الأردن رابع دولة عربية تقر قانون يعاقب بالحبس والغرامة لكل من يحاول الانتحار

انفجرت الميديا بعناوين عريضة عن خبر قرار مجلس نواب المملكة الأردنية الهاشمية يوم الاتنين اللي فات تمرير قانون يعاقب الناجيين والناجيات من الانتحار. وتمت الموافقة على القانون اللي بيعاقب الناجيين والناجيات بالسجن مدة ماتزيدش عن 6 أشهر وغرامة ماتزيدش عن 100 دينار أو واحدة من العقوبتين. ونص القانون على تطبيق العقوبة على أي حد يحاول ينتحر في مكان عام أو يعمل حاجة ممكن تسبب الوفاة في العادة، بالإضافة لمضاعفة العقوبة لو الأعمال المؤدية للانتحار حصلت باتفاق جماعي.

كلاكيت تاني مرة: عزيزي المواطن في حالة محاولة الانتحار، يرجى النجاح.. وإلا

عن مقال محمد هاني في daraj

في يناير 2022، قدم النائب في البرلمان المصري، أحمد مهني، مشروع قانون بيجرم الانتحار، وقال النائب وقتها: “في ظل انتشار وقائع الانتحار بقى من المهم تجريم وقائع الشروع فى الانتحار”، وأضاف: “العقوبة مش هتكون الحبس لإن اللي بيحاول الانتحار مش مجرم بطبعه، وإنه حاول الانتحار بسبب خلل نفسي أو مجتمعي، وإننا لازم نوصل العلاج اللازم للشخص، وإن الحبس أو السجن مش الحل.”

ولكن نبرة مهني كانت مختلفة في نص مشروع القانون اللي سطر فيه إن فى حالة تكرار محاولة الانتحار مرة تانية، بتكون العقوبة إنه يرجع تاني للعلاج ويدفع غرامة ماتقلش عن عشرة ألاف جنيه وماتزيدش عن خمسين ألف جنيه.

وبعد الجدل الكبير والسخرية اللي سببهم مشروع القانون ده في الشارع المصري وعلى السوشيال ميديا، اختفت أخبار مشروع القانون اللي قدمه مهني للبرلمان تمامًا واتقفلت صفحته.

الانتحار للجادين فقط: البرلمان الأردني يوافق على قانون يضمن الدقة في العمل

رغم إن استجابة الشارع الأردني ومنصات السوشيال ميديا الخاصة به ماختلفتش كتير عن استجابة الشعب المصري لنفس القانون، إلا إن البرلمان الأردني وافق على القانون العجيب ده فعلًا وحوله لمادة ناشطة في قانون العقوبات، وماكتفاش زيّ مشروع القانون المصري بالإيداع في مصحة لأول مرة وغرامة في حال تكرار المحاولة، لأ ده خلى بقى العقوبة بالسجن وغرامة على طول.

في قلب العشوائية اللي هيحس بها أي حد بيقرأ أخبار القوانين الغريبة دي، استوقفتني كلمة في نص القانون الأردني: “تطبيق العقوبة على أي حد يحاول ينتحر في مكان عام“. أشمعنا نص القانون بيقول “مكان عام“؟ هل محاولة الانتحار في خصوصية البيت ترفع الحرج عن المنتحر؟

أول فكرة جات في دماغي لما قريت الكلمة دي هي خبر انتحار محمد البوعزيزي حرقًا في واحد من شوارع العاصمة التونسية في سنة 2010 بعد معاناته الطويلة مع أوضاع البلاد، وهو الانتحار اللي فجر الثورة في تونس في سنة 2011.

لماذا ينتحر المواطن الأردني؟

بتقول الإحصائيات الأخيرة في الأردن إن حالات الانتحار بين المواطنين الأردنيين وصلت لأرقام قياسية خلال الأربع سنين اللي فاتوا، واللي سجلت 143 حالة في 2020، في حين كانت الأرقام 116 بس في 2019. أما السنة اللي فاتت فوصلت الأرقام لـ 593 محاولة انتحار لحد أكتوبر بس.

وعن دوافع المواطن الأردني للانتحار، قال المراقبين إن الزيادة اللي شهدتها الدولة في حالات الانتحار ترجع لأكتر من سبب من أهمهم سوء الظروف الاقتصادية وزيادة البطالة والفقر، وكمان الظروف الاجتماعية والنفسية والعنف.

أما النائبة في البرلمان الأردني، صباح سهو، ففسرت ارتفاع نسبة الانتحار بالوضع الاقتصادي الصعب، والفقر والبطالة، والعنف اللي بيتم ممارسته على المواطن سواء كان ذكر أو أنثى، وانتشار الأمراض النفسية زيّ اليأس والإحباط والاكتئاب.

هل يقدر القانون الجديد يقلل من محاولات الانتحار؟

في محاولة للرد على السؤال ده بشكل موضوعي، تواصلنا مع الطبيب النفسي مينا فارس واللي أكد لنا إن القانون ده مش هيقلل حالات الانتحار، بالعكس ده هيدفع الشخص اللي بيحاول ينتحر إنه يتأكد من نجاح محاولته، وهيزود حالات الانتحار أكتر.

أما عن الانتحار في الأماكن العامة، فبيوضح فارس إن الطب النفسي بيميز ما بين نوعين من الانتحار؛ الانتحار الاندفاعي، وده محاولة الشخص الانتحار في لحظة ضغط نفسي شديد، وبيقول فارس إن النوع ده من الانتحار مش بيكون إنذار خطير عن الوضع النفسي للشخص زيّ الانتحار المخطط: وهو النوع التاني واللي بيكون فيه الشخص حاطط خطة وتفاصيل للانتحار، والنوع ده بيكشف عن حالة نفسية خطيرة وفي حاجة لتدخل طبي سريع للمساعدة.

وبيضيف فارس إن الشخص اللي بينتحر في مكان عام بيسبب صدمة نفسية شديدة للمجتمع اللي بيشهد الحادثة المرعبة دي، وبيوضح فارس إن الشخص اللي بيعمل كده بيكون مُدرك تمامًا لتأثير اللي بيعمله على مجتمعه، وبيكون غالبًا بيحاول يوصل رسالة، أو بيحول انتحاره لرمز وشكل من أشكال الانتقام الموجه للمجتمع الكبير أو شرائح معينة فيه، واللي بيكون شايف إنه جزء من مسببات المعاناة اللي دفعته للانتحار.

وعن الأسباب اللي بتدفع الشخص للانتحار بيقول فارس إن الإنسان بيلجأ للانتحار في حالة الوصول لمنطقة مظلمة داخل عقله، والإحساس باليأس اللي يوصله لفكرة إن مغادرة الحياة هي الحل الوحيد للمعاناة الاقتصادية أو الاجتماعية أو العاطفية اللي بيعيشها وبتسبب له ضغط نفسي يوصله لحالة اليأس الشديدة دي.

وعن الطرق اللي ممكن نساعد بها شخص عنده أفكار انتحارية، أكد فارس إن الحل هو المساعدة النفسية المتخصصة، لإن الشخص اللي عنده أفكار انتحارية بيكون عايش اضطراب وفوضى سيكولوجية محتاجة خبير يعرف يدرسها كويس ويقرر أفضل الطرق للمقاربة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مصحة إجباري، وغرامة لو المحاولة اتكررت: مشروع قانون لتجريم الانتحار

تعليقات
Loading...