احترس من كلمة “كل سنة وأنت طيب” بها سم قاتل

كل سنة وأنت طيب، جملة من كلمات بسيطة تبان لك أنها بريئة ومابتعملش أي مشاكل ولا حوارات، بنقولها في الأعياد والمناسبات السعيدة ومع بداية السنة، وفي رمضان وقبل رمضان وبعد رمضان بنمشي نرددها علشان العيد، بس ياريت الموضوع كان متوقف بس عند الكام كلمة دول، ولكن بمرور الوقت ومع الانغماس في الثقافات بدأنا نكتشف أنها كلمة حركية ولغز بيؤدي لمعاني كثير.

كل سنة وأنت طيب ومعانيها الكتير

خلال مشوار واحد قررت تروحه نقدر نقولك أنت بتسمعها كام مرة وفين وازاي من غير ما يبقى لا في عيد ولا مناسبة، عندك مثلاً وأنت رايح السينما من أول ما بتدخل على الباب مسؤول الأمن يسمّعك واحدة “كل سنة وأنت طيب” وبتسمعها وأنت في طريقك لشباك التذاكر لحد وصولك لصالة السينما، وبعد ما تخلص فيلمك ولو الفيلم عجبك الإعجاب ده مينفعش يعدي كده لازم معاها واحدة “كل سنة وأنت طيب”.

وأنت بتركب عربيتك مع غمزة وابتسامة خبيثة من السايس بعد ما دلعك وركنلك العربية، ولو وقفت في إشارة تلاقي نفسك وبدون سبب حد بيطلعلك من تحت العربية يقولهالك، وكل ودي حالات متشابهة لمعنى واحد وهو معنى “الإكرامية” من الآخر يعني “كل سنة وأنت طيب عايز بقشيش” بس بشكل مهذب وتبقى عيبة لو ماطلعتش الفلوس بعد الكلمة دي، وبسببها وبسبب نظرة السايس تفضل طول حياتك ماشي تدفع في فلوس علشان تبقى في الآخر “طيب”.

وانتقالًا من معنى الإكرامية ندخل لمعنى تاني متعلق بـ”مشي الدنيا علشان احنا على آخرنا” ودي بتتقال في الشغل في وقت رمضان أو واحنا داخلين على العيد، ومش بيبقى غرضها تتقال من باب إنه الشخص يعيد أو يصبح على زميله التاني لأ، دي بتتقال مع نبرة فيها تهديد بس من النوع الطيب علشان الأمور تمشي ورمضان يعدي بدون أي خسائر.

ومعنى تاني بيتقال وقصده يوصلك بيها رسالة “انسى” بمعنى قفل على الموضوع ده وكل سنة وأنت طيب، علشان الكلام ده مش هيحصل، وبرضه لما حد يجي يقولك على حاجة حصلت وانتهت أو يكون فاقد الأمل في الموضوع أو معندكش خطة لأي حاجة وفقدت الشغف فتقول “لا لا كل سنة وأنت طيب” وكإن الكلمة أخذت نظرة أعمق من كونها كلمة بنقوم بيها بالواجب ونعيد بيها على بعض، أخذت نظرة فلسفية عبثية مش مفهومة حصلت امتى أو إزاي.

أصل الكلمة عند أجدادنا

الغريب في الموضوع أن ناس كتير ماتعرفش إن أصل الكلمة إنها كانت نوعًا من الابتهالات اللي بيقرأها قدماء المصريين قدام الآلهة الفرعونية، وكان رد الآلهة على الابتهالات هو إكرامهم بالأموال، وده وفقًا للدكتور عبد المولى عبد النبي أستاذ اللغة العربية بكلية دار العلوم.

وبرغم إننا فقدنا كثير من تراثنا إلا أن الكلمة فضلت مكملة معانا مع كل التقلبات الثقافية، وزي ما قال الباحث محمد سمير عطا في ورقة بحثية له أثناء رده على المشككين في أن المصريين الحاليين هم أحفاد الفراعنة فاستشهد باستمرار الكتابة على الجدران رغم التطور التكنولوجي الهائل و بكلمة “كل سنة وأنت طيب” اللي بنقولها من باب الاحتياط أو العلم بالشيء.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: عبثيات ومواقفة مضحكة من قلب مواصلات الشعب

تعليقات
Loading...