إسرائيل تواصل تجريف المقبرة اليوسفية بالقدس، لبناء حديقة توراتية

وسط انهيار أم فلسطينية واحتضانها لقبر ابنها اللي كانت بتحاول تتشبث به لأخر ثانية، كانت قوات إسرائيلية بتسحب الأم بعيد عن قبر ابنها في مقبرة اليوسفية، اللي قريبًا هيتم تجريفه لبناء حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حولين أسوار البلدة القديمة، ولتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها – وفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”.

الأم الفلسطينية مش بس لازم تتعامل مع وفاة أبنائها، ولكن إنها ممكن في يوم تصحى ما تلاقيش قبرهم، أو تلاقي نفسها مضطرة تحارب بس علشان تحافظ على وجودهم – الاعتداء تخطى الحدود، وطال حتى الأموات في قبورهم.

وقت إعلان إسرائيل نيتها لتجريف المقبرة، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إعلان بلدية الاحتلال في القدس عن “مشروع استعماري تهويدي يهدف إلى إقامة حديقة توراتية للمستوطنين على أسطح الأسواق التاريخية في القدس”. وشافوا إن ده هيكون ضمن سياسة بتهدف لتزوير معالم قلب القدس وبلدتها القديمة ومحاصرة الأقصى، وإن في تجاهل واضح لدائرة الأوقاف الإسلامية ومصادرة مكشوفة لدورها وصلاحياتها.

بلدية إسرائيل قالت إن مواقع الدفن المرخصة في المقبرة مش هيصبها أي ضرر. لكن يوم 11 أكتوبر، أثناء عمليات الحفر، ظهرت عظام بشرية لشهداء وموتى مسلمين، وده اللي أثار ذعر وغضب أهالي فلسطين على أحبابهم المدفونين في المقبرة. فعدد من الشباب راحوا يأدوا صلاة المغرب في المقبرة احتجاجًا على تنبيش القبور، ولكن قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين بالصلاة، وأطلقوا القنابل الصوتية، وتم اعتقال عدد من الشباب.

أما الأم اللي رفضت تسيب قبر ابنها والتنبيش فيه، فقالت بعد تداول الفيديو ده بيوم لموقع رويترز: “على جثتي .. ابني لن ينقل من هنا.”

حذر قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، من نتائج استمرار اسرائيل في ارتكاب الجريمة اللي بتنتهك حُرمة الموتى والأحياء في مقبرة اليوسفية. وقال خلال بيان صحفي “استمرار هذه الجريمة قد يقلب الأمور ويزيد التوتر ويمكن أن يقود إلى إشعال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بشكل لا يتوقعه أحد.. ما يجري في المقبرة اليوسفية، تصعيد خطير ضد الأحياء والأموات في مدينة القدس المحتلة، وإنه جزء من مخطط التهويد الذي تنفذه دولة الاحتلال لإزالة أي معالم أثرية أو تاريخية تؤكد إسلامية المدينة المقدسة وعروبتها وخاصة في المنطقة المحيطة بالحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك”.

وقال مجلس الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية في القدس، إنه بيتابع اللي بتقوم به السلطات الإسرائيلية من انتهاك لحرمة مقبرة صرح الشهداء، وأكدوا إنهم على اتصال دائم مع جميع الجهات الرسمية، علشان يوقفوا “هذا الاعتداء الصارخ والتعدي السافر على حرمة المقابر، في اصرار واضح على إثارة مشاعر المسلمين في مدينة القدس وغيرها”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “القوة الناعمة: 32 قصة فلسطينية تُعرض على العالم من خلال نتفليكس” …

تعليقات
Loading...