عاشوا شعرة بين الموت والحياة: حكاية أشهر ٧ مصورين حرب في الوطن العربي

شهور مايو هو شهر التصوير الفوتوغرافي الوطني، نحتفل به من خلال الحديث عن مصورين الحروب؛ الشهود على لحظات فارقة بين الموت والحياة، لحظات الصورة فقط كانت هي التي تروي القصة، وتظل الصورة شاهدة على الحدث مهما مر السنين. مصورين عاشوا طوال حياتهم جنود مجهولة، ولكن بالبحث ستجد قصص كتيرة حدثت ومشاعر عاشوها قبل أن يأخدوا اللقطة الحالية التي نراها.

شوقي مصطفى – مصري

شوقي مصطفى لم يختر سوى التصوير الحربي، من الأهرام ثم وكالة أنباء الشرق الأوسط حتى جريدة المصور، لم يكن يخبر أهله عن جبهة القتال ولا عن موقعه بالتحديد. من المواقف التي لم ينساها ويرويها لجريدة المصري اليوم، إن في فجر يوم 7 أكتوبر كان معه الصحفي حمدي لطفي واثنين من الجنود ومجند صاعقة داخل دشمة، ومن كتر الضرب الذي لا حقهم، في واحد من الجنود أصابه حالة من الخوف، فكان الجندي الآخر يطمنه وسمعه شوقي وهو يقول “العمر واحد والرب واحد”، وفجأة خرج من الدشمة وضرب نار بغزارة والنتيجة طبعًا إنه اشتد الضرب الإسرائيلي، وأصيب بشظية في الدشمة ومن ثم انحرفت، لتصيب الجندي الذي أصابه حالة من الخوف .

صورة الجندي الذي رفع سلاحه بعد النصر كانت من أشهر الصور التي صورها في الحرب، وأطلق عليها “فرحة مصر”.

مكرم جاد الكريم – مصري

حصل على دبلوم تصوير من معهد ليوناردو دافنشي للفنون الجميلة والعمارة، وهو مراسل حربي ومصور عسكري في أخبار اليوم، غطى حرب اليمن وحرب الاستنزاف وحرب تشاد وحرب الخليج وحرب أكتوبر. عرف في العالم بسبب توثيقه لحظة اغتيال السادات، ووقتها كرمته الجهات العالمية وأخد جائزة “وورلد برس فوتو” وكانت أهم جائزة في الصحافة، وأخذ جائزة أحسن صورة في حرب البوسنة، وأخد أربع جوائز عالمية من هولندا.

كان يروي على لحظة اغتيال السادات وقال “بكيت كتير وأنا بصور بس حاولت أتمالك أعصابي وأخدت 45 صورة لحظة بلحظة، وفجأة لقيت أفراد الأمن بيصادروا الكاميرات من الصحفيين وبياخدوا الأفلام، فبسرعة البرق قدرت أخرج الفيلم اللي صورته وأديت لهم فيلم فاضي، وتاني يوم كانت صورة اغتيال السادات في أول صفحة.”

مكرم جاد كان أهم مصور في حرب أكتوبر وكان أول صحفي يدخل الجبهة في سيناء ويقوم بتجسيل لمصر لحظات الانتظار، وظلت صورة الجندي الرافع أصابعه بعلامة النصر من أشهر صور الحرب من على شط قناة السويس والتي توثق العبور.

باتريك باز – لبناني

ولد في بيروت سنة 1963، وهو مصور الوكالة الفرنسية، وقت بداية الحرب في لبنان، كان عمره 12 عام، كبر على صوت المدافع والدبابات، وكان يلعب هو أصحابه في الشارع بالخراطيش التي كانت تقذف عليهم. أهله كانوا متصرين إن حبه للكاميرا مجرد وقت وينتهي.. ولكن لم يعلموا إنها ستلازمه طوال حياته.

أول موضوع قام بتغطيته كان انفجار في باريس وبعدها غطى الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، في “رورتيرز” و”تايم” وغطى أيضًا حروب البوسنة والصومال وأفغانستان، وحرب الخليج، والانتفاضة الفلسطينية، ووثق حرب العراق من خلال كتاب وسماه “العراقيون لا يبكون”.

وقال باتريك عن واحدة من اللحظات المؤثرة في حياته “تحت كومة من الركام والرماد اكتشف مسعف الصليب الأحمر نبيل بيطار الرضيعة جويس بسبب انفجار وقع فقدت فيه أختها وعمتها وجدتها في 1985″، باتريك وثق تلك اللحظة قبل ذهاي الطفلة للمستشفى، وبعد أكثر من 20 عام في 2006 بحث على الطفلة التي قام بتصوريها وذهب لنفس المكان واتقابلوا وقامت بدعوته على زفافها وهو من قاوم بتصويرها .

وبعد أخر تغطية له قرر إنه يبتعد عن التصوير الحربي وقال “صوّرت الموت كثيرًا.. حان الآن لأصوّر الحياة”.

عن: الدستور

أحمد جاد الله – فلسطيني

كان حلمه أن يصبح صحفي ومصور بدأ بصحيفة محلية في غزة ومن ثم عمل في التلفيزيون كمصور ومنتج، وصديقين مصورين محترفين بدأوا في تعليمه التصوير حتى كانت بدايته مع “رويترز” سنة 1992 في وقت الانتفاضة، وكان أول تغطية حقيقية له وقت رجوع ياسر عرفات لغزة.

أصيب بجروح بالغة في 2003 في وقت عمله في غزة، والصورة التي التقطها فازت بجائزة World Photo Press وبعدها قرر أن يأخد هدنة من الحروب. كان من أوائل رجال رويترز الذين دخلوا ليبيا وقت الثورة، ويفضل أنواع مختلفة من المهام؛ حرب غزة، والاشتباك في مصر، وبيروح لدبي يغطي مهرجان، والسجادة الحمرا، أو بطولة التنس.. يحب أن يجمع قصص ومشاعر مختلفة من النقيض للنقيض.

محفوظ أبو الترك – فلسطيني

وثق اقتحام شارون للأقصى، والانتفاضة الفلسطينية الأولى وكان تقريبًا الصحفي والمصور الوحيد، وفي كل يوم من أيام الانتفاضة كان يتنقل من مدينة لمدينة لتوثيق آثار الانتفاضة في البلاد، كان محتفظ بعدد كبير من الكاميرات الغير إلكترونية ومعه فيلم لم يستخدمه لحد الآن، ووقتها كان يقوم بتحميض الأفلام وطبعها حتى يبيعها لوسائل الإعلام لعدم وجود مصورين في هذا الوقت .

يطلقون عليه شيخ المصورين، أرشيف يسير على الأرض معه آلاف الصور التي توثق ممارسات الاحتلال ضد الأقصى، ومنهم جزء كبير لم يقم شخص غيره بتغطيته. ومن اللحظات التي لم ينساها في سنة 1966 عندما وثق لحظة استشهاد شخص من أول إصابته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وفي تلك اللحظة كان كل همه أن تصل الصورة للعالم كله، وكان وقتها يتمنى رصاصة تصيبه بدلًا من الكاميرا، وجملته الشهيرة دايمًا “التصوير الصحفي في العالم مهنة.. لكن في فلسطين رسالة”.

كريم صاحب – عراقي

مصور عراقي وثق الحرب في العراق، تخرج من فنون جميلة، كان يحكي في فيلم عنه عن صورة بالتحديد قادته للدموع ؛ كان يصور شخص ملقى القبص عليه من القوات وقال “واحد من القوات ضربني وداس على رأسي قدام الناس كلها بالجزمة علشان كنت بصور الحقيقة، لدرجة إن كان في راجل عجوز من كتر ما حس بالاحتقان قال لي “والله لناخد بتارك” .. وفعلًا بعد شهرين المجموعة دي أتقتلت”.

أحيانًا كان يسأل نفسه لأي مدى الصورة مهمة حتى أمام كرامة الإنسان، ويقول “أنت بتوثق جرائم.. أنا عندي صور واثق إنها في يوم هتكشف مين اللي دمر العراق”.

ظل21 عام في التصوير الصحفي، كان يختفي بالأيام في أخطر الأماكن في العالم.. في 2005 تم اختتطافه من القاعدة في منطقة الفلوجة من قبل مجموعة من الأطفال المسلحين وقال ” ماكنوش عايزين يفرجوا عني إلا بالدم.

معتز عزايزة

أنى متطلبات الحصول على درجة البكالوريس في تخصص اللغة الإنجليزية فرع ترجمة من جامعة الأزهر بغزة، ومن بعدها اتجه للعمل كمصور صحفي في عدة أماكن أخرهم لدى وكالة أونوروا UNRWA وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل الاجئين الفلسطينين.

منذ اندلاع الحرب على غزة بعد عملية السابع من أكتوبر 2023 “طوفان الأقصى” وردت عليها إسرائيل بعملية “السيوف الحديدية”، ومن وقتها وكان معتز معنا ومع العالم لحظة بلحظة لينقل لنا ما يحدث في غزة من قصف ودمار وترويع للآمنين، ويشاركنا قصص الناس كيف كانت قبل الحرب وبعدها، وكانت من ضمن اللحظات المؤثرة التي شاركها معنا هي لحظة وفاة عائلته تحت القصف، فعندما وصل إلى موقع التصوير فوجئ بانهيار منزل عائلته.. حيث كانت عائلته هي الخبر الصحفي.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: #سكوب_أمل: كفيفة احترفت التصوي

تعليقات
Loading...