الدور بيختار صاحبه.. أدوار ذهبت لنجوم أخرين وصنعت نجوميتهم

“الدور بيختار صاحبه” واحدة من المقولات الصحيحة في عالم الفن، ودائمًا ما نرى العديد من النجوم رفضوا أدوارًا هامة ومؤثرة، لاعتقادهم بأنها لن تضيف لتاريخهم الفني أو لإنها غير مجزية ماديًا، أو حتى لانشغالهم بأعمال أخرى، لتذهب هذه الأدوار لأشخاص أخرين لم يكونوا في الحسبان، وتصنع منهم نجوم مؤثرين، لتترك بعد ذلك بصمة واضحة في تاريخ الفن المصري وتظل عالقة في أذهان الجمهور حتى يومنا هذا.

نور الشريف وعبلة كامل في “لن أعيش في جلباب أبي”

الأيقونة الدرامية التي مازلنا نشاهدها حتى اليوم، لم تكن في الأساس بطولة نور الشريف، حيث كان الاختيار الأول للساحر محمود عبد العزيز، ولكنه اعتذر عنه بسبب انشغاله بفيلمين في نفس الوقت، ونستطيع القول بأن الدور كان “متفصل” على نور الشريف ولا نستطيع أن نتخيل أحد غيره في دور عبد الغفور البرعي.

كما وقع الاختيار على الفنانة يسرا لأداء شخصية فاطمة، ولكن تم تغييرها لعدم اقتناع السيناريست مصطفى محرم بها واعتقاده بأن جمالها لا يتناسب مع شخصية فاطمة كشري التي نشأت في بيئة شعبية، وتم إسناد الشخصية للفنانة عبلة كامل، لتقدم لنا واحدة من أهم قصص الحب المثالية في الدراما المصرية بينها وبين عبد الغفور البرعي، والتي مازلنا ننشر مشاهد لها حتى اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي.

محمود عبد العزيز في مسلسل “رأفت الهجان”

بعد النجاح الساحق الذي حققه عادل إمام في مسلسل “دموع في عيون وقحة”، تم عرض بطولة مسلسل “رأفت الهجان” عليه، ولكن كان هناك عدة اعتراضات عرقلت الموضوع، مثل ارتباط الجمهور بشخصية جمعة الشوان، بالإضافة إلى احتياج الدور لشخص ذو بشرة فاتحة وملامح غربية يشبه الأجانب، كما اعترض الزعيم على سرد الأحداث والتي بدأت بوفاة رأفت الهجان واعتقاده بأن ذلك بمثابة حرق التفاصيل للمشاهد، فعرض صُناع العمل السيناريو على الساحر محمود عبد العزيز.

رحب الساحر بفكرة المسلسل وتغاضى تمامًا عن التفاوض في الأجر، وقدم 3 أجزاء حققت نجاحًا ساحقًا، ولكن بدأ الخلاف بين النجمين عندما كتبت الصحافة عن استبعاد عادل إمام وإسناد الدور للساحر، مما زادت القطيعة بين النجمين والتي استمرت لسنوات عديدة.

محمود عبد العزيز في “العار”

فيلم العار من أيقونات السينما المصرية، والتي تركت بصمة واضحة للفنان محمود عبد العزيز في تاريخه الفني، ولكن ذلك الدور لم يكن في الحسبان، حيث وقع عليه الاختيار بعد اعتذار الفنان يحيي الفخراني عن أداء شخصية “دكتور عادل”، وتم إسناد الدور إليه قبل بدء تصوير الفيلم بأيام معدودة.

صلاح السعدني في مسلسل “أرابيسك”

مسلسل “أرابيسك” الذي كان بداية لمعان اسم الفنان صلاح السعدني في الدراما المصرية، لا يمكنك أن تتوقع بأنه جاء بالصدفة البحتة، فقد كان الدور مكتوبًا للزعيم عادل إمام، ولكنه طلب بعض التعديلات على السيناريو، فرفض الكاتب إحسان عبد القدوس إجراء أي تعديل وقال: “أنا مبشتغلش ترزي عند حد”، وبدأت رحلة البحث عن نجم آخر للعمل.

بدأ صناع العمل في التفكير في فنان آخر، وعرضوا السيناريو على الفنان أحمد زكي، وبالفعل رحب بالفكرة ووافق على أداء الدور وكان وقتها يقوم بتصوير فيلم “الناصر 56″، فعرض النمر الأسود على جمال عبد الحميد، مخرج المسلسل، تأجيل عرض أرابيسك حتى ينتهي من تصوير فيلمه، ولكن رفض إجسان عبد القدوس وأصر على عرض المسلسل في الموسم الرمضاني.

بعدها تم عرض المسلسل على الفنان محمود عبد العزيز والذي وافق على الفور، ولكنه تراجع في أخر لحظة عندما رأي الصحافة تهاجمه وتكتب: “محمود عبد العزيز بديلاً لعادل إمام”، فانزعج للغاية وقرر الاعتذار، بعدها تم عرض المسلسل على يحيي الفخراني وكذلك نور الشريف، ولكنهم اعتذروا لارتباطهم بأعمال فنية أخرى في نفس الوقت.

فكر المخرج جمال عبد الحميد في إسناد الدور للفنان صلاح السعدني، وبالفعل برع في تقديمه للحد الذي جعل الجمهور ينتظر حتى الآن عرض المسلسل على القنوات المصرية ليشاهدوه بنفس شغفهم وكأنه العرض الأول للمسلسل.

أحمد فهيم في مسلسل “جعفر العمدة”

دور سيد العمدة الذي حقق نجاحًا ساحقًا خلال شهر رمضان الماضي لم يكن في الأصل للفنان أحمد فهيم، ولكنه كان للفنان أحمد فتحي، الذي اعتذر عن أداء الشخصية بسبب انشغاله بأعمال فنية أخرى، وأبدى فتحي سعادته بنجاح زميله أحمد فهيم وقال: “المشاركة في مسلسل جعفر العمدة بدور سيد برفقة أصدقائي محمد سامي ومحمد رمضان كانت ستشرفني، لكن في النهاية هذا العمل لم يكن من نصيبي وليس رزقي”.

نور الشريف في مسلسل “عائلة الحج متولي”

“الحاج متولي” الذي ارتبطنا به طوال السنوات الماضية لم يكن في الأساس للفنان نور الشريف، ولكن كان السيناريو مكتوب خصيصًا للفنان محمود عبد العزيز، ولكنه اعتذر لانشغاله بفيلم “الساحر“، وتم عرض السيناريو على الفنان نور الشريف بالصدفة البحتة عندما اتصل بالسيناريست مصطفى محرم، وأخبره أنه يريد فكرة جديدة لمسلسل اجتماعي فعرض عليه سيناريو المسلسل، وبالفعل أعجب نور الشريف بالقصة وقرر تقديمها على الفور لتصبح بعد ذلك واحدة من أيقونات الدراما المصرية، والتي لا يختلف أحد على مدى حبه لهذا المسلسل حتى وقتنا هذا.

أما دور أمينة، زوجة الحاج متولي الأولى، كان معروضًا على الفنانة عبلة كامل، ولكنها اعتذرت عن الدور بسبب انشغالها في تصوير مسلسل “حديث الصباح والمساء”، وانتقل الدور للفنانة ماجدة زكي، التي قدمت واحد من أهم أدوارها في تاريخها الفني.

بالنسبة لدور “نعمة الله”، فإن غادة عبد الرازق لم تكن في الحسبان، وكان من المفترض أن تؤديه الفنانة “معالي زايد” ولكنها اعتذرت لارتباطها بأعمال أخرى، أما دور مديجة، الزوجة الثالثة، فتم عرضه على عدد من الفنانات مثل ندى بسيوني وبثينة رشوان ولكن ذهب الدور في النهاية إلى “سمية الخشاب”.

فؤاد المهندس في فيلم “معبودة الجماهير”

على الرغم من النجاح الواسع الذي حققه الأستاذ فؤاد المهندس في ذلك الدور إلا أنك ستتفاجيء بأنه لم يكن الخيار الأول للدور، وأنه في البداية كان الدور للفنان عبد السلام النابلسي، الذي أوصى عبد الحليم حافظ في ذلك الوقت بأن يرشحه لأي عمل يشارك فيه كي يسدد ديونه، ولكن انشغاله بمرضه أجبره على الجلوس في المستشفى، وبالفعل مات بعد عرض الفيلم بسنة واحدة.

قصص مختلفة كانت وراء إسناد الأدوار لفنانين قدموا لنا أدوار وأعمال أيقونية، ظلت خالدة في تاريخ السينما والدراما العربية حتى الآن.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: تخيل لو قابلنا نجوم الغناء العربي.. كنا هنسألهم عن إيه؟

تعليقات
Loading...