شكرًا على التدخين، من فضلك دخن أكتر: زيادة مبيعات التدخين 11% في 9 شهور في مصر

بيواجه العالم كله واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية في التاريخ بسبب ظروف عالمية مختلفة أهمها هو حرب روسيا على أوكرانيا واللي أتسببت في تعقيدات اقتصادية خلت أسعار معظم المنتجات ترتفع بشكل كبير في العالم كله. أزمة اقتصادية عالمية أتسببت في خسارات فادحة مش بس لمعظم الشركات حول العالم ولكن لاقتصاد الدول نفسها.

وفي قلب الأزمة الاقتصادية العالمية دي وتهديد شبح نقص المنتجات الغذائية والمجاعات لمعظم سكان الكوكب، ظهر خبر عن أرباح شركة الشرقية للدخان المصرية اللي بلغت حوالي 10.8 مليار جنيه مقارنة بـ9.7 مليار جنيه في نفس الفترة من السنة اللي فاتت، وهي زيادة كبيرة في الأرباح.

ورغم تأثر إنتاج الشركة بأزمة سلاسل التوريد اللي بتسبب نقص في المواد الخام وشحنها، وضح تقرير براند فاينانس إن قيمة العلامة التجارية لشركة الشرقية للدخان، وهي محتكر صناعة التبغ في مصر، زادت بمعدل 403 مليون دولار، مقارنة بـ 393 مليون دولار أرباح في نفس الوقت ده السنة اللي فاتت، وبكده تكون الشركة حققت زيادة في الأرباح بمقدار 2.5%.

وبتوضح المؤشرات المالية الخاصة بشركة الشرقية للدخان زيادة في صافي قيمة المبيعات المحلية من سجائر الشركة الرئيسية بحوالي 11%، وده على الرغم من الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الدولية وارتفاع أسعار السجاير في مصر مؤخرًا. هل زيادة صافي قيمة المبيعات يدل على ارتفاع نسبة التدخين في مصر؟ بيقول لنا أحمد القاضي، الخبير التسويقي، إن ده الاحتمال الأكبر لتفسير الزيادة الكبيرة دي في صافي قيمة المبيعات المحلية للشركة.

احنا مش بندخن ولا بنشجع على التدخين، احنا بنصنع السجاير بس

عن: gemini

قال هاني أمان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الشرقية للدخان، في مكالمة تليفونية مع قناة Etc، إن الشركة مش بتعمل أي إعلانات بهدف الترويج لمنتجاتها من التبغ، ووضح إن هدف الشركة الوحيد هو توفير المنتج للمدخنين.

وأضاف أمان: “أنا وكل زمايلي في مجلس إدارة الشركة مش بندخن، ولكن لو ماهتميناش بالصناعة دي في مصر هييجي مستثمر أجنبي وياخدها مننا ويحقق الأرباح”.

في نفس الوقت، بتأكد الإحصائيات الأخيرة في 2021 ارتفاع عدد المدخنين في مصر بنسبة 18 مليون مدخن، وهو اللي بيعادل 17.7% من المصريين، فهل الفرد العادي في الشارع يحمل كامل المسئولية عن قرار التدخين وتداعياته الصحية؟

على مدار التاريخ كانت شركات التدخين من أكبر وأهم ممولين اللوبيز السياسية وحملات الإعلانات الضخمة اللي بتخفي وبتزور الحقائق بخصوص تأثير التدخين على الفرد.

حقائق شركات التدخين المخفية

بيج توباكو هو لفظ يُطلق على أكبر ست شركات بتاجر في السجاير في العالم، وفي 2006 أثبتت المحاكم الأمريكية إن الشركات دي بتنتهك قوانين الابتزاز المدني بشكل واضح، واضطروا ينشروا الحقيقة عن أضرار التدخين في كل وسائل الإعلام بعد حوالي عشر سنين من القضايا في المحاكم. كانت من أهم الفضائح اللي تم نشرها إن الشركات دي بتحط كميات معينة من النيكوتين في كل سجارة علشان تتأكد من تحقيق واستمرارية إدمان المدخن على النيكوتين، وإن الناس اللي بتموت كل سنة بسبب التدخين أكتر من الناس اللي بتموت بسبب الأيدز والسرطان وحوادث الطرق والانتحار والمخدرات والكحول مجتمعين.

وأكدت الحقايق اللي تم نشرها إن التدخين من أعراضه الجانبية الموت المفاجئ وأمراض السرطان المختلفة، وإن كل أنواع السجائر بتسبب نفس الضرر بغض النظر عن نوعها وطريقة تعاطيها، وده عكس اللي كانت شركات التبغ بتروجه عن إن بعض السجاير ضررها أقل من غيرها.

وأكدت الحقايق إن كل أنواع التعرض الثانوي للدخان بتأثر على المتعرض له بنفس الطريقة، وإن مافيش أي قدر من التعرض الثانوي للتدخين ممكن اعتباره آمن.

التدخين مفيد للصحة ويعالج الكحة

عن: pinimg

من بداية التلاتينات من القرن العشرين كانت حملات الإعلانات الخاصة بشركات التدخين بتدفع بالعلماء والأطباء علشان يأكدوا للناس إن التدخين مش بيضر صحتهم خالص، وكان الأطباء والعلماء دول بيأكدوا للناس إنهم كعلماء بيدخنوا علشان دي حاجة كويسة، ووصل الأمر لإن الإعلانات دي نصحت الناس بالتدخين علشان صحتهم تبقى أحسن، لدرجة إن في أطباء قالوا إن التدخين بيعالج الكحة وألم الزور وإن مافيش أي ربط مباشر ما بين التدخين وسرطان الرئة.

وفضلت حملات الإعلانات دي منتشرة لوقت طويل جدًا، في حين كانت شركات التدخين عارفه كويس جدًا كل التأثيرات المدمرة لصحة الإنسان اللي بيسببها التدخين، ولكنها فضلت تدعم السياسيين وصناع القرار ماديًا في حملاتهم الانتخابية علشان يتغاضوا عن عملية التضليل والكذب المباشر اللي بيمارسوه على الناس.

كانت شركات التدخين بتضخ كميات ضخمة من الفلوس علشان تقنع الممثلين يدخنوا بكمية كبيرة على الشاشات وكانوا بيدفعوا الأطباء والعلماء إنهم يكدبوا على الناس، لحد ما مرر الكونجرس الأمريكي قرار تدخين السجاير في 196، واللي بينظم إعلانات السجاير.

وأثناء جلسة الكونجرس الأمريكي، فضلت شركات التدخين وعلمائها المستأجرين ينفوا أي ضرر للسجاير على صحة المواطن الأمريكي، ولكن من 1960 كان الجراح لوثر تيري بيؤسس لجنة مهمتها هي عمل دراسات عميقة وواضحة عن علاقة التدخين بالأمراض المختلفة، وخرج بدراسة مرعبة عن كل الآثار الضارة اللي نعرفها النهارده عن التدخين، وطبعًا شركات التدخين طعنت في مصداقية الدراسة دي وهاجمتها وزودت من إعلاناتها علشان تقنع الناس إن التدخين كويس لصحتهم.

ماتصدقش شركات التدخين

للتدخين أثر مدمر على صحتك أيًا كان نوعه أو شكله، ومافيش أي نوع من السجاير هتكون أضراره منعدمة، وعلشان في شركات تدخين كتير بتروج لمنتجاتها بنفس المبادئ الملتوية اللي اتعودت تروج بها قبل 1969، فلازم تعرف كويس إن للشركات دي تاريخ طويل من الكذب وإخفاء الحقائق.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: غرامة بتوصل لـ10 مليون درهم لجرائم المحتوى الإلكتروني في الإمارات

تعليقات
Loading...