التدخين يُدمر الصحة ويُسبب الوفاة! طيب ليه مش قادر أبطل؟

“التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة” الجملة دي وشبهها كتير موجودة على علب السجاير لتحذير المدخنين من مخاطر التبغ، ولكن رغم الجمل التحذيرية والصور المروعة اللي بنشوفها على علب السجاير، مازلنا بنولع السجارة ونسحب النفس وننفخه ويزيد جوانا الإحساس بالذنب والتوتر والقلق على وضعنا الصحي وتأثير الدخان ده على جسمنا.

احنا كمدخنين عارفين كويس الآثار المدمرة للتدخين اللي بتصيب كل أعضاء الجسم مش بس الرئتين والقلب، ولكن الدماغ والجهاز الهضمي والجهاز المناعي وغيرهم، ولكن رغم كده بنفضل ندخن.

مع التدخين والمعرفة بآثاره الضارة بيتولد جوانا كمدخنين إحساس دائم بالذنب والتوتر والقلق، وكل ما الأحاسيس دي تزيد كل ما احتياجنا للدخان يزيد، وبالتالي بنعيش في دايرة مغلقة من التوتر والإحساس بالذنب والتدخين الشره المستمر.

إدمان التدخين ما بين الواقع والتضليل

التدخين
عن: gemini

في النص الأول من القرن الماضي كانت شركات التدخين الكبرى اللي اسمها “بيج توباكو” بتضخ كميات ضخمة من الفلوس علشان تعمل دعاية في السينما والتلفزيون والشوارع لمنتجاتها من السجائر، وبتستخدم وسائل ملتوية علشان تقنع زبائنها إن التدخين غير ضار بالصحة، لدرجة إن بعض الأطباء والعلماء ظهروا في إعلانات “بيج توباكو” علشان يقنعوا الناس إن التدخين بيعالج أمراض القلب والزور وبيدعم صحة الإنسان.

اكتشف الكونجرس الأمريكي سنة 1969 إن شركات التبغ بتحدد كمية النيكوتين في كل سجارة بحيث تحقق السجارة الواحدة تأثير إدمان النيكوتين على المدخن من أول مرة.

النيكوتين هو المادة الكيميائية الموجودة في السجائر واللي بتسبب الإدمان، والمادة دي بتوصل للدماغ في خلال ثواني من سحب النفس من السجارة، وبيحفز النيكوتين الدماغ على إنتاج مواد عصبية اسمها “النواقل العصبية” والدوبامين اللي معروف إنه هرمون السعادة.

النواقل العصبية المختلفة بتحسن المزاج وبتقلل الإحساس بالقلق والتوتر، وعلشان كده دايمًا بيزيد استهلاكنا للسجاير في أيام الشغل اللي بيكون فيها ضغط، أو لما نكون في مواقف فيها قدر كبير من القلق والتوتر.

بس تأثير النيكوتين على الدماغ مؤقت وعلشان كده بنحس بالتوتر والضغط العصبي مرة تانية بعد ما نشرب السجارة بفترة، بالإضافة لنوع جديد من التوتر العصبي اللي بيسببه نقص النيكوتين في الدماغ. ومع كل عوامل الضغط النفسي والعصبي اللي بتجتمع مع بعض دي، بيتولد الإحساس الساحق بالحاجة لسجارة في أسرع وقت، وهو ده الإدمان اللي شركات السجاير نجحت في خلقه عند الناس علشان تحقق أرباحها.

محاولات الإقلاع عن التدخين: فيلم رعب اسمه أعراض الانسحاب

لما تكون عارف كل المعلومات دي عن التدخين ومواجه نفسك بحقيقة إنك فعلًا بقيت مدمن على النيكوتين، ده لوحده بيخلق قدر كبير من الضغط النفسي والعصبي عليك، وكشخص متعود على النيكوتين كل ما تحس بالضغط والتوتر، دماغك بتدي إشارة تلقائية بالحاجة للنيكوتين علشان يحل المشكلة دي. وكل ما تشرب سجاير، كل ما الإحساس بالذنب يتسبب في توتر وقلق أكتر، فتحتاج سجاير أكتر. وهي دائرة لا تنتهي من الموت البطئ.

كشخص بيدخن من أقل من سنة بس، مافكرتش أبطل سجاير غير بعد ما جاتلي كورونا من ست شهور وكانت تجربة صعبة جدًا بالذات مع التنفس، كانت بتعدي عليا أوقات ببقى مش قادر أتنفس علشان صدري مقفول، وأكدلي كل الدكاترة إن التدخين أثر بشكل كبير على نشاط الرئتين ومع الإصابة بالكورونا بقيت الرئتين في وضع صحي خطير جدًا.

التشخيص ده أصابني بحالة رعب شديدة، إن يكون عندي 25 سنة بس وعندي مشكلة في التنفس، ساعتها قررت إني لازم أبطل التدخين، بالذات إني في الوقت اللي كنت فيه مصاب بالكورونا كنت بقرف جدًا من ريحة السجاير ومش قادر أشرب أي سجارة.

التحدي الحقيقي بدأ بعد ما خفيت من الكورونا واستعدت قدرتي على التنفس الطبيعي، ومابقتش بقرف من ريحة السجاير، وساعتها فشلت في التحدي وأنتقمت من الأسبوعين اللي قضيتهم من غير نيكوتين ودخنت تلات علب سجاير في يوم واحد.

التجربة دي علمتني أهم درس عن محاولات الإقلاع عن التدخين؛ قطع السجاير مرة واحدة صعب وقاسي، وفي أغلب الأحيان بيفشل وبيرجع المدخن يشرب أكتر من الأول. وعلشان كده قررت إني هقلل عدد السجاير اللي بشربها في اليوم، فبدل من 15 سجارة في اليوم بقوا 7 بس، وبعدين بقوا 5 حاليًا.

في برامج مختلفة بتساعد على الإقلاع عن التدخين من أول استخدام لصقات النيكوتين لإستخدام أدوية تساعد في علاج أعراض الإنسحاب، ورغم إن البرامج دي ساعدت ناس كتير جدًا إلا إنها فشلت معايا، وعلشان كده قررت ألتزم بفكرة تقليل عدد السجاير مع الوقت، ووصلت فعلًا لـ 5 بس في اليوم حاليًأ.

رغم إن القلق والتوتر والإحساس بالذنب بسبب التدخين لسه موجود إلا إن صحتي بقت أحسن، مابقتش بتعب بسرعة زيّ الأول، وتنفسي بقى لحدٍ ما أفضل، ولكن طبعًا لسه عندي مشاكل تنفس ومابقدرش أجري مسافة طويلة من غير ما نفسي يتقطع.

كل واحد له طريقته

وجود برامج وطرق مختلفة للإقلاع عن التدخين هيساعدك تستكشف الطريقة الأفضل لشخصيتك ووضعك الصحي ومدى تعلقك بالتدخين. جرب برامج مختلفة وماتحسش باليأس بسرعة، وحتى لو مابطلتش تدخين خالص ونجحت إنك تقلل عدد السجائر في اليوم بس، فده انتصار عظيم لإن إدمان النيكوتين قوي جدًا وبيسطر على الإنسان جسديًا وعقليًا بالفعل، وكل خطوة إيجابية تعملها في طريق الإقلاع التام هي انتصار لازم تفرح به.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: شكرًا على التدخين، من فضلك دخن أكتر: زيادة مبيعات التدخين 11% في 9 شهور في مصر

تعليقات
Loading...