بهجة السبعينات وأناقة الستينات: مراحل فاصلة للموضة في مصر

تفصح الموضة عن تاريخ الأمم وتعبر عن تقدمها وتراجعها في الفترات الزمنية المختلفة، فهى انعكاس للفن والحالة الاقتصادية والأفكار المتداولة ومدى تأثيرها، من خلالها استطاعت أن تبرز سمات الأزمنة التاريخية من خلال سماتها، من الفراعنة للخمسينات والستينات والسبعينات وصولًا للألفينيات.. مراحل بارزة في تشكيل ملامح الموضة في مصر، فكيف كانت من العشرينيات والثلاثينيات وصولاً للستينيات والثمانينيات كمراحل فاصلة؟

في العصر الفرعوني

في مصر القديمة، لم تكن أزياء المرأة مجرد ملابس تغطي جسدها وحسب، وإنما كانت عملية تدمج بين تأثير المناخ واللون وأيضًا نوع النسيج، فتميزت الأزياء بالبساطة والأناقة، تجدها على جدران المقابر والمعابد والآن يستوحى منها المصممون خطوط وتفاصيل وزخارف، فعلى سبيل المثال كانت المرأة الفرعونية ترتدي ما يسمى بـ “الصدار”، وهي عبارة عن قطعة أنيقة وبسيطة مستطيلة من الكتان، كانت هذه القطعة تلف حول جسد المرأة في اتجاه دوران عقارب الساعة.

وحسب كلام عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير، إن ملكات الفراعنة كانت أحيانًا ترتدي ثوبين واحدًا فوق الأخر، يختلف سمك القماش من طبقة للأخري بين الشفاف والفضافض والطويل والقصير، وعرفت أيضَا بما يسمي بـ”الروب” والذي كانت ترتديه فوق الملابس الخاصة لزيادة جمالها، وكانت كل فترة في مصر القديمة نوع من الأقمشة بين الجلد والكتان.

وبالقفز لبعض الفترات وصولًا للثلاثينيات بدأت موجة جديدة مع الاحتلال من الخياطين يأتون ويعيشون فى شوارع المحروسة، ومن هنا نقلوا معهم خطوط الموضة إلى الشارع المصرى، واهتمت سيدات الطبقة الارستقراطية وقتها بارتداء كل ما هو جديد ومساير للموضة الخارجية، .. وظلت تتطور مع فترة الخمسينات والسيتينات.

الخمسينيات والستينات عصر الموضة الذهبي

تعتبر أكثر الفترات أناقة في الخمسينيات خاصة بعد سيطرة السينما والأعمال الدرامية على الشارع المصرى، واهتمام بطلات تلك الأفلام بخطوط الموضة العالمية، فبدأ الخياطين الأجانب في نقل خبرات الحياكة للخياطين المصريين، ما أضفى على الموضة وقتها المزيج بين الثقافة المصرية والغربية، وتحولنا خلال تلك الحقبة من مرحلة الناقلين إلى الصناع بل والمصدرين للغرب أيضًا، بالتزامن مع باريس عاصمة الموضة العالمية ..فتميزت بالتنورات المنقوشة وأحذية”الباليرينا”.

أما في الستينات كانت تميل النساء إلي ارتداء فساتين مكشوفة من الصدر والظهر، بجانب موضة الجيبة والبلوزة وكان هذا الاختراع من كوكو شانيل مع الثورة الصناعية حيث كان مناسبًا في نفس الوقت لخروجهم للعمل، بجانب الفساتين المنفوشة ومن عدة طبقات ومن أقمشه مختلفه لضمان علوها مثل”التول للخشن”بالإضافة إلى القبعة والجوانتي.

 جنون السبعينات وبهجة الالوان

تحول كبير طال الموضة في مصر مرحلة السبعينيات، بحسب الخبراء ومن وجهة نظر بعض من محبين الموضة، تراجعت بشكل كبير، فحدث انفتاح للمجتمع على الثقافات الأخرى، وبداية الثورة على كل القيم المجتمعية الموروثة، وانعكس على الأزياء، فكانت أكثر جرأة وتحررًا، فبدأو في محاكاة الغرب دون الانتقاء.

مثل الملابس القصيرة، والبلوزات الخفيفة وانتشار الجينز والاستخدام الوافر للألوان الفوشيا والأحمر والبنفسجي، وظهر في تلك الحقبة موضة ” الخنافس” التى كانت عبارة عن تقليد للغرب، فاعتبروها مرحلة هى الأسوأ في تاريخ الموضة خصوصًا الرجال بعد ما ارتدوا البنطلون “الشارلستون”، والقمصان ذات الياقات الطويلة، التي تحولت فيها بعد لموضة النساء.

الألفينيات: الموضة تعيد نفسها

أصبحت عبارة عن ميكس بين كل أزياء السيدات من الخمسينات حتي التمانينات وحتى الفرعونية، وعاد مرة أخرى  استخدام أنواع من الأقمشة واستخدام نفس قصات والموديلات ولكن بشكل عصري وبما يناسب وجود التطور التكنولوجي.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الزي السعودي.. مزج بين الأصالة والحداثة والذوق الرفيع

تعليقات
Loading...