في وسط أفلام هوليوود، ليه مرتبطين بأفلام الأبيض والأسود لحد دلوقتي؟

ارتباط غريب بيننا وبين أي عمل بالأبيض والأسود، لحد دلوقتي مش قادرين نحدد سبب واضح للارتباط ده، الموضوع ده شغل ناس كتير وخلق أسئلة أكتر، ليه أفلام مر عليها قرون لسه بنحب نشوفها ومتعلقين بيها؟ وهي مافيهاش أي عنصر من عناصر الإبهار اللي موجودة دلوقتي؟ يعني لا موجود فيها أي مؤثرات بصرية ولا جرافيك، إيه السر؟

في الحقيقة إن الموضوع اتعمل عليه دراسات، منها دراسة ألمانية اتكلمت عن الموضوع من منظور علمي، بس من وجهة نظرنا الموضوع ليه جانبين: جانب علمي، وجانب نفسي بحت مرتبط بالنوستالجيا.

من الجانب النفسي، إننا من مرحلة عمرية معينة بدأنا نحس بفكرة الحنين للماضي، بنحن لزمن طفولتنا، وقت المدرسة، الأوقات الحلوة اللي عشناها بعيدًا عن أي ضغط أو مسئولية، ويمكن الأفلام الأبيض والأسود بترجع لنا نفس الإحساس اللي افتقدناه من وقتها، فكرة زمان وفترة الخمسينات والستينات عمومًا لأي حد تعتبر أحلى فترة، وكان نفسه يعيشها حتى لو كانت مليانة عيوب، بس أفلامها حببتنا فيها، واتمنينا إننا نبقى موجودين فيها ونعيشها.

يمكن برضه الحالة اللي بتبقى عليها الفيلم، من شياكة وأناقة للستات وشوارع نظيفة وناس قليلة، ورقي في الحوار، وبساطة في المشاكل اللي بتتعرض، تحسسك إن الحياة زمان كانت سهلة وهادية وماكانش في أي مشاكل.

يعني كلمة “بنسوار يا هانم” و ” أنا ممنون ليك” هتلاقيها فين غير في أفلام لعبد الحليم؟ ومن الجانب النفسي برضه، إننا سمعنا ناس كتير قبل كده بتقول إن الوقت اللي بنتفرج فيه على فيلم أبيض وأسود بيبقى أحلى وقت في اليوم، وخصوصًا وقت النوم بيجيب معاه شعور الأمان وهدوء للأعصاب، وده على عكس أفلام دلوقتي اللي كلها مشاهد عنف وكلام وشتايم، وترويج لأفكار مسمومة زيّ البلطجة والمخدرات.

أما عن الجانب العلمي اللي اتبنى على دراسات بيقول: إن من مميزات الفيلم الأبيض والأسود، إنك تقدر تندمج معاه بشكل أكبر وبتركز أكتر في تفاصيل الفيلم واللي من ضمنها الحوار، بعيدًا عن أي مؤثرات بصرية وجرافيك، دراسة تانية بتقول إنها بتزود إحساسك بالنعاس والرغبة في النوم، لإنها بتحسسك بالأمان.

وإن غياب عنصر اللون بيقلل من العناصر اللي حواسك بتستقبلها، وبالتالي هتقدر بسهولة تفتكر تفاصيل الفيلم وأحداثه. والحقيقة
إن في دول حبت إنها تحيي من تاني في السينما فكرة الأبيض والأسود، واتعمل بالفعل أكتر من فيلم منهم: Nebraska وفيلم Memento والفيلم المصري “ديكور”.

لما بنقعد نفكر مع نفسنا أحيانًا بنقول إن في أفلام ماكانش ينفع نشوفها غير بالأبيض والأسود ولو اتلونت مانحبش نتفرج عليها، زيّ فيلم أم العروسة، وأفلام إسماعيل ياسين وأفلام عبد الحليم حافظ.

الأفلام دي بتخلينا نهرب من واقع مقرف احنا عايشينه، وسط تحرش واغتصاب وكلمات وشتايم بذيئة، وزحمة وتلوث، نقدر نعتبرها إنها “فاصل زمني” نقدر ننفصل بيه عن الواقع شوية.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بين مؤيد ومعارض، هل تلوين مسرحية مدرسة المشاغبين يعتبر ترميم ولا سرقة للتراث؟

تعليقات
Loading...