ازاي التغير المناخي هيأثر على اللي بناكله ونشربه؟

هل ممكن أنواع من أكلنا تختفي من الوجود؟ ده سؤال هنحاول نجاوب عليه، بس الأول لازم نعرف إن الزراعة والمناخ حاجتين مترابطتين؛ والتغير المناخي حاجة هتأثر على الزراعة بطرق كتير وبتأثر في محاصيلنا بشكل متفاوت.

من الواضح بالنسبة لنا، وده وفقًا لأراء علماء، إن أماكن كتير في العالم هتواجه صعوبات، وعلى الرغم من خطورة ده، إلا إن فيه أنواع من الأكل مش هتتأثر ولا هتنقرض لأسباب متعددة، زيّ الفاصوليا والشيكولاتة والذرة والقمح. بس قبل ما نتبسط بالكلام ده، نحب نوضح إن ده مش معناه إن مافيش خطر، بالعكس لازم هنا نأكد إن كمية المحاصيل دي هتتأثر برضه وبشكل كبير.

بمعنى تاني، هيبقى إنتاج وزراعة أنواع معينة من الأغذية موجود في مناطق معينة من العالم، وده مش معناه بالضرورة إن الكل هيحصل عليه بشكل عام أو إن فيه وفرة منه، سواء دي كانت حاجات أساسية أو كماليات زيّ القهوة والشوكولاتة.. كله هيتأثر بالتغير المناخي.

أكدت دراسة نشرها تقرير بي بي سي إن أربعة في المية من الأراضي المزروعة بالمحاصيل في العالم اتعرضت للجفاف، وكل سنة هتزيد النسبة دي بنسبة ١٨ في المية. وأضافت الدراسة إن 18 في المية من مناطق زراعة البن في وسط أفريقيا والبرازيل هتبقى غير ملائمة أصلًا بحلول 2050، وفي الوقت نفسه هيكون للتغير المناخي آثار عميقة على إنتاج الكاكاو في غرب أفريقيا.

التغير المناخي والمنطقة العربية

رغم إن المنطقة العربية مش بتساهم إلا بنسبة 4.5% في التلوث اللي اتسبب في الاحتباس الحراري، إلا إنها هتدفع تمن أكبر بسبب تغير المناخ، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

الأردن مثلًا بيعيش حالة من الفقر المائي الشديد، وفي السنوات الأخيرة اتراجع مستوى الأمطار في الأردن للنص تقريبًا، حسب تصريحات سابقة لوزارة الري.

دراسات دولية كتيرة بتُشير لتقديرات سيئة لمستقبل الزراعة في المنطقة، منها بحث ل”ناسا” قالت فيه إن المنطقة العربية بتعيش جفاف ممتد من عشرين سنة وهو الجفاف الأطول من نوعه خلال ألف سنة تقريبًا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حذر من استمرار موجات الجفاف وندرة المياه؛ وده معناه انخفاض الزراعة في المنطقة العربية بنسبة عشرين في المية بحلول ٢٠٨٠.

والمتوقع إن كل ده هيؤدي لتقليل المناطق الزراعية وهجرة الفلاحين للمدن في المنطقة العربية، وهو اللي بالتالي هيتسبب في زيادة معدلات الفقر وغياب الاستقرار .

التغير المناخي ومصر

مصر بلد اعتمدت في اقتصادها على الزراعة لقرون وتداعيات تغير المناخ علينا بتاخد أشكال كتير، منها الآفات اللي بتهاجم المحاصيل، خصوصًا محصول الذرة الشامية في محافظات الوجه القبلي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ناقوس الخطر من محاصيل الزيتون والمانجو

بحسب مصادر رسمية مصرية، أدى ارتفاع درجة الحرارة لانخفاض ناتج محصول الزيتون في 2021 بنسبة تتراوح بين 60 و80 في المية. الزيتون، حسب خبراء الزراعة، بيحتاج إن الحرارة تنخفض لحد 10 درجات مئوية لعدد معين من الساعات طول الشتاء علشان تتهيأ الشجرة للدخول في موسم النمو الجديد.

وكمان إنتاجية المانجا شهدت انخفاض كبير في النص الأول من ٢٠٢١، وحجم الضرر نفسه من ده لسه ماتمش تقديره بشكل محدد، ودي كانت السنة الأسوأ من عقود طويلة على المزارعين والفلاحين.

دراسة نشرتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية قالت إن الصيف اللي فات كان الأشد حرارة من خمس سنين، التقلبات الكبيرة دي في الطقس بتتسبب في أزمة وتغيرات في البيئة هتأثر على المحاصيل الزراعية، وخصوصًا محاصيل زي المانجا والزيتون اللي اتكلمنا عنهم، واللي بيمثلوا إشارة واضحة وخطيرة على اللي ممكن يحصل لمحاصيل تانية؛ وده خلى جهات كتير تدق ناقوس الخطر للعمل في اتجاه مكافحة التغير المناخي.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: تكيفًا مع التغيرات المناخية: زراعة 1000 شجرة مثمرة في القناطر الخيرية

تعليقات
Loading...