“هل تستطيع التعامل مع الذكاء الاصطناعي؟” سؤال أصبح منتشرًا بشكل واسع حين يقبل البعض على مقابلة عمل لوظيفة ليس لها علاقة بالبرمجة أو المجالات التقنية المعقدة، بل وظائف لها علاقة بالكتابة أو تحليل البيانات والمعلومات أو الموارد البشرية أو بعض مجالات الفنون البصرية أو مجالات أخرى. فهل أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي مهارة إلزامية ينبغي تعلمها في هذا العصر مثل اللغات، و لماذا تنتشر بشكل واسع؟
ينظر البعض لفكرة الذكاء الاصطناعي أنه تهديد لهم فهو يعني أنه عملية محاكاة نظم الكومبيوترات لعمليات الذكاء البشري بهدف تحقيق أمر ما، ويعتقد بأن هذه التقنية تختصر الوقت والجهد والوظائف في بعض الأحيان، ووجود احتمالية أن يصل الذكاء الاصطناعي للذكاء البشري في عام 2030، وقال إيلون ماسك إن الذكاء الاصطناعي يمثل أقوى تطور تكنولوجي في التاريخ، لافتاً إلى أنه في المستقبل سوف تظهر تقنيات أكثر ذكاء من أذكى البشر. لكن ما حقيقة الأمر على أرض الواقع ؟
ما إمكانيات الذكاء الاصطناعي حتى الآن؟
يمكن الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي وتطبيقاته من المساعدة في الأعمال الكتابية مثل المقالات والأخبار والمحتوى الإعلاني، والأعمال الفنية مثل تصميم رسومات وصور جرافيك وفيديوهات بمجرد كتابة وصف لها ليقوم بتلك العملية بسرعة، أو إضافة أمور لمشاهد في الفيلم أو تغير أو حذف بعض الأشياء بسرعة ودقة مثل أنك تغير وجه ممثل بأخر بسرعة ودقة.
وفي الرعاية الصحية يمكن تشخيص الأمراض وفحص أعداد كبيرة من المرضى في وقت قصير بفضل الذكاء الاصطناعي، واكتشاف الأمراض في أولى مراحلها، وربما قبل حدوثها أو انتشارها.
كما يستخدم في الأعمال العسكرية في المعارك الميدانية من خلال تحليل بعض الأمور، والأعمال الطبية للمساعدة في التعرف على الأمراض المختلفة وفقًا لتاريخ مرضى سابقين وتطور مراحلهم، وفي السيارات ذاتية القيادة للتعرف على العقبات الموجودة أمامها وتجاوزها من دون المخاطرة بحياة الركاب أو المشاة، و التنبؤ بحدوث تأخير في الرحلات الدولية حسب الحالة الجوية، أو زيادة أمن الشحن البحري حسب حالة الطقس والتيارات المائية.
و تساعد التقنية في المجال القانوني والمصرفي، ففي مجال المحاماة تقدم للعاملين في هذا المجال المشورة القانونية وفقاً لقضايا سابقة بعد تحليل تفاصيل ونتائج أحكام الكثير من القضايا والملفات السابقة، كما تساعد في تداول الأسهم، بالإضافة لخدمة العملاء.
وفي مجال التدريس يساعد على تصحيح الواجبات الامتحانات وصنع عروض تقديمية.
سهولة أم اختفاء
هناك وجهات نظر في الموضوع البعض منها يرجح الاختفاء والبعض منها يرى أنها تختصر المهمات الصعبة للتركيز على مهمات أخرى. لكن نستطيع أن نطرح العديد من وجهات النظر بناء على دراسات لمؤسسات كبرى.
ترى الأمم المتحدة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يستحوذ على الأرجح على وظائف معظم الأشخاص بالكامل لكنه سيجعل جزءا من واجباتهم آليا مما يتيح لهم القيام بمهام أخرى، مع توقع بأن العمل الكتابي ىسيكون الأكثر تضرراً على الأرجح.
وترى منظمة العمل أن العمل الكتابي سيكون المهنة الأكثر تضررا من الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على إنتاج نصوص وصور وأصوات ورسوم متحركة ونماذج ثلاثية الأبعاد وبيانات أخرى ويتوقع أن تصبح ربع مهام العمل معرضة بشدة للأتمتة المحتملة.
في ورقة عمل لشركة open AI كشفت ما الوظائف التي قد تتأثر باللغة GPT؟ ووجد أن 80% من القوى العاملة ينتمون إلى مهنة يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي 10% على الأقل من مهام الوظيفة، في حين ينتمي 20% من الأشخاص إلى مهنة تتأثر فيها نسبة 50% من المهام بتلك التقنية، وبنحو عام وُجد أن الوظائف التي تتطلب مهام متكررة ومستوى معين من تحليل البيانات واتخاذ القرارات الروتينية تواجه أعلى مخاطر التأثر بالذكاء الاصطناعي.
وتشمل تلك الأدوار المحاسبين، والمساعدين الإداريين والقانونيين، والمراسلين والصحفيين، وعلماء الرياضيات، ومعدّي الضرائب، والمحللين الماليين، والكتّاب والمؤلفين، ومصمي المواقع الإلكترونية.
لكن يعتمد التأثير المحتمل لنماذج الذكاء الاصطناعي على طبيعة الوظيفة والمهام الدقيقة المطلوبة وغيره.
ومع ذلك، فإن المهام الأخرى التي تتطلب أشياء غير ملموسة مثل المدخلات الإبداعية، وفهم الفروق الثقافية الدقيقة، وقراءة الإشارات الاجتماعية، لا يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي بنحو كامل حتى الآن.
ويرى الخبراء أنه يجب أن تكون العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والبشر تعاونية إلى حد ما، وتشبه العلاقة بين الطيارين والطائرات الآلية. بينما يمكن للطائرة أن تحلق بمفردها باستخدام وضع الطيار الآلي الخاص بها، لكن الطيار مطلوب دائمً على متن الطائرة في حالات الطوارئ.
وثمة اتفاق واسع على أن إدارة هذه الاتجاهات سوف تقتضي تغييرات في النهج الذي نتبعه إزاء التعليم، من خلال، مثلا، زيادة التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ وتعليم المهارات الشخصية والقدرة على التكيف.
اخر كلمة : ما تفوتوش قراءة : محمد الشارخ: مُعرب الحاسوب وحافظ لذاكرة التراث العربية