دليلك ما بعد الهزيمة: ازاي تتعامل مع خسارة فريقك؟

كرة القدم لعبة بيتجمع حواليها كل دول العالم، من كبيرها لصغيرها، ناس كبرت على حبها لحد ما بقى بالفطرة، الحماس اللي بيبقى في الملعب وقت الجون، وصوتنا اللي بيروح لما نهتف باسم الفريق، تسافر من بلد لبلد علشان تحضر مباراة وتبقى جنب فرقتك، ولما يوصل ساعات بك الحال إنك تأجل مشوار مهم علشان تلحق تروح وتشوف الماتش من أوله، كل ده من غير ما يكون الفريق بيقدملك شيء ملموس، بس هي المتعة في الفرجة وخصوصًا لما يكون الفريق بيلعب باسم البلد “منتخب” تحس ساعتها إن الفرقة دي رايحة تمثلك وكإنها نموذج مصغر عنك وعن بلدك وبتشوف فيها نفسك.

وعلشان كده، في بعض الجماهير لما فريقها يتعرض لخسارة بتاخد الموضوع على قلبها وأعصابها، وساعات الدنيا بتتطور وبتوصل لمشاحنات وخناقات بين الفريق المهزوم وبين الفائز، ويبدأ كل واحد يلقح على التاني ويطلع له القديم والجديد، لإن كل واحد منهم بيبقى متعشم في فرقته بزيادة.

وعلشان كل ده مايحصلش، جبنالك شوية نصايح عن تجربة من مشجعين مخضرمين في الكورة ومن موقع fandom.. وقالوا لنا ازاي تتقبل هزيمة فريقك، والكلام ده بينطبق على أي لعبة تانية أنت هاويها أو بتستمتع لما تشوفها مش بس كرة القدم.

في البداية، الموضوع له جانب نفسي وطبيعة بشرية وضحته أخصائية علم النفس الإكلينيكي ألين ناتيفيل، وقالت: “للجميع نفس الهدف، وهو الحفاظ على صورة إيجابية عن أنفسهم أو عن فريقهم المفضل” وإن لما بتحصل الهزيمة مش بيتقبلوها وبيحاولوا يعملوا رد فعل، وده مهما كان سن الشخص، 7 سنين أو حتى 77، وفي فريق من جامعة “روتردام” لاحظوا إن النشاط الدماغي للشخص اللي بيتعرض لهزيمة بيشبه نشاط دماغ شخص بيعاني ألم جسدي، وكإن حد ضرب دماغك في حيطة.

اعترف بالهزيمة

في ناس بعد ما فريقها بيخسر بتفضل ساكتة، وكل اللي بتعمله إنها بس بتشحن نفسها بطاقة غضب أو طاقة سلبية وتقوم مرة واحدة تنفجر، أنت كل اللي مطلوب منك في الوقت ده إنك تعترف لو كنت غضبان، ماتخبيش مشاعرك بس خلي ده مايجيش على حساب الفرقة التانية، وممكن تتكلم مع مشجعين من نفس فرقتك وتحكوا في اللي حصل.

وبعد الاعتراف بالهزيمة، لازم تكون مستعد إنك ممكن تتعرض لسخرية من الفريق المنافس، فامتخودهاش على محمل الجد وخليها وسيلة للتنفيس، وهزر زي ما بنشوف الحفلات اللي بتتعمل على السوشيال ميديا والكوميك اللي بتطلع.

ظبط مودك

بعد ما تعترف بالهزيمة وتفرغ طاقتك، قوم أعمل أي حاجة بتحبها بتظبط لك مودك، زيّ أكلة حلوة بس من غير ما تاخد راحتك علشان الدايت، شوف أكل صحي علشان مايبقاش خسارة من كل حتة، ممكن تشوف فيلم كمان، تنزل تتمشى، تقرأ كتاب، تكلم حد بتحبه، وتقدر كمان تلعب لك شوية تمارين في البيت.

افتكر إنها مجرد لعبة

“هو يعني الناس اللي بتلعب هتديك حاجة لما تكسب؟” الجملة دي ممكن تكون جملة عشوائية الوالدة بتستخدمها وسيلة ضغط وبتقولها علشان تقلب القناة وتجبلها المسلسل اللي بتحبه، بس لو فكرت هتلاقي إن لها وجهة نظر برضه، وهي إن ببساطة مافيش حاجة تستحق إننا نحرق دمنا عليها لا كورة ولا غيره، نتفرج ونستمتع وكل حاجة بس لو الموضوع جيه على أعصابنا نوقف ونعيد ترتيب الأولويات.

استعيد أمجادهم

مش دايمًا بيقولك لو كنت على وشك تكره حد ادي له فرصة وافتكر له الحاجات الحلوة معاك؟ المبدأ ده برضه بينطبق على الفريق، افتكر الماتشات اللي ياما فرحك فيها، اللي لعب فيها حلو واللي كسب فيها وجاب بطولات، لما تعمل عملية استرجاع هيخلق عندك أمل في اللي جاي وهيخليك متحمس للماتشات اللي هتتلعب بعد كده، ومافيش مانع لو تشغل ماتش من ماتشاتهم القديمة وتعيد الأمجاد، وهتعرف ساعتها إن أي فريق متوقع له الخسارة وفي نفس الوقت متوقع له المكسب، مافيش حد بيخسر طول الوقت ولا بيكسب طول الوقت.

خلي عندك ولاء

ودي آخر حاجة نحب نقولها لك، مهما حصل ومهما كان هيفضل ده فريقك اللي بتشجعه من طفولتك، وماينفعش تبطل تشجعه بمجرد هزيمته أو إنه ممكن يكون مش في أحسن حالاته الفترة دي، لإن الكورة في الأول والآخر بتحقق لنا المتعة وبتجمعنا، وهي برضه اللي علمتنا الانتماء، وده حتى ظهر واضح في شعارات الألتراس والجماهير اللي بيرفعوها في كل ماتش؛ زي “عالحلوة والمرة معاه” و”سنظل أوفياء”.. وافتكر إنك لما تدعم فريقك في وقت هزيمته هتلاقي شعور الفوز في المرة التانية مختلف.

وننصحك برضه لو الموضوع وصل معاك لدرجة كبيرة أو إنك مش قادر تتأقلم مع الواقع، حاول تتكلم مع حد لو أنت بتعاني من التعصب الكروي أو شايف إن الموضوع ممكن يوصل معاك لمراحل متطورة، وياما بنشوف كوارث بتحصل من مشجعين بعد هزيمة فرقتهم.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في المونديال: فصل الرياضة عن أي توجهات يعتبر عنصرية؟

تعليقات
Loading...