عندما يتحدث الإعلامي: تصريحات محمود سعد عن والده اللي أثارت جدل

على مدار أيام.. شوفنا تصريحات الإعلامي محمود سعد عن والده وعن علاقتهم ببعض، ويمكن التصريحات ماكانتش زيّ ما متعودين نسمع في مجتمعنا، وكانت عن إن علاقتهم شبه معدومة، وإنه مايعرفش والده، لدرجة إن يوم وفاته هو متأثرش، ببساطة لإنه مايعرفوش، وإن من ساعة ما اتولد ماشافش قدامه غير والدته، والده كان شايل إيده من حياتهم بشكل كامل. يمكن مش متعودين نسمع الكلام ده على الملىء، رغم إننا في المجتمع شبه متأكدين من وجود نسبة كبيرة جدًا لأسر مصرية حالها من نفس الحال ده، ممكن علشان مش متعودين نسمع ده من شخصية معروفة وكبيرة زيّ محمود سعد؟

من الجدير بالذكر إن الفيديو اللي قال فيه محمود سعد التصريحات دي دلوقتي كان هدفه ينصح الأبهات يهتموا بأولادهم، وإنهم يقربوا منهم ومايعملوش سد بينهم، ويبعدوا عن القسوة.. وأتكلم كمان عن ضرورة وجود الرحمة والمودة حتى في صعوبة ظروف الحياة، لإنه مش عايز يشوف تجربته بتتكرر مرات جديدة مع أجيال جديدة، حابب ينقل التجربة علشان ناس تانية تستفيد.

محمود سعد هو إعلامي من جيل عمالقة، كانوا هما وسيلة الإعلام اللي بيعتمد عليها ملايين، قبل ظهور السوشيال ميديا وقبل ما يكون في إمكانية إن كل بني آدم ينقل الخبر من قلب الحدث ويكون مذيع، المذيعين كانوا معروفين، وموثوق فيهم، وكانوا مصدر للمعلومة، بس يمكن في الوقت ده كمان الناس ماكانوش متعودين إن المذيع هو اللي يتكلم، متعودين إنه بيوضح الصورة كاملة، من خلال البحث ومن خلال الاعتماد على مصادر بتقول المعلومة على لسانها، أو إنه بيعرض قصص، أصحابها هما اللي بيحكوها. المذيع بيستضيف ناس تتكلم، لكن هو يتكلم؟ دي اللي مش متعودين عليه.

هل ده خلق حالة من المفاجأة لما سمعنا المذيع نفسه بيتكلم؟ خصوصًا لو بيتكلم عن نفسه وعن حياته الشخصية، والناس متعودة إنهم شايفينه بنظرة معينة، من غير ما يعرفوا حاجة عن خلفية الشخصية دي؟

الفكرة إن بشوية تدوير صغيرين لقينا إن دي مش أول مرة محمود سعد يقول تصريحات عن والده، وكانت بنفس الكلام تقريبًا، لكن التصريحات دي كانت من فترة كبيرة في برنامج قديم اسمه “ساعة صفا”، ووقتها كان هو الضيف مش المذيع، والغريب إن وقتها ماحصلش حاجة وماحصلش ربع الجدل اللي حصل دلوقتي، ولا النار اتفتحت عليه بالطريقة دي، الملفت للنظر، إن الحلقة دي كانت في زمن ما قبل السوشيال ميديا.

لو هنتكلم عن تأثير وجود السوشيال ميديا، في البداية كنا هنقول إن هي فرقت في إننا بقينا نعرف عن خواطر شخصيات كبيرة، بيتكلموا بكل صراحة عن حياتهم، وبشكل تلقائي، ويمكن ده ماكانش متاح قبل السوشيال ميديا.

لكن بعد ما شوفنا الفيديو ده من حلقة برنامج “ساعة صفا”، ولقينا إن وقتها ماحصلش الجدل اللي حصل دلوقتي، حسينا إن السوشيال ميديا ليها تأثير مزدوج، وإنها أدت الفرصة لناس أكتر تتكلم من غير ما تكون فكرت في الكلام دقيقة قبل ما تقوله. والأهم، إننا من خلال السوشيال ميديا شوفنا ناس كتير بتشتغل “مانشيتات” بكلام متحرف بطريقة تخلّي القارئ فعلًا يهاجم صاحب التصريحات، رغم إنه لو شاف التصريحات نفسها أو سمعها من المصدر، مش هيحس بنفس “الشحن” اللي المانشيت خلّاه يحس بيه.

من تغيير فكرة والناس واخداها عن أجيال وراسمين لهم صورة معينة، لانفتاح اتسببت فيه السوشيال ميديا، لحد اللي بيستغل اللقطة علشان يحقق هو نجاح على حساب شخص هيتهاجم والناس هتكون ضده من غير سبب، موضوع كبير فتحته مناقشة بسيطة كانت أشبه بالفضفضة.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: هل هويتنا في خطر بسبب السوشيال ميديا؟

تعليقات
Loading...