سوق الفسطاط.. تجربة تسوق فريدة تجمع بين التاريخ والحداثة

على الرغم من أن سوق الفسطاط يعد أهم سوق في مصر لعرض المنتجات الحرفية اليدوية، التي تصف مصر في قرونها المختلفة، كالسجاد والمصوغات الفرعونية وغيرها، إلا أن زوار السوق سيحظون أيضًا بتجربة إنسانية فريد من نوعه.

يقع سوق الفسطاط في حي مجمع الأديان، يجاوره مسجد عمرو بن العاص، وكنيسة منذ العهد الروماني، وكنيس بن عذرا اليهودي الذي يعود إلى الدولة الطولونية نسبة لأحمد بن طولون، في امتزاج تاريخي وديني لا مثيل له.

في هذا السوق، وقبل أن تستمتع بمشاهدة منتجات حرفية مصرية مصنوعة يدويًا لـ 40 فنان وفنانة يعرضون منتجاتهم بالسوق، يمكنك أن تتوقف أمام مدخل السوق لتشاهد المسجد والكنيسة والكنيس، وهم يعانقون بعضهم، في تجربة فريدة من نوعها لن تتكرر في مكان آخر. ويعكس مكانة مدينة الفسطاط قديمًا حيث كانت مركز ثقل اقتصادي لقرون عديدة.

40 معرض فني

ضم سوق الفسطاط، 40 معرض، يعرضون حرف تراثية مصرية مصنوعة يدويًا على أيدي فنانيين وفنانات موهوبون، وستجد كل معرض يقدم شكلًا مختلفًا من تاريخ مصر، والأحرى من ذلك أن تلك المشغولات تتناسب شكلًا ومضمونًا مع تاريخ مدينة الفسطاط والتنوع الثقافي والديني بها.

تقول داليا محي الدين، إحدى الفنانات العارضات بالسوق، أنها مهتمة بالمشغولات الحجرية التي تستخدم فيها الأحجار، ومزج التراث القديم بأسلوب الحياة المعاصر.

وتقول محي الدين في حديثها لنا أنها تعتمد أكثر على التاريخ العربي والبدوي، وتوظيف الأحجار في مشغولات بروح عصرية.

ويقول مصطفى اسماعيل، أنه يقدم في السوق منتجات الكليم والكوفرتة والحرف الخزفية أيضًا، لافتًا إلى أنه يركز على الأعمال التي تعبر عن تراث أسوان، لما تذخر به من تاريخ إنساني كبير.

وبخصوص الإقبال على هذا النوع من المنتجات اليدوية، يقول مصطفى أن الإقبال متساوى بين المصريين والأجانب، إلا أن المصري الذواق للفن يستطيع تقدير هذه المنتجات أكثر من الأجنبي.

أما عاطف حمودة، فيقدم منتجات من صناعة الصوف والحرير والسجاد والكتان، ويقول أن السائح الأجنبيي ينبهر كثيرًا بهذه المنتجات، إلا أنه يعتبرها غالية الثمن، لذلك الإقبال من المصريين يكون أكبر.

وأوضح حمودة أن تلك الصناعة رائدة في مصر، لافتًا إلى أنه يصدر للخارج مثل ولاية نيويورك بأمريكا، وذلك لدقة العمل في منتجاتنا وجودة المواد الخام المستخدمة والحرفية في التصميم والإنتاج.

تقول منى خطاب، فنانة من فناني سوق الفسطاط، والتي تقدم منتجات الكليم اليدوي، علاوة عن أنها فنانة تشكيلية وترسم لوحات وتعرضها للبيع، إن السوق يضم مجموعة من الفنانيين في حرف مختلفة ومتنوعة، جميعها شغل يدوي مصري مرتبط بالتراث المصري.

وتوضح خطاب أن والدها كان يعمل في الكليم وبعد وفاته ورثت وأشقائها الحرفة عن والدهم، لافتة إلى أنهم يصدرون للخارج الآن لتنوع منتجاتهم وتفردها.

وتم تنفيذ مشروع سوق الفسطاط لحرف التراث المصرى اليدوية على مسطح حوالى 3000 من دور واحد حيث يتكون من مجمع لعدد 40 محل تجارى ومطعم وكافيتريا بهدف وضع السياحة الحرفية وسياحة التسوق فى نطاق التنمية المستهدفة بالمنطقة، وإضافة منتج سياحى جديد يربط النسيج العمرانى للمجتمع المحيط بالمنطقة التى تحتوى على جزء من أقدم المزارات للأديان الثلاثه.

فضلا عن إحياء المضمون التراثى و المعنوى للحرف اليدوية والتقليدية من خلال تجمع الفنانين و المصممين و الحرفيين فى موقع واحد لعرض إبداعاتهم يتسم بالذوق والتناسق ويصل للمستهلك المصرى و الاجنبى فى منظومة سياحية لإتمام الحلقة الاقتصادية.

وأيضا خلق مناخ ثقافى لتشجيع تعلم الحرف اليدوية بهدف عدم إندثارها وأكتساب المهارات الحرفية لعمل منتجات جديدة كنوع من التجويد للحرف التراثية على المستوى التقنى

تعليقات
Loading...