كيف كانت تجرى العمليات الجراحية قديمًا قبل استخدام التخدير؟

اهتمت معظم الحضارات السابقة بالتخدير، إو إيجاد وسيلة لغياب المريض عن الوعي، خاصة خلال العمليات الجراحية، أو عمليات البتر، فكان مكان العمليات أشبه بمكان للآلام والخوف والتوتر.

التخدير قديمًا

كانت هناك الكثير من المساعي والجهود التي بذلتها العديد من الحضارات القديمة لاختراع أنواع بدائية من التخدير، وأكدت المصادر التاريخية استخدام السوماريين للأفيون منذ أكثر من 6000 سنة، وقام الفراعنة والإغريق والرومان والأشوريين بالعديد من المحاولات لإنتاج مواد تستخدم في التخدير.

وأكد العلماء كذلك أن البابليون استخدموا البنج لتخفيف آلام الأسنان خلال القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، وتضمنت المجهودات الأخرى في التاريخ القديم للحصول على مواد مخدرة تساعد في الأمور الطبية استخدام النقز بالإبر في مملكة شانغ في الحضارة الصينية القديمة بدءًا من القران السابع عشر قبل الميلاد.

ولعب الإغريق دوراً هاماً كذلك في اختراع العديد من أنواع التخدير، حيث كان الكهنة في معبد أبولو في بلدة ديلفي القديمة، في الفترة ما بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد، يجعلون المرضى يستنشقون غازات تحتوي على مادة الإيثلين، والذي استخدم بعد ذلك بآلاف السنين في بداية القرن العشرين في عمليات التخدير.

وتعتبر أحد أهم المساعي لإنتاج المواد المخدرة المستخدمة في العلاجات الطبية مجهودات الهنود بدءًا من القرن السابع قبل الميلاد حيث كانوا يستخدمون القنب الهندي لتخفيف آلام المرضى أثناء العديد من الجراحات الطبية المختلفة. وكان هناك كذلك محاولات المصريين القدامى والأشوريين خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد باستخدام الضغط على الشريان السباتي للتقليل من الآلام.

دور العرب في اكتشاف مواد التخدير

أكد المؤرخون أن العرب أول من استخدم مواد تؤخذ عن طريق الفم للتخدير، حيث شرح العالم أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الذي عاش في الأندلس في القرن الحادي عشر الميلادي إجراءات القيام بالتخدير كأحد أهم خطوات الجراحات الطبية. واستطاع ابن سينا، أحد أشهر الأطباء العرب، كذلك استخدام اسفنجة تحتوي على مواد مخدرة وعطور كنوع من أنواع التخدير بوضعها على أنف المريض أثناء أجراء العمليات الجراحية المؤلمة.

واستخدم مزيج من أعشاب الأفيون ونبات اللفاح والبنج، في الفترة ما بين القرنين التاسع والثالث عشر الميلادي، من خلال غلي هذا المزيج وعصره على الاسفنج، الذي كان يوضع على أنف المرضى للتخفيف من آلامهم خلال العمليات الجراحية في الأندلس والعديد من البلدان الأخرى في هذا الفترة، واستخدم الأفيون كذلك في شبة الجزيرة العربية وبعض مناطق أسيا للتخفيف من الآلام.

طرق التخدير قديمًا

أو اللجوء قبل إجراء الجراحة إلى وضع قطعة من الخشب على رأس المصاب ثم يطرقون عليها بشدة بواسطة مطرقة، مما يسبب فقدان الوعي والتوازن، حتى أنهم في فترة من الفترات كانوا يضربون المريض خلف جمجمته بواسطة جسم حاد فيفقد وعيه لفترة وجيزة، بعد ذلك اكتشف العلماء النباتات والعقاقير المخدرة التي كان لها تأثيرات جانبية كبيرة، تؤدي أحياناً إلى الموت، مثل الكوكايين الذي يسبب عند استنشاقه الدوار، والأفيون والماريجوانا.

اكتشاف التخدير في العصر الحديث

يعتبر العديد من المؤرخون طبيب الاسنان البريطاني ويليام مورتون أول من أكتشف الوسائل الحديثة للتخدير، فبعد تأثر عمله بسبب عزوف المرضى من القدوم إليه بسبب الآلام الرهيبة لعلاجات وعمليات الأسنان المختلفة، بدأ في التفكير في طريقة لتخفيف تلك الآلام.

واستطاع مورتون أن يكتشف أنه عندما يستنشق المرضى مادة تسمى الأثير، يفقدون الوعي لمدة معينة من الوقت تعتبر كافية لإجراء العديد من العلاجات في مجال الأسنان. وبدأ باستنشاق الأثير بنفسه وكرر التجربة على العديد من الحيوانات والنتائج كانت رائعة. وأعلن مورتون عن اكتشافه الجديد في السادس من أكتوبر 1846 عندما جعل أحد المرضى يستنشق الأثير، وبعد ذلك قام كبير الجراحين في مستشفى ماساتشوستس العام بإزالة ورم من داخل فك المريض بدون أن يشعر بأي ألم مقارنة بما كان يحدث قبل ذلك.

أخر كلمة: ماتفوتش قراءة: “خضة علشان الزغطة تروح”.. عجائب وطرائف الطب الشعبي

تعليقات
Loading...