تاكسي الخير.. سائق يحوّل حزنه على أخيه إلى صدقة جارية

“بعتذر عن التصوير.. أنا عامل الحاجة دي لله ونفسي تفضل سر بيني وبين ربنا”.. بهذه الكلمات البسيطة بدأ سائق التاكسي عصام فتحي حديثه لنا، بعد صدفة جمعتنا به في حي الدقي بالجيزة، وجعلتنا نتعرف على قصة من قصص الشارع المصري، بعد ما لفت نظرنا لافتة على زجاج سيارته الخلفي مكتوب عليها “الركوب مجانًا لمرضى السرطان”.

حكى لنا أن السر وراء اللافتة هو وفاة أخيه سليمان في عمر العشرين قبل 3 سنوات بمرض السرطان في المخ، بعد أن فشل الأطباء في علاجه بكل الطرق، ولم ينس عصام رحلة مدتها 4 سنوات قضاها مع أخيه المريض في التنقل بين المستشفيات؛ من معهد الأورام إلى القصر العيني إلى أماكن أخرى، وسط مصاريف كثيرة في ظل حالته المادية التي لا تتحمل كل ذلك.

نقل المرضى مجانًا

وضح أنه علق هذه الورقة من أكثر من 3 سنوات ولم يغيرها منذ هذا الوقت، ويحرص على الذهاب باستمرار إلى معهد الأورام والقصر العيني لنقل المرضى أو التركيز على كبار السن في الشارع الذين يستعدون للذهاب إلى أي مستشفى لكي يساعدهم في الذهاب إلى مكان العلاج لأنه كما قال “اسأل مجرب ولا تسألش طبيب، أنا عارف قد إيه الناس دي بتعاني”.

المؤسسات الأهلية

وكشف عن مرارة في صدره من تدهور الأوضاع في القصر العيني، مطالبًا بضرورة العناية به، وروى موقف تعرض له أثناء إجراء عملية لأخيه، فكان أخيه المريض يجلس مع أشخاص في نفس الغرفة لديهم أمراض عدة، على الرغم من أن حالة أخيه الصحية كانت تمنعه من التواجد بقرب أي شخص لأن مناعته صفر ولكن هذا ما حدث، لكنه في الوقت نفسه أشاد بمعهد الأورام ووصفه بـ “خمس نجوم” ووضح أن طاقم التمريض يعامل المرضى بكل احترام ويرفضون الحصول على “بقشيش”، داعيًا إلى تبني نماذج الإنفاق الأهلي على عدة مستشفيات ومشاريع تعليمية لأن الإنفاق الأهلي يحقق منافع على المدى البعيد لا يتخيلها أحد.

لفتة عفوية

“أنا برضه مش هظهر في صورة، واسم عصام ده اسم دلع ليا من صغري مش اسمي الحقيقي، لإني مش عاوز أضيع الثواب بس عاوز أنقل للناس عشان اتاجر مع ربنا.. ماتبطلش تعمل خير حتى لو بسيط، أنا ماكنتش أعرف إن رحيل أخويا هيخليني أركب مرضى السرطان مجانًا بس ده توفيق ربنا ليا والله مش شطارة مني يا أستاذ، طب والله هقولك حاجة أنا مقولتهاش لحد، مرة واحد وقفني لما شاف اللافتة وقالي خد يابني الفلوس دي حط بيها بنزين ومشي، ببص لاقيتها ورقة بـ 200، أنا عيني دمعت”.

بكلمات عفوية وبسيطة.. حكى لنا “عم عصام” عن قصة لافتة إنسانية قرر بها مساعدة مرضى في رحلة شفائهم، وعن بعض الكواليس أو اللقطات من هذه الرحلة، التي حاول بقدر استطاعته تخفيفها عن المرضى بكل عفوية.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الرئيس السيسي يشارك في قمة “ميثاق التمويل العالمي الجديد” في باريس

تعليقات
Loading...