سواقة الستات للسيارات.. بين تنمر الرجالة ودراسات تؤكد تميزها

اعتاد الكثير من الرجال خاصة في مجتمعاتنا الشرقية، التنمر على قيادة المرأة للسيارة، ويصفونها دائمًا بأن أسلوب قيادتها قد يثير الكثير من المشاكل على الطرق، ناهيك عن التشكيك دائمًا في قدرتها على مواجهة صعوبات الطريق أو المشاكل التي قد تنتج عن السيارة أثناء القيادة.

أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قياد عام 1920

قد تكون نظرة الرجل لقيادة المرأة للسيارة ظالمة، خاصة أن المرأة المصرية تقود السيارة منذ أكثر من 100 عام، فكانت أول رخصة قيادة تصدر لإمرأة في مصر عام 1920، لسيدة تدعى عباسية أحمد فرغلي، الفتاة الصعيدية التي اشتهرت بعشقها للسيارات.

ولدت عباسية في محافظة أسيوط مطلع القرن العشرين، وتحديدًا في مدينة أبو تيج، ورغم قوة وقسوة مجتمع الصعيد بالنسبة للفتيات، كان لها وضع خاص، فقد تمكنت من استكمال تعليمها بكبرى المدارس الأجنبية، ثم انتقلت إلي محافظة الأسكندرية لتعيش فيها بمفردها، لتستكمل دراستها، ومنها إلي عدد من الدول الأوروبية كإنجلترا وفرنسا.

بدأت القصة حينما انبهرت الطفلة الصغيرة عباسية، بتلك الآلة التي يستخدمها والدها في التنقل بين الحقول الخضراء، كانت كلما خرج من المنزل تطلب منه أن يأخذها معه، لتري الحقول والناس السائرون علي شط الترعة من نافذتها، ثم افصحت عن ذلك الحُلم الذي راودها، بأن تقود بنفسها تلك الآلة، ليُعلمها شقيقها محمد فن قيادة السيارات.

وانتقلت عباسية إلي محافظة الإسكندرية، لتلتحق بمدرسة الجيزويت الفرنسية الابتدائية، ثم التحقت بجامعة فيكتوريا كوليج، لتسافر منها إلى إنجلترا، وينتهى بها المطاف إلى الاستقرار مع شقيقها بفرنسا، وهناك حصلت علي رخصة قيادة بتاريخ ٢٤ يوليو ١٩٢٠م، لتعود إلى مصر وتمارس حقها فى القيادة بحرية، قبل أن تحصل علي رخصتها المصرية عام ١٩٢٨.

المرأة تمتهن قيادة التاكسي

وعلى الرغم من أن شوارع مصر امتلأت بالسيارات التي تقودها فتيات أو سيدات، إلا أن نظرة الغالبية العظمى من الرجال لم تتغير تجاههن، على الرغم أيضًا من أن نسبة قيادة المرأة للسيارات حديثًا ارتفعت كثيرًا عن نسبتهن قديمًا، غير أن المرأة الآن أصبحت تعمل سائقة لدى شركات نقل الركاب (تاكسي) وهذا دليل واضح على الثقة في قدرة النساء على القيادة.

كثير من الرجال يرون أن قيادة السيارات تكون للرجال فقط ولا تتناسب مع النساء، مبررين ذلك بأن السيدات تفتقد الخبرة والجرأة فى السواقة لعدم معرفتهن بالقواعد السليمة وأصول القيادة والمرور، وعدم إلمامهن بلغة الإشارات فى السواقة أو التقدير السليم للموقف، ما يؤدى إلى الوقوع فى الأخطاء الطفيفة التى تتحول إلى حوادث كبيرة.

دراسات تؤكد أفضلية المرأة في القيادة عن الرجل

الغريب في الأمر، أن بحثًا بريطانيًا نشرته وسائل إعلام أجنبية في وقت سابق، أكد بشكل قاطع أن النساء أفضل من الرجال في قيادة السيارات.

وقالت الدراسة إن الرجال أكثر عرضة بنسبة 4 أضعاف للمثول أمام المحكمة لارتكابهم مخالفات، كما أن الرجال أكثر تقديمًا لطلبات التأمين على السيارات أكثر من النساء.

عن: الشرق الأوسط

وأسفرت العديد من الدراسات التي أجريت خلال السنوات الخمس الأخيرة، عن أن المرأة هي الشخص الذي يمكنك أن تستقل معه السيارة وأنت مطمئن وآمن على حياتك من مخاطر التصادمات والحوادث، عنه من الرجال الذين اتضح أنهم أكثر عرضة لتلك المخاطر.

وكشف تحليل “Confused.com” أن الرجال يتكلفون أكثر من ضعف المبلغ المطلوب للتأمين على السيارة مقارنة النساء، ففي عام 2018 ارتكب حوالي 79% من الذكور مخالفات من جميع الأنواع مقابل 21% فقط من الإناث أثناء القيادة، وكانت مخالفات الرجال للسرعة أكثر بثلاث أضعاف مخالفات النساء.

وبحسب صحيفة “هافينجتون بوست” الانجليزية، فقد خضع نحو 250 سائق وسائقة لعدد من الاختبارات العملية التي أشرف عليها أحد المعاهد المتخصصة في لندن، وبعد الانتهاء من التجربة العملية، دخل 50 منهم في اختبار نظري وكانت النتيجة النهائية للاختبار بنجاح المرأة بعدد نقاط بلغ 23 نقطة من أصل 30 نقطة، فيما لم يستطع الرجال تحقيق سوى 19 نقطة فقط.

ووفقًا لدراسة أخرى أعدها معهد الاقتصاد والنقل النرويجي، ونشرت نتائجها صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن نسبة تعرض النساء لحوادث السير أقل من الرجال الذين ترتفع نسبة تسببهم في حوادث السير أثناء القيادة.

وأشارت الدراسة إلى أن أخطاء السائقين هي المسؤولة عن 12% من حوادث السير، من ضمنهم الانشغال بالتحدث أو الكتابة عبر الهاتف واستخدام أجهزة الراديو، وفقاً لبحث منفصل نشر في 2017.

أما العوائق التي قد تجعل من المرأة سائق أقل من الرجل تجلت في دراسات أخرى والتي أبرزت أن المرأة تجد صعوبة بالغة في التعرف على الطرق والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية بالسيارة، حيث أن معظم السيدات يفضلن التعرف على الطرق من خلال اللافتات عن استخدام أجهزة الملاحة بالسيارة.

عائق آخر يجعل من المرأة أقل قدرة في التعامل مع السيارة عن الرجل وهي صف السيارة إلى جانبي الطريق، أو بالمعنى الدارج “الركنة” وكذلك التعامل مع المشاكل الميكانيكية الطارئة وكيفية إصلاحها أو في أقل تقدير اكتشافها. ​

الرجل أصبح يعتمد على المرأة في أمور خاصة بالقيادة

على كل حال، فإن عدد كبير من الرجال اليوم أصبحوا يعتمدون على المرأة في أمور كثرة تتعلق بقيادتهن للسيارة، مثل توصيل أبنائهن للمدارس أو النوادي، وإرجاعهن للمنزل، خاصة لو كانو صغار السن، وأيًضا شراء متطلبات المنزل، وأمور كثيرة، ما يعني أن قيادة المرأة للسيارة تحسنت كثيرًا عن السابق، وأصبح أزواجهن يعتمدون عليهن على عكس زمان، حينما كانت القيادة بالنسبة للمرأة رفاهية وليست ضرورة.

أيضا جاء ف دراسة أمريكية حديثة، أن النساء لديهن قدرة أكبر على قيادة سيارات السباقات الرياضية بشكل أفضل من الرجال.

وأوضحت أن النساء قادرات على التحكم والتعامل مع الظروف الصعبة والقاسية التي تواجههن أثناء القيادة أفضل من الرجال، بعد قياس معدلات التنفس ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد، ونسبة الدهون بالجسم، بالإضافة إلى الإنهاك الحراري لدى الجنسين، وتبين أن النساء لديهن القدرة على التحكم في السيارة بشكل أفضل، بالتأكيد بعد خضوعهما للتدريب والخبرة الكافيتين.

أخر كلمة: ماتفوتش قراءة: عن النساء الذكوريات: هل هي حرب النساء ضد النساء؟

تعليقات
Loading...