موائد الرحمن.. كيف بدأ أول مطعم خيري في مصر؟

موائد الرحمن ركن أساسي من الشارع المصري في رمضان مثله مثل الزينة والفانوس، فستجد أن العديد من الشوارع تقيم مائدة طعام طويلة يستطيع أي شخص أن يجلس ويأكل عليها بدون أي مقابل، سواء كان فقير، ميسور الحال، مسلم، مسيحي، في مشهد لطيف يجمع ويوحد قلوب الناس على الأكل والخير.

وفي وقت تفشي فيروس الكورونا ندر هذا النشاط الخيري ليعود مرة أخرى بعد انتهاء القيود الإحترازية، فاتحًا أبوابه ليعود الناس مرة أخرى ليفطر الجميع على المائدة بسلام.

تاريخ مائدة الرحمن

إن فكرة إطعام الصائم في رمضان ليست مستحدثة عند المسلمين، فقد كان الصحابة يطعمون الفقراء في رمضان، لكن البداية الأولى لموائد الرحمن في مصر بشكلها الحالي، فأشار بعض الباحثين أن ظهورها كان على يد  الفقيه الليث بن سعد، وكان ثرياً وكريماً ومحب للخير، فكان يقيم موائد الرحمن خلال شهر رمضان ويوفر لها المال وأشهى الأطعمة والحلوى ومنها الهريسة والتي عرفت بـ ” هريسة الليث”.

وبعدها انتشرت الفكرة بعد أن أقام الحاكم أحمد بن طولون أول مائدة رحمن له بعد أن جمع التجار والأعيان و أخبرهم أن المائدة ستستمر طوال الشهر وأن يفتحوا منازلهم ويمدوا أيديهم للفقراء مكلفًا مسؤوليه بتعليق قراره في كل مكان، لتمتد الفكرة في مختلف أنحاء مصر .

ومع مرور الزمن أصبح تزايد الإهتمام بالموائد كثيراً في العصر الفاطمي، ففي عهد الوالي الفاطمى المعز لدين الله أقيمت مائدة فى شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، ليستمر الحكام الفاطميين على هذه العادة، وكان يخرج من قصر الحاكم 1100 قدر من جميع أنواع الطعام لتوزع على الفقراء.

و بحسب ما أورده زكي محمد حسن، في كتابه “الكنوز الفاطمية” لم تقتصر جهود الفاطميين الخيرية على الموائد الرمضانية، إنما امتدت إلى التوسيع على المصريين في الأعياد ليعيشوا بهجة عيد الفطر؛ إذ بنى الخليفة الفاطمي العزيز بالله دارًا سُميت “دار الفطرة” خارج قصر الخلافة بالقاهرة، لصناعة حلوى العيد من كعك وتمر وبندق، لتوزيعها على الفقراء في عيد الفطر.

ورغم تعاقب أنظمة الحكم والحكام في مصر إلا أن العادة استمرت في عهد الأيوبيين والمماليك وأسرة محمد علي .

أول مائدة إفطار مسيحية

كانت أول مائدة إفطار أقامها مسيحيون في مصر فى عام 1969، ونظمت على يد القمص صليب متى ساويرس راعى كنيسة مار جرجس بميدان الأفضل بحى شبرا، وتردد عليها المسلمون والأقباط على حد سواء. لتنتشر على نطاق واسع بين المسيحيين أيضاً وتصبح عادة رمضانية لا تفرق بين مسلم ومسيحي.

اخر كلمة : ما تفوتوش قراءة : قليلاً من البهارات والخبرات الحياتية: لماذا تجاوز طعام الشارع مجرد سد الجوع؟

تعليقات
Loading...