البشعة وحق الملح: عادات عربية جمعت ما بين الغرابة واللطافة

في قاموس التاريخ العربي وعاداته ستجد الكثير ليروى، عادات تتبع قبيلة أو منطقة أو بدو أو بلد بأكملها شكلها التاريخ أو تكونت بمرور الوقت والطبيعة والبيئة والحال، وأصبحت جزء من الهوية والتراث لا يجدون لها بديل ولا سبيل، وإذا بحثت عن كل عادة تجد أنها لم تحمل اتجاه أو طبيعة واحدة بل جمعت ما بين الغرابة أحيانًا واللطافة في أحيان أخرى.

البشعة

ما زال هناك من يؤمن بطرق بدائية لتحديد المتهم في أي جريمة، فأنت لست بحاجة إلى أدلة مادية أو لشهود عيان، ولا حتى للقضاء كل ما يحتاجه الأمر هو “الحديد والنار” لكشف المتهم، والفصل بين المتنازعين والمتخاصمين في جرائم كالسرقة والاحتيال والجنايات، وذلك في جلسة واحدة دون استئناف أو نقض من خلال أقدم جهاز اخترعه المصريون في عدة محافظات وبدو مصر لكشف الكذب.

يكفي فقط للداعي والمدعي عليه “لحس الطاسة” الساخنة بلسان، وهي تقوم بكشف الحقيقة بنفسها، فبظهور حروق وبثور بلسان تثبت الحقيقة بجلسة واحدة، فإذا كان بريئًا لن يشعر بألم وإن كان مذنبًا ستحرق النار لسانه.

حق الملح

يخرج الرجال مبكرًا لأداء صلاة العيد وتبقى النساء في البيت للاهتمام بملابس الأطفال ووضع البخور، وتتزين وتلبسن ملابس جديدة في انتظار عودة زوجها، وعند عودته يحتسي الرجل القهوة مع أفراد العائلة، لكنه لا يرجع الفنجان فارغًا بل يضع فيه خاتمًا أو قطعة مصوغ (ذهب) أو نقود.. فيما يعرف بـ”حق الملح”.

ليكون هدية لزوجته تعبيرًا منه على امتنانه وشكره لها على ما قدمته في شهر رمضان، وما تعرضت له الزوجة إلى اضطرار أحيانًا -عند إعدادها الطعام لأسرتها- ودفعها إلى تذوق الأكل دون ابتلاعه للتأكد من اعتدال ملوحته، فكان حق الملح تعبيرًا عن الامتنان والمخاطرة.

ضرب العريس

أهل العروس في سلطنة عمان ينهالون ضربا على العريس بالعصي فور انتهاء عقد القران

‏أهل العروس في سلطنة عمان ينهالون ضربا على العريس بالعصي فور انتهاء عقد القران!

– من عادات الزواج لدى بعض القبائل العمانية أثناء عقد القران "الملجة" يجلس خلف العريس أشقاء وأقارب العروس لضربه ليعلم أن وراءها رجال يدافعون عنها إن قام بإهانتها أو الاعتداء عليها!

Posted by ‎بغداد‎ on Sunday, January 17, 2021

بعض مراسم الزواج متشابهة عند الكثير من الشعوب، إلا أن لكل دولة من دول الخليج العربية نكهة خاصة سواء عند فترة الخطبة أوعند تقديم المهر (الحق) كما يسميه العمانيون، وفي سلطنة عمان تجد أن تلك الاختلافات في عادات العرس العماني واضحة أيضًا باختلاف المحافظة أو المنطقة.

ففي أحد المشاهد المشهورة تجد عريس واضعًا يده في يد المأذون خلال عقد قرانه مبديًا قبوله بالزواج من العروس، وما إن انتهى المأذون من عقد القران، ينهال عدد من المتواجدين من أقارب العروس على العريس بضربه بالعصي، والسبب غريب ليعلم العريس الجديد أن وراءها رجال يدافعون عنها إن قام بإهانتها أو الاعتداء عليها.

اختطاف العروسة ليلة الزفاف

عادة فيما معناها أن “الحصول على المرأة لن يكون هينًا، كي لا يستغنى عنها زوجها بسهولة لاحقًا”، حيث تقتضي العادة في بعض مناطق مدينة تندوف، جنوب غربي البلاد في الجزائر بأن تختطف العروس من صديقاتها ليلة الزفاف، وألا يحصل عليها زوجها إلا إذا اجتهد في البحث عنها هو وأصدقاؤه، ويجب أن يجدها من دون مساعدة.

فختبئ العروس في أحد بيوت صديقاتها أو أهلها أو معارفهم، وعلى الزوج أن يدق الأبواب جميعًا بحثًا عن عروسه حتى يجدها.

زواج الغرة

البدو لا يعرفون سوى قوانينهم، ففي حالات مثل القتل حينما توافق عشيرة القتيل في البادية على قبول الدية والعوض عن دم ابنها، فإنها قد تطلب من عائلة القاتل إلى جانب الدية تقديم فتاة من بناتهم زوجة لأحد أقارب القتيل، فيأخذها أحد أقارب القتيل، ولا يقام لها حفل زفاف، وتبقى مع هذا الرجل حتى تلد له.

وعندما يأتي الولد ويكبر، تعطيه أمه سيفًا وتجعله يحضر أمام مكتب العشيرة، فتقول: ماذا تقولون في هذا أليس رجلاً؟ فتجاب: بلى، فتقول: ألا يسد مسد رجلكم؟ فيقال لها: بلى، فتأخذ ملابسها وترحل إلى أهلها، تاركه لهم رجلاً من دمهم ولحمهم بدل قتيلهم وعندها كتعويض عن القتيل ويحكم بطلاقها، وأحيانًا تعود إلى زوجها مرة أخرى بعد الطلاق ولكن بوضع مختلف فيقام لها الزفاف وتدق لها الطبول… ماهي أغرب عادة سمعت عنها إذن؟

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مش بنشوفها غير في الصيف: مهن بتوحشنا من السنة للسنة

تعليقات
Loading...