طريقة الإجهاض بخطوات بسيطة في البيت

الفيديوهات على الفيسبوك في منها كتير بيكون غريب، وتحس إنه من أعماق العشوائية وماتبقاش فاهم الناس دي بتفكر ازاي إنها تطلع تعمل كده في فيديوهات، سواء طبخ في أوضة النوم أو فيديوهات من نوعية “حماتي هزقتني علشان لقت البوتجاز مش نضيف” وحاجات مشابهة كتير، لكن طالما مابتضرش حد، وماحدش بيجبرك تتفرج عليها، خلاص كل واحد يعمل اللي هو عايزه.

لكن الموضوع وصل لبوست على الفيسبوك لواحدة بتشرح طريقة الإجهاض في البيت بخطوات بسيطة، وطريقة البوست بتتكلم إنه عادي كده كإنها بتشرح طريقة عمل بسكوت العشر دقايق.

ناس كتير أعادت نشر الكلام ده من باب السخرية، وإنهم مش مصدقين إن ده محتوى ينفع يتناقش على الملأ، أو إن معلومات طبية خطيرة زي دي تتقال من شخص غير ذي علم يعني ومش دكتور.

المشكلة إن سارة عزام دي نفسها قبل ما تكتب الخطوات، كتبت كلام كتير وتبريرات بتخليها تنشر حاجة زي كده وتشارك بها بنات ممكن مايبقاش عندهم المقدرة يروحوا لدكتور، وقالت “هل أنا بستفيد حاجة؟ لأ برضه لإني معايا فلوس كويسة وبتحصل على دعم طبي بمستوي عالي جدًا ومستقلة وحرة نفسي ومش محتاجة أجهض في البيت ولا أخاطر بصحتي”.

لكن من غير أي تنظير، هل ده مبرر لإهدار حياة الناس؟

الرأي العلمي

من على فيسبوك برضه، دكاترة اتناقشوا في الموضوع ده، ودكتورة نسا وتوليد قالت إنها متخبطة ما بين أفكار كتير، وما بين ضميرها اللي بيلح عليها تصحح معلومات طبية غلط في البوست ده، علشان لو فعلًا في بنات سمعت الكلام ده هيكون في خطورة على حياتهم، وما بين أخلاقيات المهنة وهل الموضوع ده ينفع يتناقش على الملأ وعلى منصة على السوشيال ميديا وأنت مش عارف أنت بتخاطب مين واللي بتخاطبه ده ظروفه إيه، بتتكلم في الفضاء كده ومش عارف صدى كلامك وتبعياته هتكون إيه، لإن حتى الكلام ده مش بيتناقش في محاضرة علمية وبتكون شايف وعارف الأشخص اللي قاعدين قدامك.

اتكلمنا مع الدكتورة ميار يونس، أخصائية النسا والتوليد، وفي حوارنا معاها قالت: “أنا مشتتة بين كذا حاجة، أنا مش عايزة أتكلم في فكرة الإجهاض نفسها صح ولا غلط، لكن لو حد جاي يقول معلومة لستات مش هيكون متاح لها تروح لدكاترة أو مستشفيات، وجاي يقولك تروحي فين وتعمل إيه، أنت بتتكلم بصفتك مين؟ وبتبرر الموضوع بإنك سألت دكاترة وكلهم اتفقوا على الطريقة دي للإجهاض، نوع البرشام اللي البنت قالت عليه في البوست ده مش بختلف عليه من الناحية الطبية، لإنها واضح إنها سألت دكتور أو عملت بحث في الموضوع أو أيًا كان، لكن المشكلة في الجرعات، هي قايلة “بقولك الجرعات اللي هتجيب من الآخر” هي حرفيًا هتجيب من الآخر هتقضي عليكي، فلو في دكاترة هما اللي قالولك على الجرعات دي هما كمان سفاحين”.

وكملت: “هل الإجهاض وصل إنه بقى حاجة روتينية كده الناس هتفتح فيسبوك تدور على طريقة تجهض بها؟ يعني في الحالة دي ممكن أكون بخاطب واحدة قاصر صغيرة في السن فتنفذ اللي بقوله ويجرالها حاجة أو يحصل لها نزيف وتموت بسبب الوصفة دي، ده اللي مخليني مترددة في إني أطلع أرد على حاجة زي دي بحكم مهنتي، طب أنا مهنتي دلوقتي بتحتم عليا إني لما أشوف حد بيقول حاجة غلط أرد عليه وأصحح المعلومات، لكن أنا هطلع أقول إيه؟ هقول ماحدش يعمل زي ما هي بتقول والجرعات دي غلط؟ فتيجي واحدة تقولي طب قوليلنا أنتي الجرعات الصح، فنرجع لنقطة “هل مهنتي ينفع فيها إني أطلع أتكلم في حاجة زي دي على الملأ؟ مش مثلًا في محاضرة هكون عارفة أنا بخاطب مين فيها وهتكون في مكان مخصص لمحتوى علمي زي ده”.

“ماينفعش أكون بخاطب واحدة صغيرة في السن أو واحدة من الأقاليم ممكن تنزف في البيت وتموت وماحدش يعرف يعملها حاجة، أو واحدة أهلها متشددين مثلًا ولو حصلها حاجة في البيت ممكن يقتلوها، أنا مش عارفة اللي بخاطبه ولا عندي خلفية عن حياته، هل المعلومة اللي هقولهاله ينفع ينفذها؟” ده اللي قالته دكتورة ميار في نهاية الكلام عن البوست ده.

الحل في الثقافة الجنسية من الصغر

لو بندور على حل، دكتورة ميار قالت: “إيه رأيكم نتجاهل كل المهاترات دي، ونمسك الحل من البداية؟ الثقافة الجنسية مهمة من الصغر لكل الناس، ناس كتير بتاخدها إنها عيب أو إننا بنفتح عينين ولادنا على حاجات عيب، أو كده بنشجعهم يعملوا حاجة غلط، بالعكس، لما نعلم ولادنا أكتر عن جسمهم وازاي تعاملوا معاه احنا كده بنبعدهم عن إنهم يعرضوا نفسهم لحاجة غلط أو يعرضوا نفسهم لخطر”.

“الثقافة الجنسية خصوصًا للبنات هتنفعك وأنتي بنت وأنتي أم وأنتي جدة، مش معناها أبدًا إني بعلمك أو بكلمك في حاجات معينة إن أنتي هتروحي تعملي حاجات غلط، ده زي بالظبط ما بنقول عايزين نعلم ابننا مايسرقش، طب هنعلمه ازاي؟ هنقطع إيديه؟ لا مش ده الحل، الحل إننا نعلم ولادنا إيه الصح وإيه الغلط” حسب كلام دكتورة ميار.

“ماتفتكروش إننا لما مانكلمش أولادنا عن الثقافة دي مش هيعملوا حاجة غلط، بالعكس ممكن يجيلك بمصيبة، وهيبقى جزء كبير وقتها من اللوم عليك لإنك ماعلمتوش الصح من الغلط وخفت تتكلم معاه من الأساس”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: قرار التعليم دمج مفاهيم التربية الجنسية وأهميتها في التعليم الأساسي

تعليقات
Loading...