المومس الفاضلة: هل مسرحية بالاسم ده تُناسب عادات وتقاليد المجتمع الشرقي؟

جدل كبير أثارته الفنانة إلهام شاهين، بعد تصريحها بنية الرجوع لخشبة المسرح بعد 22 سنة من الغياب، وتقديم عمل بيحمل اسم “المومس الفاضلة”.. الاسم اللي ماتقبلهوش كتير من الناس. المومس الفاضلة هي مسرحية فرنسية في الأصل، وقدمتها بالفعل الفنانة سميحة أيوب على المسرح القومي في ستينيات القرن الماضي، وحققت نجاح كبير وقت عرضها. وعلشان نعرض الموضوع بطريقة موضوعية وعادلة، تعالوا نحكي تفاصيل الموضوع من الأول.

منين جات فكرة إعادة إحياء المسرحية؟

أثناء فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي، كانت الدورة بتحمل اسم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب. وكان في ندوات ثقافية كتير وتوقيعات ومناقشات للكتب. وأثناء ندوة اتعملت لمناقشة كتاب عن سميحة أيوب بيحمل اسمها، سألت إلهام شاهين الفنانة سميحة أيوب، عن المسرحية اللي هي شايفة إنها لفتت الأنظار وكانت نقلة بالنسبة لها. ورد سميحة أيوب كان “مسرحية المومس”، لإنها كانت قلقانة منها، ولكنها عملت لها نقلة نوعية في طريقة تفكيرها واختياراتها للأعمال.

وتاني يوم وقت ندوة توقيع إلهام شاهين لكتابها “المتمردة”، قالت إلهام شاهين لسميحة أيوب إنها مستعدة ترجع للمسرح من تاني وتعيد تقديم مسرحية المومس، لو وافقت سميحة أيوب إنها تخرجها، فتوصلوا الاتنين لاتفاق مبدئي، بس لسه لم يتم أي تحضيرات للعمل. لكن بعد نشر الخبر وتداول اسم المسرحية، استنكر كتير من الناس الاسم اللي شافوا إنه غير لائق للتقاليد الشرقية.

إيه هي قصة المومس الفاضلة؟

كتبها جان بول سارتر عام 1946، وتناول سارتر في روايته قضية العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية، مستعين بتفاصيل قضية شهيرة للعنصرية ضد السود، وهي “قضية سكوتسبورو”، اللي تم فيها اتهام 9 من المراهقين السود اللي تصادف وجودهم ضمن ركاب أحد القطارات، بالاعتداء على فتاتين ليل.

وأمام القاضي اعترفت واحدة من العاهرتين إن التسعة اللي متهمين لم يعتدوا عليها، لكن المحلفين والمحكمة رفضوا شهادتها وحكم على ثمانية متهمين بالإعدام، أما التاسع اللي نجىا، كتب شهادته في كتاب استوحى منه جان بول سارتر الرواية. ولكن حتى في النسخة الفرنسية، ماكتبوش كلمة “putain” بشكل كامل واكتفوا بكتابة أول حرف فقط واستخدام بعض النقط.

رد إلهام شاهين على الهجوم

خلال برنامج الحكاية مع عمرو أديب، ردت إلهام شاهين على انتقدات اسم المسرحية. فحكيت تسلسل الموضوع وازاي توصلوا لاتفاق إحياء المسرحية. وقالت إن المسرحية دي مقتبسة من مسرحية الأدبي العالمي جان بول سارتر، وبالتالي مش هما اللي مختارين الاسم. واستغربت من الانتقادات اللاذعة لإن المسرحية دي بالفعل اتعملت من حوالي 45 سنة، وردود الأفعال ساعتها كانت إيجابية مش زيّ دلوقتي. والمفروض إن الفكر بيتقدم بمرور السنين مش العكس.

واقترح عليها أديب إنهم يغيروا الاسم أو يقوموا زيّ ما عملوا في النسخة الفرنسية وهو إزالة كلمة المومس والاستعانة بنقاط أو علامات استفهام، منعًا للجدل.

وصول القضية للبرلمان

تقدم النائب أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الثقافة، بشأن مسرحية “المومس الفاضلة”، وقال “طريقة التناول والمعالجة للمسرحية التي كتبها المفكر الفرنسي جان بول سارتر قبل أكثر من 75 عاما غير مناسبة للمجتمع المصري، بل ومن الممكن أن يطلق عليها فن إباحي”.

وأشار عضو مجلس النواب إنه مش معنى إن الرواية دي لكاتب كبير إنها تتناسب مع ثقافة المجتمع المصري. وكمل “ففي الوقت الذي تحرص الدولة المصرية على بناء الإنسان المصري وذلك من خلال الاهتمام بالنشء ومحاربة الأعمال المبتذلة، مثل هذه الأعمال يكون له مردود سلبي على المجتمع، وليس كل الاقتباس من الأدب الغربى يتماشى مع ثقافتنا ويجب إعادة النظر في هذه الأعمال، مع الأخذ بالأسباب ضرورة فتح آفاق جديدة للإبداع وتشجيع الكتاب المصريين لتناول موضوعات هادفة من داخل المجتمع المصري”.

آخر كلمة: إيه رأيكم في الموضوع؟ هل ده فن هادف وبالتالي لازم نتقبله، ولا فعلًا غير مناسب للمجتمعات العربية؟

تعليقات
Loading...