السعودية: لبس العقال مش ملزم عن استخراج البطاقة ونقاش حول الثوب التقليدي في عصر العولمة

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، إن لبس الشماغ والعقال أثناء إصدار بطاقة الهوية الوطنية “البطاقة الشخصية”، مش إلزامي للي عندهم أقل من 15 سنة، وكانت وضحت الوزارة إن إصدار الهوية الوطنية إجباري بعد سن الـ15 سنة، واختياري بين سن 10 و15 سنة، ويسلتزم حضور الأب أو الأم.

ارجل خليجي يرتدي الزي الرسمي، الشماغ هو قطعة القماش اللي بيتم ارتداءها على الرأس، والعقال هو القطعة السوداء اللي بتثبت الشماغ على الرأس، عن: neshanstyle

رغم إن خبر عدم إلزامية الشماغ والعقال ممكن يبان عادي، إلا إن الزي التقليدي في المملكة العربية السعودية بيمر بتغيرات كتير خلال السبع سنين اللي فاتوا، بعد ما كان ظهور الرجل السعودي ملتزم دايمًا بالزي التقليدي من الجلباب الأبيض والشماغ والعقال، ولكن بدأ الإلتزام ده يخف خلال الكام سنة اللي فاتوا.

وفي الوقت اللي ممكن يشوف البعض إن عدم الإلتزام بالزي التقليدي هو اندثار للهوية الثقافية من خلال تجاهل العادات والتقاليد واتباع الموضة العالمية في عصر العولمة، إلا إن البعض الآخر شايف إن اللي بيحصل ده نتيجة لدخول الشباب السعودي المعاصر لسوق العمل والتخفف من الشكليات والرسمية، وترك غطاء الرأس مع الالتزام بالجلباب الأبيض باعتباره خيار أقل رسمية.

لكن التخفف من الزي التقليدي ماكانش في أوساط الشباب بس، ففي 2016 نشرت وكالة “بلومبيرغ صورة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في لقاء مسجل معاهم، وهو لابس جلباب أبيض بس، من غير غطاء الرأس، ودي حاجة ماكانش السعوديين متعودين عليها خالص من رجال الدولة.

وكمان بدأ الوزراء والسياسيين في الديوان الملكي يظهروا في الفضاءات العامة من غير ما يكونوا لابسين “البشوت” وهي العباية اللي بتتلبس على الجلباب الأبيض، وبدأوا يظهروا من غير غطاء الرأس، ويلبسوا أحذية رياضية ويتخلوا عن الأحذية التقليدية، باعتبارها خيارات عملية أكتر في بيئة العمل.

ويفضل السؤال؛ هل فعلًا الصور الجديدة لملابس السعوديين هي مجرد اتجاه أكتر عملية ولا تحمل تآثر بسقوط الحدود الثقافية بين الشعوب في عصر العولمة؟

بيقول الناقد الإجتماعي السعودي عبدالعزيز السماري: “ظاهرة ارتداء الملابس التقليدية في أماكن العمل تشكل عائقاً عند أداء المهمة الوظيفية فالقطع التي يلبسها الموظف تحتاج إلى توازن عجيب من أجل الحفاظ عليها في نمط متفق عليه في الثقافة الاجتماعية، ولو حدث أن ظهر فراغ في طريقة لبس مثلاً، فهو حتماً يعد خرقاً للمظهر العام”.

وأعتبر السماري إن نجاح الموظفين السعوديين في الشركات العملاقة، زي “أرامكو” و”سابك”، سببه هو تخليهم عن الزي التقليدي في أماكن العمل والاعتماد على ملابس عملية أكتر.

تطوير الزي الرسمي السعودي بين حاجة واقعية وصعوبات عملية

من محاولات تطوير الثوب التقليدي السعودي، عن: independentarabia

كانت السعودية من أقدم العصور جزء مهم جدًا في العالم، بفضل وقوعها في منتصف الطرق التجارية بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وبالتالي اتآثرت وآثرت بشكل واضح ومهم في ثقافات العالم، وكان زي أهلها التقليدي واحد من مكوناتها الثقافية اللي تشكلت مع الزمن من خلال التآثيرات دي.

بيقول عبداللطيف العفالق، الباحث في التاريخ الشمولي للجزيرة العربية، إن الثوب السعودي التقليدي استمد بساطته في قديم الزمن من بساطة حياة المجتمع في الوقت ده فكان الثوب عبارة عن قطعة قماش خالية من التفاصيل والغرض منه هو ستر الجسم، وتم اختيار اللون الأبيض علشان يعكس حرارة الشمس ويساعدهم في تخفيف درجة الحرارة”.

وبيضيف “بعض التفاصيل دخلت عليه بعد كده لحد ما بقى في شكله الحالي اللي يشبه القميص الأبيض الإيطالي، وده نتيجة الرحلات التجارية اللي كانت بتمر في البلاد”.

ولكن لإن الثوب التقليدي في رأي البعض مش عملي النهارده، زيّ ما تم تصميمه زمان بأغراض عملية نظرًا لواقع البيئة، بنلاقي مصممين كتير بيحاولوا يغيروا الصورة دي من خلال تطوير الثوب وادخال عناصر جمالية وعناصر تانية تخليه عملي أكتر النهارده.

ولكن عملية التطوير دي ماكانتش سهلة خالص، فبيقول المصمم الشهير يحيى البشري إن تطوير الثوب الرجالي وإخراجه من شكله الكلاسيكي حاجة صعب يقبلها الرجالة لإن أغلبهم بيرفضوا إنهم يلبسوه”

وأضاف “إبداع المصممين السعوديين ظهر في ملابس جانبية على الثوب زيّ الدقلة والسديري، وبيلبسها الرجالة في مناسبات اجتماعية معينة وقليلة جداً”.

الصلابة دي في تصميم الثوب التقليدي السعودي، ورفض الرجالة إنهم يلبسوا الأشكال المطورة والمستحدثة منه خلته بدأ يختفي بشكل تدريجي وبدأ الشباب يتخلوا عنه قطعة قطعة. وده اللي بيهدد الثوب التقليدي السعودي بالإندثار.

ويعتبر الزي التقليدي في أي بلد جزء مهم جدًا من تكوينها الثقافي اللي بيمثل هويتها وهوية أبناءها، واللي من خلالها – الهوية – بيلاقي الأفراد نفسهم واقفين على أرض صلبة بقوة انتماءهم الثقافي، ويقدروا بالثبات ده يواجهوا عصر العولمة وانكسار الحدود بثبات إنسان واثق من نفسه وقادر على التمييز بين الفاسد والصالح، سواء في ثقافة الآخر أو في ثقافته.

إنسان مرن كفاية إنه يكون مواطن عالمي ولكن من غير ما يوقع في فخ الضياع وانعدام الهوية اللي بتفكر الإنسان دايمًا إنه شايل جواه تراث شعب قدر في يوم من الأيام يُشكل ثقافة كاملة غذت احتياجات أفرادها الوجودية والفنية والإجتماعية، وأصبحت النهارده جزء ومشارك أساسي في ناتج العولمة “الثقافة العالمية”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الهوية الثقافية بين الشرق والغرب: الإصلاح في مقابل التغريب

تعليقات
Loading...