سقوط القصور وحكامها.. ليه الناس بتستهدف مقرات الحكم للتعبير عن غضبها؟

الناس والقصور وحكامها.. في عصور سابقة كانت مقرات حكم الممالك والدول الحديثة هي نقطة الانطلاق لتغيير أي نظام أو التعبير عن الغضب ضده، وفي أحداث كبيرة زيّ الثورة الفرنسية أو الروسية قام الثوار أو الفلاحين أو العمال أو الطبقات الفقيرة والشعبية بتغيير النظام أو إعلان اعتراضهم على مسار الأمور في البلد، وهي غالباً بالسيطرة على القصر الملكي، وبيكون غالباً البناء الأكبر والأضخم والأغنى في الوقت اللي بيعاني فيه الناس. ودي الرسالة اللي رجعت من تاني في احتاجاجات العراق وسريلانكا مؤخرًا، وحتى اقتحام الكونجرس من أنصار ترامب اللي كان مختلف في دوافعه إلا إن الشكل والطريقة للفعل نفسه متطابقة مع اللي حصل في العراق وسريلانكا.

متظاهرون أعلى القصر الرئاسي ببغداد – عن دايلي صباح

هتافات وصور سلفي وسباحة.. اقتحام القصر الجمهوري في العراق

يوم ٢٩ أغسطس اللي فات، فرضت قوات الأمن حظر تجول شامل في بغداد بعد ما اقتحم أتباع التيار الصدري المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد وحاصروا القصر الرئاسي على الرغم من الانتشار الكبير لقوات الأمن، والمئات من المتظاهرين دخلوا القصر ودخلوا قاعاته الداخلية ونزلوا يعوموا في حمامات السباحة وخدوا صور سيلفي وهتفوا جواه.

في بلد بتحكمه المحاصصة على أساس طائفي، أتسببت حالة عدم التوصل بين الأطراف السياسية في تعقيد المشهد. كان المعتاد في الدورات السابقة إن أحزاب الأغلبية الشيعية بتتوافق لتشكيل حكومة بحسب العرف من أول انتخابات أتعملت بعد الإطاحة بالنظام السابق، اللي بيكون فيه رئيس الوزراء شيعي ورئيس الجمهورية كردي ورئيس البرلمان سني.

المرة دي، خرج التيار الصدري عن الشكل المعتاد وعمل التحالف ائتلاف اسمه “انقاذ وطن” فيه سُنة وناس من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ورشح الائتلاف محمد الحلبوسي إنه يكون رئيس للبرلمان، والسياسي الكردي هوشيار زيباري إنه يكون رئيس للجمهورية، وجعفر محمد باقر الصدر إنه يكون رئيس للحكومة. الأسماء دي واجهت اعتراضات من أطراف سياسية تانية أتسببت في جمود بالمشهد السياسي أنتهى بالوضع الحالي.

سباحة وجيم في القصر الرئاسي بسريلانكا

في شهر سبعة اللي فات فشل أفراد الجيش والشرطة من التصدي لحشود المحتجين اللي رددوا شعارات بتطالب الرئيس راجابكسا بالتنحي وسط غضب شعبي كبير بسبب أسوأ أزمة اقتصادية شافتها البلاد من سبعين سنة. المتظاهرين دخلوا جوا القصر الرئاسي بالمئات، ودخلوا أوض القصر الرئاسي، ولعبوا حتى في صالة الألعاب بتاعة القصر وممراته، ورددوا شعارات مناهضة لراجاباكسا.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور المتظاهرين بيعوموا في حمامات السباحة جوا القصر، ومتظاهرين تانيين على السراير والكنب، والبعض فضى الأدراج في مقاطع انتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر برضه المئات في الأماكن المحيطة بالقصر اللي تم بناءه في الحقبة الاستعمارية.

اقتحام الكونجرس شبههم مع اختلاف الأسباب

في شهر يناير من سنة ٢٠٢١، اقتحم أنصار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مبنى الكونجرس للاحتجاج على نتايج الانتخابات اللي أدعى فيها ترامب إنها متزورة، وعلى مدار أيام مارس ترامب التحريض ودفع أنصاره لاقتحام واحد من رموز الحكم في دولة عظمى بحجم أمريكا، وهو اللي أدى لوفاة شخص وحوادث مؤسفة. على الرغم من وجود أسباب عنصرية لأنصار ترامب، إلا إن بعضهم لجأ لنظريات مؤامرة عن فساد منظومة الحكم في أمريكا، اللي تأمرت على رئيسهم وزورت فوزه في الانتخابات قدام بايدن.

وعلى الرغم من الادعاءات دي، يفضل شكل الاقتحام وبعض من تصرفات المتظاهرين مشابهة للي حصل في العراق وسريلانكا من التصوير جوا المكاتب والقاعات والصور السيلفي واللقطات المعبرة العفوية لناس عادية لقوا نفسهم في مقر حكم شايفين إنه سبب شقاءهم.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: كل اللي عاوز تعرفه عن الأزمة السياسية في العراق

تعليقات
Loading...