العالم ينتظر خبر الطفلة هند.. إلى متى سنظل رد فعل لا يرقى لمستوى الفعل؟

في قانون نيوتن، لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الاتجاه، ومنذ اللحظات الأولى من بداية الحرب على غزة ويبدو وكأننا كنا دائمًا رد الفعل، مررنا بلحظات عصيبة من القلق والخوف والتوتر فلا نعرف مصير اللحظة القادمة وكم شهيد سيتم الإعلان عنه وكم بيت ومستشفى ومدرسة ستُهدم.

ولعل أصعب اللحظات التي مرت علينا في بداية الحرب والتي كانت ضربة قوية هي مجزرة مستشفى المعمداني، واللحظة التي تلتها لحظة انتظار عصيبة بعد أن فقدنا الاتصال بأكثر من مليوني شخص في غزة وإسرائيل تضع حزامًا ناريًا حول كل المناطق في يوم أشبه بيوم الحساب، ووقتها كنا لا نملك شيء إلا انتظار أن يعود الاتصال وننتظر المشهد كيف سيكون بعدها وكم فقدنا.

وتزيد لحظات الانتظار بانتظارنا الآن خبر عن الطفلة هند الغزاوية المحاصرة بين الدبابات الإسرائيلية، فبعد أن انتشر تسجيل صوتي لحظة إطلاق النار على الطفلة ليان حمادة، 15 عامًا، حينما كانت تتحدث على الهاتف مع طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني طالبة النجدة، “عمو قاعدين يطخوا علينا” بعد استشهاد عائلتها المكونة من والدها ووالدتها وخمس أطفال من ضمنهم ليان وهند قريبتها، ولكن الاحتلال لم يمهل ليان فرصة إنقاذ حياتها وأطلق عليها النار وبقيت هند ذات الست أعوام وحدها محاصرة داخل المركبة، وعندما ذهب طاقم إسعاف الهلال الأحمر لإنقاذها لم يعود حتى اللحظة وتم قطع الاتصال ومصيرهم مجهول حتى الآن.

والحقيقة الملفتة للانتباه في كل تلك اللحظات أن ما فعلناه هو الانتظار، ففي ظل الانقطاع الاتصال الدائم واغتيال معظم الصحفيين وعدم وجود وسائل إعلامية تمتلك القدرة على تغطية ما يحدث من قلبه نظرًا لأن ما يحدث لا يقدر طرف على المشاركة فيه، وأصبح الغزاويين هم مصدر الخبر وانتقلنا لصحافة المواطن وأخبار استشهاد الشخصيات المعروفة لا نعرفها إلا بعد أيام من حدوثها، فسنظل ننتظر ونكون نحن رد الفعل عندما يأتينا الخبر إذا أتى.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “ولعت ولعت” و”حلل يا دويري”: ارتقاء مقاومان صرخوا في وجه…

تعليقات
Loading...