الخزان “صافر”.. عملية معقدة لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية

في الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر، تعمل فرق الأمم المتحدة ولمدة 19 يوم على تفريغ الخزان “صافر” الذي يحمل أكثر من مليون برميل نفط، هذا الخزان الذي يرسو بميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الحوثيين، منذ عام 2015 إلى اليوم، إلى أن وصل لمرحلة التهالك، مشكلًا تهديدًا لأكبر أزمة بيئية من الممكن أن تحدث للمنطقة بأثرها إذا وقع إنفجار للخزان أو تسريب نفطي.

المتابع للأحداث باليمن، سيعلم أن أزمة هذا الخزان جاءت على خلفية الصراع السياسي والعسكري الممتد في اليمن، بين ميليشيا الحوثي والحكومة اليمنية الشرعية، حيث سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأماكن حيوية واستراتيجية، كميناء الحديدة على البحر الاحمر، ومنعت تفريغ الناقلة “صافر” من النفط ورفضت أي جهود منذ 2015 لحل هذه الأزمة، في ظل مساعي وجهود سعودية بالتعاون مع الأمم المتحدة لمنع وقوع كارثة بيئية بالمنطقة تنتج عن هذه الناقلة.

السعودية تقود الجهود لحل أزمة الخزان “صافر”

يقول رئيس المنتدى الخليجي، ناصر العتيبي، إن جهود  المملكة العربية السعودية ودول الخليج بالتعاون مع الأمم المتحدة استطاعت التوصل لحل نهائي أزمة خزان صافر الذي ظل يشكل لسنوات تهديدًا خطيرًا لممر بحري استراتيجي.

وأوضح العتيبي في تصريحات لـ “سكوب إمباير”، إن تفريغ خزان صافر من براميل النفط المحملة عليه يعتبر أمر غاية في الأهمية لما كان سيترتب عليه من كوارث بيئية خاصة في منطقة البحر الأحمر،

من جهة أخرى، قال المحلل السياسي السعودي الدكتور أحمد العنزي، إن تعنت ميليشا الحوثي في معالجة أزمة الخزان صافر، شكل تهديد بيئي لسنوات، لافتًا إلى أن المملكة العربية السعودية، حذرت مرارًا وتكرارًا من انفجار هذه الأزمة وتفاقمها، وهو الأمر الذي دفع الأمم المتحدة للتحرك والبدء في تفريغ الخزان من النفط الذي يحويه.

ولفت العنزي إلى أن إنفجار خزان صافر أو حدوث تسريب به كان سيؤدي لكارثة بيئية تمس الأحياء البحرية والثروة السمكية في البحر الأحمر، متمنيًا أن تنجح عمليات الأمم المتحدة في تفريغ الخزان دون حدوث اي تسريب.

ما هو الخزان صافر

تم صنع “صافر” كناقلة نفط ضخمة في عام 1976، بعد ذلك تم تحويلها إلى خزان نفط عائم. حيث رست هذه الناقلة بميناء الحديدة في اليمن، وتحتوي على ما يقدر بنحو 1.14 مليون برميل من الخام الخفيف.

تم تعليق عمليات الإنتاج والتفريغ والصيانة للناقلة في عام 2015 بسبب النزاع في اليمن، وتدهور السلامة الهيكلية للناقلة بشكل كبير ما عرضها لخطر الانهيار. وبعد مرور عامين شكلت الناقلة تهديدًا لانفجارها وحدوث تسريب نفطي. الأمر الذي سيؤدي لكارثة بيئية تفوق قدرات أي دولة على مواجهتها.

الآثار المترتبة على وقوع تسرب نفطي من الناقلة صافر

وفقًا للأمم المتحدة، فإن وقوع أي تسرب هائل للنفط من الناقلة صافر، سيدمر المجتمعات التي تعتمد على الصيد على ساحل البحر الأحمر في اليمن، حيث يعتمد الملايين على صيد الأسماك في المنطقة. وقد يقضي التسرب النفطي على مائتي ألف فرصة لكسب العيش على الفور في حال حدوثه. كما ستتعرض مجتمعات بأكملها للسموم التي تهدد الحياة.

واوضحت أن التأثير البيئي على سينعكس على المياه والشعاب المرجانية وأشجار المانغروف والحياة البحرية المتنوعة، ويمكن للنفط المتسرب أن يصل إلى شواطئ المملكة العربية السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال. كما يمكن أن يتم إغلاق محطات تحلية المياه على ساحل البحر الأحمر، وقطع مصادر المياه العذبة عن ملايين الناس.

عملية إنقاذ معقدة تستغرق 19 يوم

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان، إن جهود إنقاذ بحري معقدة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن تجري الآن لنقل مليون برميل من النفط من سفينة FSO Safer المتحللة إلى سفينة بديلة.

كما أضاف أنه سيجري نقل النفط من الناقلة صافر إلى سفينة بديلة في عملية قد تستغرق 19 يوماً.

أخر كلمة: ماتفوتش قراءة: وفاة 34 من المدنيين والعسكرين: خسائر فادحة في الجزائر بسبب حرائق الغابات

تعليقات
Loading...