“الرجالة مابتعيطش” جيه الوقت علشان نلغي الخرافة دي

خرافات كتير كبرنا عليها وصدقناها، حاجات مالهاش أي مبرر أو معنى، زيّ إن “التحرش مش بيحصل غير للبنات اللي مش محجبة” وزيّ إن “الستات مالهاش غير بيت جوزها” وحاجات تانية كتير غيرها، وأخرها خرافة “الرجالة مابتعيطش” ومانعرفش جات منين وتحت أي مسمى. وإيه سبب ظهورها أصلًا؟

بس كتير بيقولوا إن أصدق دموع، هي دموع الرجالة لإنها نادرًا لما بتطلع، فندرتها دي بتدل أحيانًا كتيرة عن الصدق. في مجتمعاتنا، دموع الست ممكن تبقى أسهل وأكثر تقبلًا عند الآخرين، نظرًا لطبيعة الست إنها حساسة وممكن يكون عندها قدرة أكبر على التعبير. لكن لما بييجي الموضوع للرجال، الوضع بيختلف. الناس بتبص على إن الراجل يخرج مشاعره أو يعبر عنها، دي حاجة ببساطة غير مسموح بيها أو زيّ ما بيقولوا “مايصحش” أو “خليك دكر” لإن كده “الراجل بيظهر ضعفه للناس”، بس مين اللي خلاه مايصحش؟ إنك تخرج مشاعرك ده شيء صحي جدًا، ليه أي حد يتحرم من حاجة طبيعية زيّ دي؟ ليه نكتم مشاعرنا؟

وزيادة عن السخافات اللي بتتقال عن الراجل اللي بيعيط، إنه “متدلع” أو “ماترباش على إيد راجل!”. بدأت الأجيال الجديدة تكبر على المعتقدات دي وتصدقها، وعلشان كده أي راجل بيفكر إنه يخرج عن المسار اللي متحددله من سنين، وإنه يخرج عن المألوف ويعبر أو يظهر المشاعر الطبيعية ويتكلم فيها، بيلاقي هجوم واتهامات بالضعف وعدم الرجولة جاية في طريقه.. وحتى التبرير أو الدفاع عن النفس بيبقى غير مسموع.. وده ببساطة اللي بيأدي للذكورة السامة، اللي احنا في الأصل بنحاول نحاربها.

مصطلحات الرجالة كبروا عليها زيّ “خليك راجل وإنشف”، “الرجالة مابتعيطش، سيبنا إيه للستات؟”، لحد ما معظمهم كبروا على العنف والصلابة في التعامل، مع إن العياط ده طبيعة خلقنا ربنا بيها وبنعبر بيها عن مشاعرنا، ليه نغير في الطبيعة دي ونخليها حكر بس على الستات؟ ونعملها كمان صفة نهين بيها الستات ونقول عليهم “نكديين” و”عيوطة”.

لازم نعود أولادنا والجيل اللي جاي، إن مش عيب أبدًا لو عيطنا، ازاي نمنع الرجالة من العياط وأعظم الشخصيات العامة والمؤثرة في العالم كانوا بييجي عليهم لحظات حزن وبيبكوا؟ احنا مش بنعمل دعوة للرجالة علشان تعيط، احنا بنقول ببساطة بلاش تعاند فطرتك اللي ربنا خلقك بيها، علشان خرافات أتأصلت فينا.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: 15 معتقد من الخرافات العربية الشهيرة

تعليقات
Loading...