الملاذ الآخير: ماذا يعني احتلال معبر رفح إنسانيًا؟

ما كنا نخشاه يبدو وكأنه على وشك الحدوث،  فتشدد إسرائيل من قبضتها على قطاع غزة، وتعزله تمامًا عن العالم الخارجي بعد أن داهمت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية، رافعة للعلم “الإسرائيلي” معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، الواقع في جنوب شرقي مدينة رفح، استعدادًا لعملية عسكرية برية، ولأن المنطقة في أوضاع لا تحسد عليها، لم يتبقى لنا سوى التوقع وقياس حجم التضرر الإنساني في المقام الأول.

معبر رفح يعتبر بوابة الفلسطنيين الوحيدة للتنقل والسفر خارج غزة و معبر كرم أبو سالم هو التجاري الوحيد المتبقي بعدما أغلقت إسرائيل 6 معابر أخرى كانت تربطها بالقطاع، كما أن رفح تختلف عن غيرها من المدن في مسألتين حسبما قال أساتذة العلوم السياسية، فهي تؤوي أكثر من مليون نازح، وتعتبر مركزًا للعمل الانساني التابع للمنظمات الدولية وعلى رأسها الأونروا بعد انسحابها من مناطق شمال غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وغلق أو احتلال المعبر لا يعني فقط تهديد سكان رفح، كارثة الجوع سيواجهها الناس، وخاصة في شمال قطاع غزة إذا توقف دخول الإمدادات، فهناك مئات آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة وشمال القطاع، تعزلهم إسرائيل عن النصف الجنوبي منه، والمخزون الحالي من الغذاء “تغطي فقط 1-4 أيام من الاحتياجات في رفح ودير البلح وخان يونس” حسب تصريحات برنامج الأغذية العالمي.

احتلال المعبر سيفاقم الحالة الإنسانية، خاصة بالنسبة للمرضى والجرحى، وسيحكم على السكان بالإعدام، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن 11 ألف من جرحى الحرب الإسرائيلية، و10 آلاف مريض بالسرطان، بحاجة ماسة للسفر من أجل تلقي علاج منقذ للحياة بالخارج، و600 ألف طفل فلسطيني في غزة، سيتم دفعهم إلى ما يسمى “مناطق آمنة” ولكن أين المكان الآمن؟ .. فنحو 1.2 مليون مدني مختنقين في مدينة رفح الآن.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: سيطرة على المعبر وعمليات عسكرية: تطورات الأحداث في رفح الفلسطينية

تعليقات
Loading...