الجزء الثاني من أفلام Extraction: هل يُرضي الفيلم عشاق الجزء الأول؟

في سنة 2020 طرحت منصة نتفليكس الجزء الأول من فيلم “Extraction”، من بطولة النجم الأمريكي كريس هيمسوارث، وبتعاون عبقري بين المخرج سام هارجراف والمنتج وكاتب السيناريو جو روسو، وسبق وتعاونوا في فيلم مارفل المنتقمون، بجزئيه “الحرب الأبدية” و”اللعبة الأخيرة” Avengers infinity war and End Game.

كمتابع مُحب لأفلام الأكشن، انتظرت نتيجة تعاون هؤلاء النجوم، وكانت النتيجة على قدر التوقع؛ كان الفيلم بمثابة وجبة أكشن مرتفعة الإثارة مع فواصل درامية تسمح بامتصاص جرعة الأدرينالين المندفعة في جسدك، والاستعداد للجرعة التالية، كل هذا في إطار قصة محبوكة ببراعة، وشخصيات مرسومة بدقة على جانبي الصراع.

وقعت أحداث الفيلم في بنجلاديش، في مواجهة عصابة ذات سلطات متغلغلة داخل حكومة الدولة، ما جعل من كل رجل وطفل يمر أمام الكاميرا رصاصة محتملة في رأس البطل.

الدمج المثمر بين إثارة هوليوود وفوضى السينما البوليودية، هو ما يحرك في داخل المشاهد العربي حنين الطفولة لأفلام هوليود وبوليود أيام الجمعة على قنوات التلفزيون الأرضي.

أما البطل “تايلر راك”، الذي يعلب دوره كريس هيمسوارث، فهو شخصية معقدة، لها تاريخ مثقل بالعنف والصدمات وعقدة عائلية عالقة، يقدمها الفيلم في شكل ضبابي، تدفعه في مهمات انتحارية. هو ليس رجلًا شجاعًا، بل رجلًا يسعى للموت في معركة ما.

ينتهي الفيلم بإصابات بالغة في جسد “تايلر” الذي يسقط من على جسر “كاملة سلطان”، دون أن ندري مصيره، ولكن يعود إعلان الجزء الثاني منذ شهور قليلة، ليقدم البطل في مهمة انتحارية أخرى، ما يثير كثير من الأسئلة عن الجزء الثاني، أولها كيف نجى البطل، وليس آخرها، إذا ما كان الجزء الثاني قادرًا على مواكبة توقعات المعجبين!

الجزء الثاني من Extraction: هل يرضى الجمهور؟

بعد مشاهدة الفيلم المنتظر عرضه على منصة نتفليكس، أستطيع أن أؤكد أن الفيلم لم يواكب توقعاتي بل تجاوزها. يبدأ الأكشن في جورجيا حيث يحاول تايلر إخراج أم وطفليها من سجن شديد الحراسة، تسيطر عليه عصابتان متناحرتان تحاولان القضاء على بعضمها البعض، وكلاهما يحاول قتل تايلر ومنعه من أداء مهمته.

ثم يندفع الفيلم كرصاصة منطلقة من مسدس آلي في مواجهة شرير جديد شكله ماضي الحرب الأهلية في جورجيا وعالم عصاباتها الدامي. شرير تحركه دوافع أقرب إلى الجنون ويمتلك جيش كامل مدجج بالرشاشات الآلية وطائرات الهليكوبتر والمدافع العسكرية.

يتحول الفيلم من مهمة انتحارية إلى حرب أسلحة ثقيلة، وكأي جزء ثاني جيد، يحرص الفيلم على تقديم ضعف كمية الأكشن، دون أن يخل بحبكة الفيلم البارعة وبالفواصل اللازمة، رافضًا التحول لفيلم أكشن سخيف يقدم نفسه كمطاردة لاهثة وراء إثارة عديمة المعنى.

يؤكد المخرج سام هارجراف أن كريس هيمسوارث أدى معظم مشاهد الأكشن بنفسه، حتى أن النار اشتعلت في جسده لبضعة دقائق أثناء تصوير واحدة من المعارك.

بعد أن انحبست الأنفاس وزاد التوتر واندفع الأدرينالين في جسدي بما يكفي لمنح الأكشن خمسة نجوم، يتحول حكمي على الفيلم إلى ما قدمته القصة عن شخصياتها المختلفة.

ينجح الفيلم في كشف الغموض عن ماضي تايلر راك، ورسم صورة واضحة عن علاقته بأسرته، ويضعه ويضعنا في مواجهة مباشرة مع تلك العقدة الأسرية التي دفعته في مهماته الإنتحارية.

أخيرًا، أدعوك يا عزيزي القارئ إلى مشاهدة الفيلم فور عرضه على منصة نتفليكس يوم الجمعة 16 من يونيو، والحكم بنفسك، وربما تختلف أو تتفق مع كاتب هذا المقال في رأيه.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: نمرة الليلة: عرض أدائي بيجمع بين التمثيل والرقص والغناء

تعليقات
Loading...