بعد كل هذه السنوات: ما الذي يدفعنا لمتابعة نوعية معينة من برامج المقالب؟

كل عام ومشاهدتها في تزايد مستمر، تتسلق التريند وتخطف الأنظار وتكون جزء من الحديث الرمضاني والكوميكس والميمز الرمضانية، وفي نفس الوقت تثير في نفوسنا مشاعر مليئة بالسلبية من التنمر والاستهزاء بالآخرين، فلماذا نشاهدها؟

نتابعها وننتقدها في آن واحد، لا نحبها ولكن لا نقدر على وقف متابعتها.. إنها علاقة شبيهه بالعلاقات السامة “توكسيك”، وفي حديثنا مع الاستشاري النفسي أحمد توفيق وضح لنا بعض الأسباب النفسية التي من الممكن أن تدفعنا لمتابعة برامج المقالب بالرغم من أننا أصبحنا حتى نعرف أنها مجرد فبركة.

رامز جلال اتنقل من فكرة عمل مقلب مبتذل وهابط متفق عليه، إلى شرعنة التعذيب والانتهاك والسادية وقلّة القيمة، وتقديم كل ده…

Posted by ‎حسام مصطفى إبراهيم‎ on Friday, April 24, 2020

برمجة دماغية

أرجع أهم الأسباب إلى أن الأجيال منذ نعومة أظافرها تم برمجتها على مشاهدتها والبرمجة انتقلت بالجينات من الأهالي من وقت الكاميرا الخفية ومقالب البرامج الأمريكية، لتصبح بعد ذلك طقس رمضاني على السفرة لدى الكثير من العائلات، بجانب برمجة ولكن من نوع آخر مرتبط بالتفاهة والاستفزاز، وخصوصًا ونحن على يقين أن في هذه البرامج لا يوجد بما نسميه بـ”إضافة قيمة” أو “ذات قيمة”

فضول المشاهد

يكمل توفيق بأن أي مادة إعلانية بيتم عرضها على شاشات التلفاز والمعلنين يتصارعون على وضع إعلانتهم على هذا العمل، ينجذب الناس لها ومن ثم يصبح لها جمهور ويتولد حديث الناس عنها، وبذلك نكون قد خلقنا نوع أخر من البرمجة وهي برمجة فضول المشاهدة لتلك البرامج، ماذا تخبئ لنا، ماذا سيحدث فيها؟

تحقيق الثآر بطريقة غير مباشرة

فكرة تحقيق الثأر بطريقة غير مباشرة هذا ما يجذبنا لرؤيتها، وإحساسنا بالعجز أحيانًا لعدم قدرتنا على أخذ الحقوق المتعلقة بنا أو بسبب عدم حصولنا على ما نريد وما نستحقه، أو غير قادرين على حماية حدودنا ومن ثم عندما نجد أنفسنا عاجزين نشاهد لنجد الانتقام الذي نريده من خلال تلك البرامج.

مفهوم تربوي غير مقصود

هل بداخلنا شيء نفسي يفضل العنف وينجذب له؟ يقول توفيق ” جزء خاص بالتربية متعلق أن العنف مصدر جيد لتعبير الإنسان عن نفسه، فكرة أنني أريد الحصول على حقوقي طوال الوقت وكل العالم تهابني، هذا مفهوم خاطيء تربينا عليه بدون قصد من أهالينا، ولذلك نحن بحاجة لنفرغ شحنات العنف التي بداخلنا بالعلاج بالفن كالرسم على سبيل المثال، وليس الفن الذي نشاهده على التلفاز ومبني على الرد والانتقام وقصف الجبهات.

 ونضيف على هذة الأسباب هو أن استمرارنا لمشاهدتنا دليل على غياب الوعي والذوق لدى شريحة كبيرة من المجتمع العربي بمعنى أصح هناك قلة في النضج الفكري، فعقل الإنسان قابل للاستدراج، بالإضافة إلى عدم وجود حس المسؤولية عند المشاهد للتصدي لمثل هذا النوع من الإنتاج الهابط، وفكرة عدم وجود البديل أيضَا تدفعنا دائمًا لمشاهدة المتاح.

كان لدي فضول أخر لسؤاله عن متى سنستيقظ ونجد أن رغبتنا انطفت لمشاهدتها؟ أجاب ” عندما يكون هناك توعية وتوجيه حقيقي في الإعلام لأضرارها ونوصل للآخرين معلومة أن ما عشنا فيه كل هذه الفترة كان وهم، وعندما نشعر أن قانون الغابة ليس هو القانون الذي من المفروض أن يحكمنا”

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: جدل لغة “الحشاشين”: هل تستحق العامية المصرية كل هذا الهجوم؟

تعليقات
Loading...