ليه لازم نسأل “ليه”؟

بنسأل أسئلة وجودية تحتاج تفكير؟ لا خالص الموضوع بيبتدي ببساطة، ولو فكرت دقيقة واحدة، هتلاقي إنه سؤال لكل حاجة في حياتنا، “ليه” اللي هتيجي في بالك دلوقتي بصوت مرسي الزناتي، بس هو عنده حق، لو سألت السؤال ده لحاجات كتير بتعملها في يومك، هتوصل لقناعة في اتجاهات حياتك، وهتعرف أنت مين وبتعمل إيه.

تخيل تحديد هويتك، والنقطة اللي الناس بتعيش تدوّر عليها، احنا مين وبنعمل إيه هنا، ليه بنعمل كل حاجة بنعملها في يومنا دي؟ ليه بتصحى تروح الشغل؟ ليه بتحب الشغل أو بتكرهه؟ ليه لازم تصلح ده؟ طب ليه بتسافر؟ ليه بتمشي من الطريق ده؟ ليه بتقابل صحابك بليل بعد الشغل؟

ممكن الموضوع كله يبدأ بدافع “الفضول” اللي كلنا عندنا منه حتى لو جزء صغير يحركنا، ليه ده بيحصل؟ علشان الإنسان بطبعه بيحب يكتشف، ولو ده مش صح، ماكانش زماننا دلوقتي في كل الحياة اللي احنا عليها، كان زماننا على نفس الحال اللي اتخلقنا بيه من آدم وحواء، لكن الفضول اللي بيحرك الواحد ويخلّيه يسأل ويكتشف ويروح وييجي، ده ممكن يكون هو محرك الحياة، وده اللي بتثبته الدراسات الحديثة اللي بتدعم وجهة نظر “الفضول” اللي بيشمل حالات نفسية مختلفة وكلهم مركزهم الدماغ، حسب مقال اتنشر في psychology today.

السؤال بصيغة “ليه” في الفلسفة فيه قضية وجودية، بيتضمن مستويين من البحث؛ الأول هو السبب الظاهر، والتاني هو الحكمة العميقة. فلما نبتدي نسأل ليه، الهدف هيبقى إننا نوصل لإجابات وأسباب وحكمة. وسؤال”ليه” من نوع الأسئلة اللي بتجبر الشخص إنه يفكر بشكل تحليلي، لكن كمان بيحط عليه مسؤولية، والمسؤولية بتعتمد على قدرته على التركيز والفهم وإنجاز المهمات المختلفة.

في منهج سقراط، اعتمد على سؤال الناس اللي ماشيين في الشارع، علشان يعرف أكتر عن تحليل وتفكير الناس، وتم تشبيه الفعل ده بالطفل اللي بيسأل والده أسئلة مالهاش نهاية. ممكن ببساطة شديدة تطبق المثل ده على حياتك أنت، وساعتها هتمثل فيها الدورين؛ هتسأل نفسك علشان تعرف الإجابات وهتجاوب نفسك وتعرف تحليلك الشخصي لحياتك، اللي يُعتبر أهم من أي تحليل تاني.

من غير مبالغة، سؤال “ليه” ممكن يبقى أهم سؤال في الكون، كل يوم على وجه الأرض في إنسان بيسأل “ليه”، ولو مشيت بتسلسل فيه، هيوصلّك لحاجات كتير، علشان كده ده هو مش مجرد سؤال كنا بنسأله واحنا صغيرين، واللي حوالينا يفتكروه زن أطفال أو سؤال بلا هدف، السؤال ده بيبتدي عنده كل الاكتشافات.. وبينتهي امتى؟ قول لنا أنت وصلت لإيه.

في مواقف يومية في حياتك، التساؤل ده هيفرق فيها بشكل جذري، زيّ:

حياة اجتماعية

ليه صحابي اللي عارفهم من زمان مش مرتاح معاهم دلوقتي؟ ليه هما صحابي أصلًا؟ لو حاولت تلاقي إجابة على السؤال ده يا إما هتلاقي إنك بتفتكر مواقف ليهم معاك تعرفك أو تفكرك ليه بتحبهم، وليه هما جدعان، وليه علاقتكم قوية، يا إما هتفتكر حاجات تخليك تضايق إنك لسه عارفهم أصلًا وإنهم لسه في حياتك. لو سألت ليه علاقتي بشخص ما بايظة، السؤال هنا هيساعدك تفتكر اللي عمله سواء حلو أو وحش، وتراجع نفسك ولو كنت غلطان هتقدر تعرف غلطك وهيكون عندك فرصة تصلحه أو على الأقل تعترف بيه، لإن الاعتراف بالغلط دلوقتي بقى حاجة نادرة.

عادات وتقاليد

حاجات كتير بنعملها، مش احنا بس، أجيال كتير، ومش عارفين ليه بنعمل كده، ولو حد وقف وفكّر وسأل ليه بنعمل كده؛ يتقال هذا ما وجدنا عليه آبائنا وأجدادنا، ماحدش بيقف يفكر ليه حاجات ممكن تبقى بتوقف حياتنا، بنعملها واحنا مش عارفين أصلها غبر إن شخص قرر يتحكم في مسار حياتنا بحاجة هو سماها عادات وتقاليد، يمكن تكون نفعته هو في زمنه، لكن ليه نمشي بيها احنا كإنها نهج مقدس لينا؟

دراسة وشغل

ليه دخلت الكلية اللي أنت فيها دي؟ ليه بتحب المجال ده؟ الإجابة يا إما دخلتها علشان بحب المجال ده علشان كذا وكذا، يا إما هتكون دخلتها لأي سبب تاني مش بإرادتك؛ ضغط من الأهل بقى أو دخلتها وخلاص مش مهتم تقرر، أو علشان هي دي اللي جابها المجموع، الإجابة نفسها هتوصلّك أكيد لقناعة أنت عايز تعملها. وفي الشغل، ليه أنت في الشغل اللي أنت فيه دلوقتي؟ ليه بتصحى كل يوم تعمل نفس الحاجة؟ ليه ممكن تكمل في الروتين ده؟ بدل ما أنت ماشي زيّ الترس في آلة، هتقف ثانية وتفكر حياتك عايز تمشيها ازاي، أو ازاي تمشيها زيّ ما أنت عايز.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في يوم الاستماع العالمي: هل بطلنا نسمع بعض؟

تعليقات
Loading...