استشهاد الطفلة هند وتضحية الدكتورة أميرة العسولي.. ولا تزال غزة تغيث نفسها

بعد ساعات معدودة من سماعنا لخبر استشهاد الطفلة هند، الطفلة التي استغاثت بالعالم، ولحق ورائها طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني ليستشهدوا أيضًا، عُثر على جثة الطفلة وجثث أفراد من أسرتها في سيارة قرب محطة للوقود، مع قصف سيارات طواقم الاسعاف التي ذهب لاغاثتها، ومن وقتها لم يعد مصير هند مجهولًا بعد الآن.

امرأة بـ”أمة”

ومن ثم تظهر على الساحة في نفس التوقيت سيدة فلسطينية وصفوها بأنها امرأة بـ”أمة”، الدكتورة أميرة العسولي التي ظهرت وسط نيران القناصة كبطلة من أبطال حواديت جداتنا، لتنقذ شخص مصاب عالق في خيمة بساحة مستشفى ناصر بخان يونس، وهي تقطع المسافة بين باب المستشفى والخيمة التي يرقد بها المصاب جريًا خافضة رأسها لوجود قناص يصوب أهدافه حتى على براميل المياه والحيوانات، وتبعها مجموعة من الأطباء، واستطاعوا حمل المصاب ، وعادوا به جريًا إلى مبنى المستشفى، وكل هذا خلال ثواني معدودة حبست أنفاس من يشاهدها وراء الشاشات ولكن ما بالك الأبطال؟

كل هذه المشاهد، من هند التي استغاثت بالعالم ولم يلحقها سوى طاقم الهلال الفلسطيني، وأميرة العسولي المرأة الحديدية، لم تترجم في بالنا إلا بكلمة “غزة تظل وستظل تغيث نفسها”، فمن بداية الحرب ونحن لا نحمل تأكيدًا سوى على أمرين، أن هناك شهداء يزيد عددهم بين دقيقة والثانية، وأن غزة في كل موقف تحاول إغاثة وإنقاذ نفسها بنفسها، سواء بإدخال السعادة على قلوب بعضهم البعض من الأطفال والمرضى حتى ولو بوردة، أو من مشهد نراه من أم تصر على أن تحتفل بعيد ميلاد ابنتها بكوب من الشاي لإسعادها، أو من مشهد الأطفال وهم يبيعون أي شيء باقي من ركام المنزل حتى يحصلون على قوت يومهم، ومشاهد أخرى تحتاج لمجلدات، ولكن يبدو وأننا نسينا طبيعة الشعب الإيمانية، وبكل موقف نعود لنتذكره من جديد.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: وتظل غزة أم الاختراع: الطفل حسام يضيء عتمة مخيمات النازحين

تعليقات
Loading...