قضايا فلسفية وقصص شعبية.. الحصان الرابح لمسلسلات عبد الرحيم كمال في رمضان

في رمضان 2024 حقق مسلسل “الحشاشين” للكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال نجاحًا ومشاهدات كبيرة فور عرضه، المسلسل باختصار يحكي قصة تاريخية مشهورة عن طائفة ” الحشاشين” التي انفصلت عن الفاطميين ويتزعمها حسن الصباح، لتدعو إلى إمامة “نزار المصطفى لدين الله”، وتبدأ الطائفة في الإقامة في قمم الجبال في إيران والشام لنشر دعوتهم، الأمر الذي أدى لعداء بينهم وبين الفاطميين والعباسيين، ما دفع تلك الطائفة لتنفيذ عمليات اغتيال للحكام والأمراء.

القصة في جوهرها تناقش قضايا أيدولوجية وقصة تاريخية تناقل الكلام عنها جيلًا بعد جيل، ولكن هذا ليس أول عمل فني بهذا القالب للسيناريست عبد الرحيم كمال، فإذا بحثنا في تاريخه الكتابي لأعماله في رمضان سنجد أن أغلب أعماله تتشابه في فكرة القصص الشعبية التراثية أو القضايا الفلسفية التي تبحث في مضمون الخير والشر. ورغم هذا التكرار والتشابه في المضمون نجد أن هذه التوليفة تنجح كل سنة في رمضان..

لنرجع إلى عام 2022 عندما عرض مسلسل “جزيرة غمام” في رمضان، الذي كان من بطولة مجموعة من كبار الدراما المصرية مثل طارق لطفي وفتحي عبد الوهاب وأحمد أمين ومي عز الدين، سنجد أن قصته بدأت في بداية القرن العشرين على جزيرة على البحر الأحمر يعيش أهلها البسطاء على الصيد، لتأتي طائفة من الغجر للجزيرة ويزعمون أنهم يريدوا أن يعيشوا بسلام ولكنهم في الواقع يريدون نشر الفساد والانحدار الأخلاقي بينهم واحتلال الجزيرة والسيطرة عليها، ليحذرهم “الشيخ عرفات” من هذا الأمر وينذرهم بعذاب سيطول كل شخص قلبه غير سليم على أهل الجزيرة، القصة تناقش الصراع بين الخير والشر والتعصب الديني في نفس الوقت..

ولنرجع بالزمن إلى عام 2021 لمسلسل “القاهرة – كابول” المعروض في رمضان، الذي كان يناقش قضايا التشدد وتصدير الإرهاب من خلال قصة عن أصدقاء فرقتهم الحياة والأفكار، يعتنق أحدهم أفكاراً متشددة ويذهب إلى جماعة “طالبان” التي تتخذ أفغانستان مقراً لها ليحقق حلمة في أن يكون “خليفة للمسلمين”..

نجاح لمسلسلات يحيى الفخراني

لم ينس جمهور يحيي الفخراني مسلسل “ونوس” الذي كان يحاكي صراع الشيطان مع الإنسان، من خلال شيطان يتجسد في شخصية إنسان يسعى لإفساد أي شخص يصادفه ويقنعه بأن يفعل الخطايا كشخص ناصح، ويظهر في النهاية أنه شيطان وأنه حاقد على بني البشر.

وأيضًا مسلسل الخواجة عبد القادر في 2012 وهو مسلسل لطيف مستوحى من قصة شعبية حقيقية في إحدى القرى المصرية مع إضافة تغييرات من خيال الكاتب، يروي المسلسل عن رجل بريطاني يذهب للسودان ليعمل هناك متمنيًا الموت بسبب الإكتئاب، ليصادف أهلها البسطاء الذين يعرفونه على الشيخ عبد القادر، ليغير دينه للإسلام ويغير اسمه من هربرت إلى عبد القادر تيمناً بالشيخ وتتغير حياته بعدها، ويذهب للعمل بعدها في صعيد مصر، ويتعلق قلبه بأخت العمدة ويرغب في الزواج منها، الأمر الذي رفضه أخوها عمدة القرية و وافق عليه أخوها الأخر، ليتزوجها ومن ثم يجن جنون العمدة فيقرر حرق منزلهم وهم متواجدين فيه، لينجوا الإثنان بمعجزة، ليتذكره أهل القرية ويقيمون مقاماً له .

و في نفس المنطقة الجنوبية الصعيدية يدخل علينا عبد الرحيم كمال في 2010 بقصة تاريخية من خلال مسلسل “شيخ العرب همام”، الذي بسط سيطرته على الصعيد و تحدى علي بك الكبير وكون تحالف مع أهل الصعيد والمماليك المنشقين عنه، يتفوق همام عليهم في البداية، ثم يغلبونه و يستولون على الصعيد و يتوفى فجأة وقت مواصلة كفاحه ضدهم…

اخر كلمة : ما تفوتوش قراءة : انتصار وبصمتها الطاغية: موهبة فنية نضجت بهدوء وأبعدت في صمت

تعليقات
Loading...