صناعة الموسيقى: ازاي السوشيال ميديا ومنصات الموسيقى غيرت اللعبة

كل حاجة في التكنولوجيا بيكون لها وجهين، إيجابيات بتسهل علينا، وسلبيات بتأثر علينا بشكل أو بآخر. عمرك فكرت إن منصات الموسيقى أو التطبيقات اللي بتسمع عليها الأغاني ممكن يبقى لها تأثير كبير في صناعة الموسيقى كلها؟ تأثير مباشر وغير مباشر، ده غير تأثير السوشيال ميديا نفسها.

التطبيقات دي المعروفة بـ (Music Streaming Platforms) سهلت علينا إننا بضغطة زرار نسمع الأغنية اللي احنا عايزينها، فاكرين زمان كنا بنعمل إيه علشان نسمع أغاني؟

من الراديو لشرايط الكاسيت

من سنين، علشان تسمع أغنية كنت بتقعد تستناها على الراديو، ولو أنت جامد تتصل ببرنامج في الراديو وتطلب منهم الأغنية اللي أنت عايزها، وبعدها حصلت طفرة شرايط الكاسيت، وبقيت تشتري شريط كامل عليه 24 أغنية لفنانك المفضل وبيكون عندك الألبوم بتاعه، ويا سلام لما اخترعنا (شريط الكوكتيل) اللي كنت تروح لمحل يعملهولك ميكس 24 أغنية مختلفة لفنانين مختلفين، ووقتها كان حدث.

منصات الموسيقى

مع انتشار السوشيال ميديا، ظهرت منصات مختلفة تقدر تسمع عليها موسيقى، والمنصات دي بتتنافس علشان يقدموا لك أحسن خدمة سهلة وبسيطة تسمع بها الموسيقى المفضلة لك في أي وقت. منها منصات بتقدم خدماتها مجانًا، ومنها اللي بتقدم الخدمة مجانًا مع وجود إعلانات، أو مجانًا لفترة محددة وبعدها تقدر تشترك بمبلغ قليل.

طب ازاي ده أثر على شكل صناعة الفن والموسيقى؟

ماحدش يقدر يمنع فن

دي الجملة اللي ممكن تختصر النقطة اللي عايزين نتكلم فيها؛ دلوقتي أي فنان يقدر ينزل أغنية أو مقطع موسيقى على منصات الموسيقى والسوشيال ميديا، ماحدش يقدر يمنعه أو يطلع قرار ضده يمنعه من الغناء، كل قرارات المنع والإيقاف بتقف عند السوشيال ميديا، هتمنعها ازاي؟

ويمكن شوفنا ده في أزمة نقابة المهن الموسيقية مع مطربين المهرجانات وكمان مغنيين الراب في الفترة الأخيرة، لكن وصلنا في الآخر للحقيقة الثابتة وهي إن ماحدش يقدر يمنع فن دلوقتي.

لإن حتى لو منعت فنانين بعينهم من الظهور في حفلات، مش هتقدر تمنع الإنتاج الموسيقي نفسه.

حتى مع صراع الأجيال اللي بنشوفه بين التجديد والفنانين اللي لسه مش مستوعبين التطور اللي وصلنا له، وإن ممكن فنان ماعندوش غير كمبيوتر ومايك يعمل موسيقى أو أغاني توصل للعالمية، من غير خطوات تعقيدية، كل ده مايقدرش يقف قدام الإنتاج الموسيقي للأجيال الجديدة على منصات مختلفة.

تغيير الترتيب المعروف للنجومية

المفاهيم اللي متعودين عليها لـ “النجومية” مابتقش زي زمان، النجومية مابقتش حكر على حد بعينه قادر يفضل على القمة طول الوقت ويقول ده للجمهور ويصدقه، دلوقتي كل حاجة بقت “على عينك يا تاجر” زي ما الناس بتقول. منصات الموسيقى بقت بتوضح بشكل دوري معدل الاستماع للأغاني وللفنانين بأرقام محددة، فبقينا نشوف نجوم شباب بيحققوا أرقام يتفوقوا بها على نجوم كبار اتعودوا على وجودهم في القمة، لكن اتضح إن “القمة” دي مش دايمة لحد، وإنها مكان اللي يقدم فن يوصل للناس.

فكرة حتى الألقاب اللي الناس متعودين يطلقوها على الفنانين، وكل واحد فيهم يشوف إنه رقم واحد، ويطلع علينا بتصريحات إن هو النجم ومافيش منه اتنين، مع احترامنا لكل الفنانين، لكن الفيصل في ده دلوقتي هو الجمهور والأرقام اللي بيحددها الجمهور.

التأثير على معدل إنتاج الشركات

أكيد وجود المنصات دي أثر على إنتاج الشركات اللي قايمة على إنتاج وتوزيع الأغاني، لإن يعتبر السجادة اتسحبت من تحت رجلهم ومابقوش هما المتحكمين في السوق خلاص.

شركات كتير قفلت، وشركات اندمجت مع بعضها، في محاولات للوقوف قدام تيار التكنولوجيا والمنصات الموسيقية، مابقاش موجود عمومًا فكرة إن شركة الإنتاج تجهز لألبوم الموسم مع نجم كبير، وتكون دي صفقة السنة، دلوقتي بقى في غزارة إنتاج طول السنة بدون الحاجة لشركات الإنتاج والتوزيع من الأساس، لإن العملية كلها بتتم (ديجيتال).

هل مصير الشركات دي هيكون الفناء؟ وتفتكروا المنصات دي هي آخر التطور التكنولوجي ولا هنيجي بعد سنين من دلوقتي نكتب مقال جديد ونفتكر فيه المنصات دي وهي نوستالجيا زي ما افتكرنا شرايط الكاسيت؟

المنصات الموسيقية والتطبيقات أتاحت فرص لصناعة فن حقيقي بدون قيود، مانقصدش هنا قيود بمعنى إنه مالوش ظابط ولا رابط، لكن نقصد مافيش قيود على الإبداع الحقيقي النابع من روح الفنان نفسه.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: أزمات نقابة الموسيقيين مع مطربين المهرجانات والرابرز: مشاكل شخصية ولا خلاف على الذوق العام؟

تعليقات
Loading...