أحمد عيد في الحشاشين: يمزق العباءة ويضرب ولا يبالي

“تشوفه تنساه” التعبير الأدق لشخصية زيد بن سيحون في مسلسل الحشاشين، للوهلة الأولى لا تتعرف على مؤدي الشخصية الحقيقي، ولكن يتركك لتسبح معه ومع أدائه وبالصدفة تكتشف أنه ممثلك الكوميدي المعروف بإيفيهاته أحمد عيد، وهذه كانت بداية مبشرة وإشارة أن ما ستراه من عيد هو إبداع، وتتيقن أن ما سيحدث في باقي المشاهد حالة ستذوب معها.

فهل علينا عند استعراض تاريخ وبدايات حسن الصباح ليفرش لنا العمل، علاقة الصداقة بين حسن الصباح (كريم عبد العزيز) وزيد بن سيحون (أحمد عيد) منذ أول لقاء في السوق وإنقاذه له ودخول الأخير بيته وكشف هويته، ليعرف نفسه للصباح أنه شخص يبحث عن العدل في بلاد الظلم ويكشف عن جسمه لترى حجم الأذى الواقع عليه “محدش ماسبش في جسمي علامة.. عباسيين وفاطميين.. كل صاحب حق مطارد”.

وفي لقطة أخرى تبرز لك حجم ما ينتظرك من إبداع في باقي الحلقات، عندما أخبر الصباح سيحون أن يفرد ظهره لأنه “مش أحدب”، ليفرد سيحون ظهره في مشهد يبرز قوة الأخير وضعفه في آن واحد أمام حسن الصباح، مشهد بسببه لم تستطع أن تعد على أصابعك حجم الأحاسيس التي انتابتك في ثواني معدودة، فيصبح ما تملكه فقط أن تذوب وتستمع بحذر.

زيد الذي اكشتفنا أنه يتبع الطائفة الباطنية والذي سصبح فيما بعد الذراع اليمنى لأشرس قائد في تاريخ الحركات الدموية، استخدم له عيد كل أدواته كممثل، فقد صنع للشخصية نبرة صوت ولغة جسد، وملامح، خاصة أنها شخصية تاريخية لم نراها على الشاشات من قبل، وربما لم يقرأ عنها سوى المخضرمين والمهتمين بالتاريخ.

أحمد عيد للمرة الثانية يخرج من عباءة الكوميديا أو “منطقة الراحة” ويظهر بتقله بدور ليس له أي علاقة بأدواره، بعد ظهوره بشخصية العم الطماع في ورث ابن أخوه والأخ القاتل لأخوه في مسلسل عملة نادرة، ولكن الحق يقال كلمة “خرج” من منطقة الراحة كلمة متواضعة في حقه، فهو دهس المنطقة بعد ما حصل على الفرصة.. فكل ما كان يحتاجه عيد هو الفرصة، ومن ثم أصبح يضرب ولا يبالي.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كيف أعطانا “أعلى نسبة مشاهدة” الضوء الأخضر لنكمل معه في رمضان؟

تعليقات
Loading...