كيف تتنافس الدول العربية في إنشاء المدن الذكية ؟

عندما نشاهد أفلام الخيال العلمي التي تتحدث عن المستقبل البعيد نجد أن المدن تصبح متطورة جدًا، و كل الخدمات التي تريد الحصول عليها تمشي بطريقة آلية سهلة سريعة منظمة، هذا بالضبط هو أقرب مفهوم لفكرة “المدينة الذكية” التي كثر النقاش عنها في الدول العربية، لكن كيف يمكن حدوث ذلك وما شكل تلك المدن على أرض الواقع؟

شكل المدن الذكية

يشير مصطلح المدينة الذكية وفق الاتحاد الدولي للإتصالات بأنها مدينة مبتكرة تستخدم تكنولوجيا المعلومات لتحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات مع تلبية احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية.

هذا يعني أن المدينة الذكية ستلزم ارتباط البنية التحتية والخدمات الحكومية بالإنترنت والذكاء الإصطناعي، والتعامل مع كم أكبر من التقنيات صديقة البيئة، وبالطبع تمكين وتدريب المواطن لاستخدام وسائل التكنولوجيا المتاحة بالمدينة لاختلاف الأمور عما كانت عليه.

ولتسهيل الفكرة سنطرح عدة أمثلة من عدة خدمات داخل مدينة تقليدية وما سيكون شكلها إذا أصبحت داخل مدينة أخرى ذكية.

الخدمات الرقمية: سيقل حجم الإجراءات الروتينية والزيارات للمقرات الحكومية لإنجاز المعاملات، فستتوفر العديد من من الخدمات الرقمية وإصدار التراخيص، والوصول إلى السجلات العامة، والدفع عبر الإنترنت عبر التطبيقات، كما ستستخدم الحكومة أيضًا وسائل الإتصالات لتبادل المعلومات مع السكان.

البنية التحتية والشوارع: في المساء يبدأ فتح أعمدة الإنارة وقد نحتاج إلى إضاءة أكبر أو أقل حسب الطقس والوقت، ومن خلال استحداث أعمدة إنارة حديثة تبدأ بزيادة وتقليل حجم الإضاءة من تلقاء نفسها حسب الظروف المحيطة، ما يوفر استهلاك للطاق، كما تستخدم المدن الذكية الأجهزة المتصلة لمراقبة حالة البنية التحتية، مثل: الطرق والجسور وأنظمة المياه؛ مما يدعم الحكومات في تحديد مشكلات الصيانة، ومعالجتها قبل أن تتفاقم.

المواصلات : قد تنتظر فترة طويلة حتى تأتي المواصلة سواء دون أن تكون لديك فكرة عن موعد ظهورها بالفعل، أما في المدينة الذكية ستتمكن من الرجوع إلى أحدث المعلومات حول أوقات وصول الحافلات عن طريق تطبيق ذكي مثلًا.

البيئة : من أهم مميزات المدن الذكية هي أنها صديقة للبيئة، وتستخدم وسائل التكنولوجيا بها للحد من التلوث البيئي، كما يتم الحد من استخدام الطاقة غير المتجددة وإعادة تدوير المخلفات، واستهلاك المياة بالإضافة إلى إحتوائها على مباني خضراء مزودة بألواح طاقة شمسية لإنتاج الكهرباء.

الأمن : تساعد المدن الذكية في تحسين الأمن والحماية من خلال تطبيق التقنيات الذكية والشبكات الآمنة والكاميرات على نطاق واسع، ما يساهم في رفع عنصر الأمان، و سرعة القبض على المشتبه بهم.

المدن الذكية في الوطن العربي

أظهرت العديد من الدول العربية اهتمامها بالمدن الذكية، و كان على رأسهم الإمارات والسعودية و قطر ومصر، فتعتبر كلا من أبو ظبي ودبي و الرياض و جدة ومكة والمدينة المنورة من المدن التي احتلت مراكز عالية في مؤشر IMD للمدن الذكية.

كما قررت مصر دخول هذا المجال من خلال إنشاء 30 مدينة جديدة ذكية، وكان من أبرزهم “العاصمة الإدارية” و”العلمين الجديدة “، فيما تسعى دولة قطر للتحول إلى نموذج المدن الذكية، وتطبق حاليًا هذا النموذج على مدينة اللوسيل، التي من المقرر لها أن تكون مركزًا للبنية التحتية المتكاملة والشبكات ووسائل النقل الذكية.

و يأتي الإهتمام بالمدن الذكية لتحقيق أعلى عائد اقتصادي من خلال جذب الاستثمارات – خصوصاً الشركات التقنية- والسكان والسياح بسبب البنية التحتية المتطورة، و رفع عنصر الأمان في المكان، فضلاً عن ترقية الخدمات التعليمية والصحية والخدمية و استخدام الموارد بكفاءة .

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة : مستقبل تكنولوجي أكبر من مجرد زيادة سرعة الإنترنت.. ما فائدة تقنية 5G؟

تعليقات
Loading...