد إننا كل اللي فات؛ عرب وأفارقة وفراعنة، وكل عنصر من دول كافي إننا ننتمي ليه زيّ غيره، خصوصًا إن مصر ودول شمال أفريقيا عامة، اللي بتعتبر دول عربية كلها، على مدار سنين طويلة ضمت اتجاهات وقوميات كتير مش قومية واحدة.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كل حاجة عن نهائي دوري أبطال أفريقيا قبل ماتش الأهلي والوداد

تعليقات
Loading...