التغير المناخي والاحتباس الحراري.. ظاهرة عالمية للعرب نصيب منها

مع ارتفاع درجات الحرارة لدرجات قياسية خاصة في مصر، بدأ العديد من الناس حتى البسطاء يدركون حقيقة وجود تغير مناخي واحتباس حراري أدى إلى سخونة الجو بهذا الشكل الذي نعاني منه الآن خاصة مع صيف 2023، ثم بدأت الناس تتساءل كيف حدث هذا التغير في حارة الجو للدرجة التي تؤدي لاشتعال الغابات في العديد من الدول لاسيما الجزائر في منطقتنا العربية.

كيف يحدث التغير المناخي والاحتباس الحراري

وفقًا للأبحاث والدراسات، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة، تعتبر هي العامل الأكثر تأثيرًا في التغير المناخي. وقد بدأت هذه الانبعاثات في الارتفاع خلال الثورة الصناعية في أوروبا الغربية عام 1850، والتي بموجبها تم إحلال الميكنة محل العمل اليدوي، مما يعني أن البلدان الأكثر تقدمًا مثل الولايات المتحدة، والتي انتقلت مبكرًا إلى نظام اقتصادي قائم على الوقود الأحفوري بشكل كبير، لها دور كبير في التأثيرات المناخية التي نراها اليوم حول العالم.

قياس الاحتباس الحراري

يقول خبراء إنه عندما يقيس العلماء انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإنهم ينظرون إلى إجمالي الانبعاثات التي تسببها دولة ما في الهواء على أرضها كل عام، حيث أن هذه الانبعاثات تكون ناتجة من أي شيء يعمل بالوقود الأحفوري، بما في ذلك قيادة السيارات التي تعمل بالبنزين والطيران والتدفئة وإضاءة المباني بالطاقة المولدة من الفحم أو الغاز الطبيعي أو النفط، وكذلك من صناعة الطاقة. كما تم تضمين مصادر أخرى، مثل الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات.

الوقود الأحفوري

هو وقود يُستعمل لإنتاج الطاقة الأحفورية، ويستخرج من المواد الأحفورية كالفحم الحجري، الفحم، الغاز الطبيعي، ومن النفط، وتستخرج هذه المواد بدورها من باطن الأرض وتحترق في الهواء مع الأكسجين لإنتاج حرارة تستخدم في كافة الميادين.

الدول المصدرة للاحتباس الحراري

تصدرت الصين وأمريكا قائمة الدول الأعلى في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، وتضم القائمة دول أخرى منها دول عربية لكنها جاءت في ترتيب أقل بكثير، فجاءت السعودية في المرتبة الـ 20 من القائمة، والجزائر في المرتبة الـ 25، ودولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الـ 29. إلا أن لدول العربية تبذل جهودًا كبيرة للحد من هذه الظاهرة ومواجهتها والقضاء عليها.

جهود الإمارات في التصدي إلى الاحتباس الحراري

أعلنت الإمارات في أكثر من مناسبة، التزامهما بمواجهة تداعيات التغير المناخي، مؤكدة أهمية وضرورة الارتقاء بالطموحات المناخية العالمية، حيث تسارع أبو ظبي لمد المساحات الخضراء، واستخدام التكنولوجيا النظيفة، باعتبارها أسهل وأرخص الوسائل لامتصاص غازات الاحتباس الحراري.

وتوسعت الإمارات بتطبيق معايير (المباني الخضراء)، وبدأت في استخدام الغاز الطبيعي وقودًا في السيارات ومركبات النقل العامة، وواصلت خطط التوسع في المحميات الطبيعية وحماية التنوع الحيوي في الدولة، ووضعت استراتيجية متكاملة للقطاع الصناعي تقوم على ضرورة الأخذ بالبعد البيئي في مختلف مراحل الإنتاج.

جهود السعودية في التصدي إلى الاحتباس الحراري

أعلنت المملكة العربية السعودية أنها تهدف إلى الوصول للحياد الكربوني (صفر في المائة صافي انبعاثات الكربون) بحلول عام 2060. فيما أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن بلاده ستستثمر أكثر من مائة وثمانين مليار دولار لتحقيق أهدافها.

كما أعلنت السعودية سابقًا أنها ستنضم أيضًا إلى التعهد العالمي بشأن الميثان للمساهمة في خفض الانبعاثات العالمية لهذا الغاز بنسبة 30 بالمائة بحلول عام 2030، كجزء من التزامها بتقديم مستقبل أنظف وأخضر.

ويعد الميثان، أبرز مكونات الغاز الطبيعي الذي يستخدم على نطاق واسع لتوليد الطاقة، ثاني غازات التدفئة البشرية بعد ثاني أكسيد الكربون.

الأثار المترتبة على الاحتباس الحراري

لظاهرة الاحتباس الحراري، آثار عددة تضر الكرة الأرضية والبيئة والمناخ والكائنات الحية بشكل كبير، منها التغير في درجة الحرارة، تغير أنماط هطول الأمطار، ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحر، الأعاصير المدارية كما يحدث في سلطنة عمان وبعض دول الخليج، واحتراق الغابات كما يحدث بالجزائر.

أخر كلمة: ماتفوتش قراءة: الخزان “صافر”.. عملية معقدة لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية

تعليقات
Loading...