هربت بسبب المخابرات والنكسة كسرتها: لحظات من حياة فاتن حمامة

ملامحها كانت رقيقة وبريئة تخطف الشاشة والكاميرا، كانت بتحافظ على أناقتها طول 83 سنة، كانت بتدي فساتينها اللي بتظهر بها في الأفلام للمعجبات، كل شخصية عملتها كانت بتضيف لها جزء من روحها، جمعت ما بين الفن والجمال والموضة وبعدت عن الابتذال وقدمت فن حقيقي. أول أجر أخدته كان 10 جنيه لحد ما بقت أشهر ممثلة عربية في الشرق الأوسط، وبقت أعلى نجمات جيلها أجرًا. وفي عيد ميلاد فاتن حمامة، تعالوا نفتكر لحظات من حياتها.

بداية “سيدة الشاشة العربية”

بدايتها وقت ما كانت طفلة لما راحت مع والدها فيلم لـ”آسيا داغر” وبعد ما الفيلم خلص، الناس بدأت تسقف للبطلة ويحيوها باسمها فقالت في حوار صحفي “حسيت إن التسقيف كان موجه ليا أنا وإن أنا نجمة الحفلة مش هي”. ومن بعدها قرر والدها يقدم لها في مسابقة ملكة جمال الأطفال، وبالصدفة شافها مخرج كبير ورشحها في فيلم مع محمد عبد الوهاب، ومن هنا كانت البداية.. 8 أفلام قامت بهم دور البطولة وكانوا ضمن 100 فيلم مصري، عشنا معاها حالات كتير من “الخيط الرفيع” لـ”وجه القمر” لـ”أريد حلًا” لـ”نهر الحب” لـ”صراع في الوادي” . وأخدت لقب “سيدة الشاشة العربية” بسبب فيلم “موعد مع الحياة ، و”لك يوم يا ظالم” و”صراع في الوادي” شاركوا في مهرجان كان السينمائي.

قصة حب أتولدت بسبب قبلة

شاب لسه بيبدأ حياته وأول مرة يظهر على الشاشة، وهيمثل دور البطولة قدام سيدة الشاشة فاتن حمامة.. في وقت ما كانت هي في عز توهجها السينمائي كان هو بيأدي أول دور له بترشيح من يوسف شاهين، ومن الصدف إن شكري سرحان كان هو اللي هيمثل الدور في الأول.

“قبلة” في مشهد بينهم كانت هي الشرارة الأولى لحبهم، القبلة دي على حسب ما الصحف قالت إنها أتسببت في إغماء عمر الشريف، وبرغم إن فاتن حمامة كانت حاطة قواعد لتمثيلها وعمرها ما وافقت على أي مشاهد قبلات، بس المرة دي وافقت لإنها قالت إنها ماكانتش قبلة حقيقة، بس حتى لو.. القبلة دي كانت بداية لأشهر قصة حب في السينما المصرية.

بيع شقة فاتن حمامة في "ليبون" بالمزاد العلني.. عاشت فيها مع | مصراوى

وقتها عمر الشريف عرض عليها الجواز بعد ما انتشرت شائعات عليهم، ولو هنقول ازاي طلب إيدها.. في رواية بتقول إنهم كانوا قاعدين مرة من المرات مع مجموعة وبيشربوا الشاي، وعلى لسان فاتن حمامة في حديثها في مجلة الكواكب قالت “كان باين عليه الارتباك وإنه كان عايز يقول حاجة.. كان بيمشي ويرجع كل شوية لحد ما جيه عندها وقال لها “إيه رأيك لو أتجوزنا؟”

أتجوزوا بعد ما غير ديانته وغير اسمه من “ميشيل شلهوب” لـ”عمر الشريف”، وعاشوا في تبات ونبات بس قصة الحب ماكنتش مكتوب لها إنها تكمل، بسبب تضارب في المصالح؛ عمر كان بدأ وقتها يمثل في هوليود وكان عايز يستقر هناك وفاتن كانت عايزة تكمل حياتها في مصر.. بس بعد وفاة فاتن حمامة، عمر الشريف أصابه الزهايمر وجاله اكتئاب بس ماكانش فاكر أي حد غيرها، وكان بيقول عنها “كتير أوي حبوني لكن أنا حبيت فاتن حمامة”.

النكسة كسرتها

كان في حالات من الانهيار النفسي والاكتئاب والعزلة بسبب النكسة وصلت لمجموعة كبيرة من النجوم منهم أم كلثوم وصلاح جاهين. وكلهم وصلوا لنفس الحالة تقريبًا؛ الانعزال والاكتئاب وعدم الرغبة في التعامل مع الناس. ومن ضمنهم فاتن حمامة اللي كانت في الوقت ده برا مصر، والنكسة أثرت فيها بشكل كبير وزيّ ما قالت.. “كسرتها”.

وأتكلمت في حوار تلفزيوني قبل كده وقالت “كان أسوأ الأيام في حياتي، كل حاجة أتحطمت جوايا، اختفيت من حارسة المنزل شهر كامل مابشوفش حد، كنت بخفي جنسيتي وبقول أنا تركية وده كان حال كل المصريين، الأسمر كان بيقول أنا هندي والأبيض يقول أنا تركي .. الهزيمة ماكنتش هزيمة جيش في معركة.. دي كانت هزيمة الوطن داخل نفسنا”.

قصتها مع المخابرات

خلال فترة الستينيات، سعت المخابرات المصرية بقيادة صلاح نصر، اللي كان رئيس المخابرات وقتها، لتجنيد فاتن حمامة، زيّ ما حاولوا قبل كده يجندوا فنانات تانيين زيّ سعاد حسني وشريفة ماهر، وفاتن رفضت بشكل قاطع، فبدأوت يشنوا عليها حملات لتشويها في الصحف هي وعمر الشريف من خلال رسوم كاركتير ساخرة، ووصلت الحملات دي لدرجة منعها من حضور المهرجانات، لحد ما أضطرت إنها تسافر وتهرب برا مصر.

في مذكرات لها كانت قالت “جاءني رجل من المخابرات وكان تهديدًا مباشرًا، طلب مني التعاون‏‏ فسألته: كيف؟.. فقال: فقط اقرئي هذه الكتب، ومضى‏، وقرأت أحد الكتب ولم أنم أسبوع لم يغمض لي جفن، وكرهت النظام كله‏، وسافرت ولم أعد إلى مصر إلا عام 1971 بعد وفاة عبدالناصر”.

وفي رواية تانية بتقول إنها رجعت قبل ما يتوفى بشهور قليلة، وده بعد ما سعت شخصيات زيّ أم كلثوم والسحار إنهم ياخدوا رسائل طمأنة من وزارة الداخلية لفاتن حمامة علشان ترجع لبلدها، لدرجة إنهم كانوا بيناشدوها في الإذاعة “ارجعي يا فاتن”.

أفلامها ناصرت المرأة

من بعد ما اتخرجت من معهد التمثيل، المخرجين بقوا يخطفوها ويسندوا لها أدوار البطولة، أدوارها كانت دايمًا بتناصر المرأة؛ بعدت عن أدوار البنت المسكينة والضعيفة والمغلوب على أمرها، لأ ظهرت في أدوار البنت القوية اللي بتجيب حقها، زيّ دورها في فيلم “الباب المفتوح” وظهرت فيه بشخصية البنت اللي بتثور وبتحرر من العادات اللي بقت قيود على رقبتها. وكمان في فيلم “الأستاذة فاطمة”وكانت هي المحامية اللي عايزة تثبت نفسها، وإن الست مكانها مش بس في البيت، و”أريد حلًا” اللي أتسبب في تغيير القوانين، و”أفواه وأرانب” و”إمبراطورية ميم” و”دعاء الكروان” وغيرهم كتير. كانت بتشيل فيلم لوحدها والفيلم بيتباع باسمها .. رصيدها الفني 100 فيلم في السينما، وقبل ما تفارق الحياة طلبت إن مايتعملهاش عزا.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: أفلام صنعت عالمية “لورانس العرب” عمر الشريف

تعليقات
Loading...