الذكاء الاصطناعي: استخداماته في الطب ما بين إمكانيات ومخاوف

بيدخل الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل حياتنا، في التليفون والتلفزيون والعربية والبنك، لدرجة إنه وصل للطب. واستخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية شغلتني مؤخرًا؛ أولًا بسبب الإنجازات المهمة اللي حققها، وثانيًا بسبب مخاوف بعض الناس من اختراقه لكل جوانب حياتنا.

وعلشان نعرف أكتر عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، أتكلمنا مع دكتور شريف الشاذلي، طبيب أمراض نساء وتوليد، جامعة أسيوط، واللي بيشتغل حاليًا في وحدة متخصصة في بريطانيا بتقوم على أبحاث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أمراض النساء. ومؤخرًا، بيركزوا في الوحدة دي على تخصص الأورام زيّ أورام الرحم والمبيض، وبيوضح إن أبحاثه بتدور في سياق استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمستقبل المرضي وفقًا لحالة المريضة الحالية واقتراح الخطة العلاجية الأفضل لها.

وبيضيف الشاذلي: “العملية بتختلف باختلاف المشروع، فبنبدأ بتعليم الآلة، وده بيتم من خلال تغذيتها بعدد كبير من السيناريوهات الخاصة بمرضى سابقين بحيث تقدر الآلة ومن خلال حسابات معقدة تستنتج وبشكل تراكمي العلاقة ما بين العوامل المختلفة والنتيجة النهائية، وبعد كده يبقى عندها القدرة إنك لو أدتها سيناريو نتيجته مجهولة تقدر تتوقع النتيجة بدقة عالية.”

وبيقول الشاذلي إن الذكاء الاصطناعي يقدر يعمل تشخيص دقيق للمرض قبل ظهور أعراضه حتى، وبيوضح إن الشكل اللي بيشتغلوا عليه حاليًا بيستقبل التشخيص بالفعل وبعدين بيساعد على اختيار خطة العلاج اللي هتحقق أفضل نتايج، وده بناءًا على عوامل كتير بتخلي كل مريض مختلف عن التاني.

سألنا دكتور الشاذلي إذا كنا هنستخدم الذكاء الاصطناعي علشان يشخص ويوصف خطة العلاج، فإيه الفرق بينه وبين أي دكتور شاطر، وكان رد الشاذلي: “الفرق إن الدكتور شطارته بتنبع من خبرته وملاحظته، أما الآلة فعندها قدرة كبيرة إنها تبني خبرة أعمق من خلال دراسة آلاف الحالات اللى لو أي دكتور اشتغل لمدة ٥٠ سنة مش هيشوفها.”

وبيكمل الشاذلي:” الآلة كمان عندها قدرة أكبر على التحليل وملاحظة علاقات خفية بين المقدمات والنتايج اللي ممكن مايلحظهاش الإنسان العادي،” وبيضيف: “الآلة تقدر تاخد ٥٠ أو٦٠ عامل وتحللهم علشان تعرف ازاي بيأثروا على النتيجة، وده صعب على الإنسان.” وبيوضح: “الذكاء الاصطناعي يقدر يكتشف مثلًا جينات بتسبب مرض معين ماكنش معروف إن في ما بينهم علاقة قبل كده، وممكن يتوصل لعلاقات جديدة ماكناش نعرفها واللي ممكن تخلي مريض معين يحتاج علاج مختلف عن العلاجات اللي بنقدمها.”

بيؤكد الشاذلي إن الدكتور مهما كان شاطر فـهو بيستقي قراراته من الأبحاث العلمية والأدلة، أما الذكاء الاصطناعي فـبقى مصدر في حد ذاته للبحث والأدلة العلمية، وبيوضح إن الشغل اللي بيعملوه حاليًا على الذكاء الاصطناعي هو بحث علمي بيستبدل البحث العلمي اللى كان بيستخدم الإحصاء التقليدية.

طلبنا من الدكتور الشاذلي يدينا تنبؤ للمستقبل القريب وآخر للمستقبل البعيد عن شكل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الطب، فقال: “المستقبل القريب تقريبَا حصل ومجالات الذكاء الاصطناعي بقت داخلة فى قدرة الآلة على التشخيص واقتراح العلاج أو التنبؤ بمستقبل المرضى لكتير من الأمراض من خلال معلومات المريض والتحاليل والأشعة،” وبيضيف: “مع الوقت تقريبًا كل الأمراض هيتم تحليلها من خلال الذكاء الاصطناعي.”

بيقول الشاذلي: “أظن في المستقبل البعيد هتكون الآلة عندها قدرة أكبر بكتير على التعامل مع المريض بشكل مباشر والاستماع لأعراضه المرضية مع تشخيص دقيق وخطة علاج واضحة، وأعتقد كمان إنه في المستقبل البعيد هيكون فيه استقلالية أكبر للآلة.”

وعلشان نفهم أكتر عن ازاي بيتم تعليم الكمبيوتر إنه يشخص مرض ما، أتكلمنا مع مهندس المعلومات، مارك عادل، واللي قال لنا إن الفكرة هي إننا بنزود الكمبيوتر بكميات كبيرة من المعلومات بخصوص موضوع معين، وبعدين بنعلمه ازاي يكتشف أنماط محددة، زيّ إنه يحدد أنماط في تحاليل وأشعة مرضى السرطان، ومع تراكم كميات ضخمة من المعلومات عنده بتصبح قدرته على كشف الأنماط دي أكبر وأعقد.

سألت مارك إذا كانت فكرة استقلالية الآلة اللي اتكلم عنها دكتور الشاذلي بتخوفه وقال: “ماظنش إن دي حاجة تخوف، لإنه مهما استقلت الآلة عن الإنسان مش هيكون زيّ ما بيتم تصويره في أفلام الخيال العلمي اللي بتسيطر فيها الآلات على العالم،” وبيضيف: “دايمًا في زرار بيطفي الآلة وده تحت صباعك على طول، أما الخوف الحقيقي بالنسبة لي هو الوظايف اللي هتستبدل فيها الآلة الإنسان.”

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: المغرب: مهندسين طوروا إيد بتشتغل بالذكاء الاصطناعي

تعليقات
Loading...