تخيل لو “The Blind Date Show” كان موجود أيام زمان ؟

بقالنا فترة بنشوف برنامج على الفيس بوك واليوتيوب اسمه “The Blind Date Show” أو “ذا بلايند ديت شو” برنامج عامل قلق عن اتنين مايعرفوش بعض بيقعدوا في “ديت” زيّ قاعدة الصالونات بس على جديد، كل واحد فيهم مش بيبقى شايف التاني لإن بيبقى بينهم حيطة.

البرنامج عبارة عن تلات فقرات، بيقعدوا يتكلموا فيها في حوارات لها علاقة بالجواز؛ اللبس والفلوس والشغل، وآخر كل فقرة كل واحد بيقيم التاني من عشرة، على قد إيه هو كان شبهه في الفقرة دي، ومع كل فقرة بينزلهم أكل، وفي آخر القعدة وقبل ما يشوفوا بعض، بيقرروا إذا كان هينزلوا تاني مع بعض ويتقابلوا ولا لأ.

وبعد ما كل الناس بقت تتكلم عنه قررنا نعمل احنا النسخة بتاعتنا، ونتخيل لو كان البرنامج ده موجود زمان وعلى قديمه، وفيه لمسة الأبيض والأسود والحنين للماضي، كان شكله هيبقى عامل ازاي؟

جنينة حبنا

في الأول، الناس هتعرف ازاي إن في برنامج أصلًا زيّ ده علشان تشارك فيه؟ زمان ماكانش فيه لا صفحة على الفيس بوك علشان تشوف البرنامج عليها ولا كانوا اخترعوا “المنشن” علشان الناس تعرف تشارك.

فإما الناس كانت هتعرف من التلفزيون، أو إعلان في جريدة، وبالتحديد في صفحة الأسرة والمجتمع، اللي كانوا بينزلوا فيها صور أفراح القراء تحت عنوان “مبروك للعروسين”، وبعد ما يشوفوا الإعلان، يبدأوا يبعتوا جوابات على عنوان البرنامج، وبعدين البرنامج هيختارهم بشكل عشوائي عند طريق فرز الجوابات، زيّ فرز الأصوات اللي بيتعمل في الانتخابات كده.

وبرنامج زيّ ده أكيد كان هيتصور في جنينة الأسماك، الراعي الرسمي لأي اتنين حبيبة، وهيتذاع على قناة النيل والأسرة أو الأولى يوم الخميس بعد مسلسل السهرة الساعة 9، وتتر البرنامج هيبقى أغنية فرقة المصريين “ماتحسبوش يا بنات إن الجواز راحة”.

نييجي بقى للأكل اللي هيتقدم في كل فقرة أكيد، مش هيبقى فيه إنجليزي كتير وهيبقى برعاية “جروبي” وفي الأول هيحطوا اتنين لمون وحتة جاتو، علشان التوتر يقل ويهدوا الأجواء.

والمهية كام على كده بقى؟

تعالوا بقى نتخيل كده الاتنين دول هيبقى شكلهم هيبقى عامل ازاي واللبس اللي هييجوا به، بالنسبة للشاب هيبقى اسمه “حكمت” هيبقى لابس بدلة متفصلة، والبنت “فوزية” على اسم الأميرة فوزية، وهتلبس فستان وكعب عالي، وهتبقى عاملة تسريحة عند الكوافير، زيّ بتاعت سعاد حسني في فيلم “خلي بالك من زوزو”. الشاب يا إما هيكون شغال في الخليج أو قاعد مستني جواب القوى العاملة، والبنت ممكن تكون خلصت التوجيهية “الثانوية العامة” وإما بتشغل أو قاعدة مع مامتها في البيت مستنية زيّ ما بيقولوا “عدلها”.

وهنبدأ بقى حلقة البرنامج ونرد السلامات بـ “نهارك سعيد” بس حطوا في دماغكم الأول إن طرح المواضيع والمصطلحات اللي هتتقال فيه هتحس إن إيه ده هما بيتكلموا في موضوع تاني ولا إيه؟!

يعني مثلًا عندك البرنامج دلوقتي بيستخدموا مصطلحات زيّ الــ”EX” والـ”بوي فريند” و”توكسيك” “وريليشن شيب” زمان ماكانش فيه كل الإنجليزي ده، والجمل دي كان ليها مقابل في قاموسنا القديم، يعني الإكس مثلًا كان بيتقال عليه “ابن خالتي اللي راجع من الخليج وكان حاطط عينه عليا واتخطبنا بس أمي وأمه مسكوا في خناق بعض والجوازة باظت”، والشخص التوكيسك كان اسمه “أولعوبان” فده قاموس وده قاموس، علشان بس ماتحسش بصراع الحضارات والأزمنة.

المناقشات والمواضيع اللي هتتفتح واختلاف وجهات النظر ممكن تبقى على؛ هنعيش في مدينة نصر ولا المهندسين؟ باعتبارهم كانوا أحياء جديدة لسه تحت الإنشاء زيّ كومباوندات دلوقتي، ويا ترى العفش هنجيبه من دمياط ولا من عمر أفندي؟ والقايمة وشهر العسل هيبقى في جمصة ولا العجمي؟

وأكيد موضوع شغل الآنسة فوزية بعد الجواز هيتفتح، بس ممكن يخلقوا حلول تانية علشان المعيشة، ويقولها “طبعًا أنا أؤمن بعمل المرأة ومؤمن بعصر الانتفاح.. بس ممكن أجيب لك ماكينة خياطة تشتغلي عليها وتبقي في بيتك “ملكة متوجة” وأهو بالمرة توفري لنا كسوة الشتاء والصيف”.

وأكيد الكلام عن الفرح هيبقى فيه مناوشات، يا ترى هيبقى في البيت، ونجيب الفراشة والكراسي ونشارة الخشب اللي بتترمي على الأرض مع شربات وصندوق حاجة ساقعة؟ ولا هيتعمل في نادي من الجداد؟ ولما أستاذ حكمت يعترض ويقول لها “أنا لسه شاب وببدأ يتخانقوا” تقوله “ليه أنت مهيتك كام

مش هنفرح ونبل الشربات بقى ؟

آخر فقرة وهما بيسألوا في فرصة نتقابل تاني ولا لأ، لو آه ممكن ينزلوا بالشربات ويشغلوا أغنية “دقوا المزاهر يا أهل البيت تعالوا”. وبعد ما يروحوا، هيستنوا جنب التليفون الأرضي ويشوفوا مين هيكلم التاني الأول.

المواضيع كانت هتبقى داخلة في الجد على طول، لإن وقتها أعتقد ماكانش ظهر مصطلح “البوي فريند” كل اللي كان هيروح كان هيبقى من باب “نلبس دبل ونبل الشربات”، مش بعيد البنت تجيب معاها مامتها في البرنامج ده، علشان تشوف وتعاين عريس الغفلة.

لو بصينا على شكل الحياة، هتلاقيه اتغير عن زمان ومتطلبات الناس اتغيرت، حتى المواضيع اللي كانت ممكن تتفتح مختلفة، والأولويات والاهتمامات مابقتش بنفس ترتيب زمان.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في حب الجوابات القديمة: تخيل لو بنكتب جوابات دلوقتي؟

تعليقات
Loading...