حب وخيانة وخيبات أمل: حكايات درامية وراء أشهر الأغاني اللي بنحبها

شاركت في كتابته: نيره عبدالعزيز

أغاني كتير بنسمعها وبنستمتع بكلماتها وموسيقاها وتوزيعها، كمزيج فني بديع بين مجموعة من الفنانين تعاونوا معًا على إنتاج قطعة فنية واحدة، ولكن كتير من الأغاني اللي بنحبها وبنسمعها مرارًا وتكرارًا، وراها حكايات يشيب منها الولدان.

بعض الحكايات دي دارت في قاعات البرلمان بين أشاوس الساسة والمشرعين، وبعضها دار في قلوب انكوت بالحب والخيانة وخيبات الأمل بين الشعراء والمطربين والملحنين، وبعضها اتحول لقاعات المحاكم واتصدر القضاة أمر الفصل بين المتخاصمين.

ياما القمر ع الباب: الأغنية اللي خدشت الحياء العام

في أول يوم من شهر يوليو سنة 1957 طل علينا فيلم “تمر حنة”، وأطربتنا فيه الفنانة فايزة أحمد بمجموعة من الأغاني الخالدة، وكانت واحدة من الأغاني دي هي “أغنية ياما القمر ع الباب” من ألحان محمد الموجي الشاعر مرسي جميل عزيز.

الأغنية اللي ممكن مانختلفش على جمالها وحبنا لها النهارده، كان لها صدى سياسي واجتماعي أثار الجدل بشدة وقتها، جدل تردد صداه تحت قباب البرلمانات في مصر والأردن ولبنان.

بعد صدور الفيلم على طول اتقدم شيخ البرلمانيين سيد جلال، باستجواب إلى وزير الإرشاد بخصوص الأغنية، وطالب بمنع عرضها باعتبارها خليعة وبتهدد بنشر “الميوعة والانحلال وتثير الشباب والشابات”.

عن: gemini

نفس التهمة طاردت الأغنية في الأردن، فوُصفت بإنها “مخلة بالآداب”، وقررت وزارة الأنباء منعها من الإذاعة بتوصيات من جهات دينية، ووصفتها بإنها تتنافى مع رسالة الإذاعة الأردنية الأخلاقية.

أما جدلية “ياما القمر ع الباب” في لبنان كان فيها سياسة أسخن بكتير، بعد ما طالبت السلطات اللبنانية منع إذاعة الأغنية بعد ما انتشرت منها نسخة معدلة بتهاجم وزراء الحكومة وقتها؛ كاظم خليل، وجميل المكاوي.

وبتقول كلمات الأغنية اللي تم تعديلها “ياما الدولار ع الباب، شمعون بينادي ليه، مالك فتح له الباب، وسامي بيغني له، كاظم عمل له حجاب، وجميل بيرقي له”.

لا تكذبي: يا نجاة، كامل الشناوي رآكما معًا

قدمت لنا نجاة في فيلم “الشموع السوداء” باقة من أجمل أغانيها، ولكن واحدة من الأغاني دي وراها حكاية من نوع أفلام السيما ومسرحيات التراجيديا اليونانية، ولكن بيأكد لنا الكاتب مصطفى أمين إنها حقيقية، الأغنية هي “لا تكذبي”، اللي كتبها الشاعر كامل الشناوي، ولحنها محمد عبد الوهاب.

بتبدأ الحكاية بقصة حب من طرف واحد، عشق فيها كامل الشناوي الفنانة نجاة اللي مابدلتوش نفس المشاعر، ويُقال إن خادمة نجاة أدخلت الشناوي البيت فلقاها قاعدة مع المخرج صلاح ذو الفقار، مخرج فيلم الشموع السوداء وجار نجاة.

قال مصطفى أمين عن مشاعر صديقه كامل الشناوي، وهو بيكتب القصيدة : “كتب قصيدة “لا تكذبي” في غرفة مكتبي بشقتي في الزمالك، وهي قصيدة ليس فيها مبالغة أو خيال، وكان كامل ينظمها وهو يبكي، كانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها، وكان يتأوه كرجل ينزف منه الروم العزيز وهو ينظم، وبعد أن انتهى من نظمها قال إنه يريد أن يقرأ القصيدة على المطربة بالتليفون”.

بالفعل اتصلوا بنجاة، وبيحكي أمين: “بدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت، تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات، مما كان يقطع القلوب، وكانت المطربة صامتة لا تقول شيئًا، ولا تعلق، ولا تقاطع، ولا تعترض، وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسة أوي.. تنفع أغنية.. لازم أغنيها”.

علق الناقد الفني طارق الشناوي في برنامج صباحك مصري على قناة الـ (إم بي سي) عن قصة نجاة وعمه كامل الشناوي، إنها خيالية، ووضح إن الشاعر مأمون الشناوي أخو كامل الشناوي أكد إن القصة مزيفة، ووضح طارق إن نجاة رفعت قضية على مصطفى أمين بسبب سرده القصة السابقة.

بودعك: الوداع الحقيقي لوردة وبليغ

واحدة من أجمل أغاني وردة واللي تحس إنها بتغنيها بصدق كبير، وده لإن كان وراها نهاية قصة حبها مع بليغ حمدي، الثنائي اللي قالوا عليه “توأم الروح” لما انفصل، النهاية كانت فيها أغنية بكت فيها قلوبهم.

أغنية “بودعك” كانت وداع بليغ حمدي لوردة، وآخر أغنية تغنيها من ألحانه، والأقسى إنها كمان كانت فيها كلماته، قلمه كتب: “بودعك وبودع الدنيا معك، جرحتني قتلتني، غفرت لك قسوتك، بودعك من غير سلام، ولا ملام ولا كلمة مني تجرحك”.

بعد ما كتب كلمات مقدمة بودعك، كملها الشاعر الغنائي منصور شادي، ولحنها بليغ وبعدها أرسلها لوردة، فغضبت لإنها حست إن كلماتها كلها عتاب، وسابت الأغنية فترة، لحد ما نطقت المحكمة ببراءة بليغ حمدى في قضية كانت السبب في إنه ساب مصر، فقرر العودة لوطنه، لكن وقتها كانت حالته النفسية تدهورت، وبعد رجوعه لمصر قررت وردة إنها تغنى بودعك، وكأنها بمثابة الوداع الحقيقي لحبها الوحيد بليغ حمدي.

جدير بالذكر إن بودعك، كانت آخر ألحان بليغ حمدي وكانت نهاية مسيرته الفنية، وكإنه فعلًا زي ما قال ودّع الدنيا معاك.

فوز الفن وهزيمة الحب: قصة أحمد رامي مع كوكب الشرق

كتبلها 137 أغنية بدون مقابل، ورفض يعترفلها بحبه علشان مايخسرهاش، واختار يفضل يكتبلها أغانيها وتتدفن قصة الحب من قبل ما تعيش.

أحمد رامي وقع في حب أم كلثوم من النظرة الأولى، من أول ما اتعرفوا على بعض لما دعاه صديقه سيد محمد فاضل، علشان يقعد معاه في حديقة الأزبكية، ولما راح لقى أم كلثوم بتدندن من غير آلات موسيقية، وبعد ما خلصت الأغنية راح لها وقال: “مساء الخير يا ستي”، لترد أم كلثوم: “مساء الخير”، فقال لها رامي: “أنا حاضر من غربة ونفسي أسمع قصيدتي”، فغنّت أم كلثوم: “الصَبُّ تفضحُهُ عيونُه.. وتَنمُّ عن وَجْدِ شجونِه”، ومن هنا عرف رامي إنه وقع في غرامها للأبد، زي ما بتقول القصص.

“هفضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللي حير أفكاري، لحد قلبك ما يوم يدلك.. على هواي المداري” كتبها أحمد رامي علشان يعبر عن حبه لأم كلثوم من طرف واحد، فهي لم تبادله نفس المشاعر، وفي عدد من اللقاءات قالت إنها بتحب رامي الشاعر وليس الرجل، وكانت بتوصفه دايمًا بإنه “شاعرها الذي يحترق لينير طريقها”، ورغم زواج رامي كتب لها: “جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح.. حرام عليك خليه غافل عن اللي راح”.

تعالى أدلعك: صُلح بعد سنين من الحرب

بعد أزمة وصلت لقضايا ومحاكم، نصر محروس وبهاء سلطان اتصالحوا ورجع بهاء يقدم أغاني مرة تانية من إنتاج (فري ميوزيك). ومن أشهر أغانيه مؤخرًا كانت “تعالى أدلعك” اللي ظهر في الفيديو بتاعها نصر محروس نفسه وبهاء سلطان بيغنيله الأغنية دي، كنوع من أنواع الصلح بعد الأزمة الكبيرة اللي كانت بينهم على مدار سنين.

الأغاني اللي بنشوفها في مرحلتها الأخيرة، ساعات كتير بيبقى وراها قصص ورا الكواليس، لما نعرفها بنسمع الأغاني بعدها بشكل مختلف، وبنفهم حاجات كتير من بين السطور.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: أغاني مش عارفين ازاي مرت مرور الكرام

تعليقات
Loading...