ازاي عبرت السينما المصرية عن مفهوم المرأة القوية والمستقلة؟

“استرونج اندبندنت وومان” أو المرأة القوية المستقلة، مصطلح ظهر مؤخرًا مع عصر السوشيال ميديا، بس معناه كان موجود من زمان أوي، بدليل إن السينما المصرية قدمت نماذج من السيدات بتعكس المفهوم ده، نماذج بعيدًا عن استغلالها أحيانًا كسلعة أو مادة للإغراء، أو حتى بعيدًا عن فكرة البنوتة الناعمة والرقيقة، أو الرومانسية الحالمة، أو المغلوبة على أمرها.

ولما جمعنا الأفلام، لقينا إن الأفلام اللي انتصرت للمفهوم ده وعبرت عنه كانت معظمها في فترة الخمسينيات والستينيات، ووقتها السينما قدمت نماذج اتمردت على أوضاع ماكانتش عاجباها، وحققت نجاحات في مجالات كانوا بيقولوا عنها “ده شغل للرجالة”.

الأستاذة فاطمة

من كلاسيكيات السينما، الفيلم عرض نظرة المجتمع للبنت المحامية، وازاي كانوا ممكن يفضلوا “الراجل” وقتها ويسندوا له قضايا، ماكانش عندهم القدرة وقتها إنهم يسندوها لسيدات، أو بمعنى أصح محاميات، فقامت فاتن حمامة “الأستاذة فاطمة” بدور السيدة اللي بتعمل كل حاجة علشان تثبت نفسها، وتقول لهم لأ أنا أقدر أمسك قضايا تقيلة وجنائية وأنجح فيها كمان، وده اللي حصل لما اترافعت عن صديقها المحامي “كمال الشناوي” لما كان متهم في جريمة قتل، وكسبت القضية.

للرجال فقط

مين مجنون هيروح يشتغل في الصحرا؟ دي شغلانة للرجال فقط، ناس كتير وقفوا قصاد قرار إلهام وسلوى “نادية لطفي وسعاد حسني” إنهم يروحوا يشتغلوا مع الرجالة في الصحرا بحكم إنهم مهندسات بترول، وكان الرد من مديرهم: “هو أنتوا تقدروا على العيشة في الصحرا؟” وكلام بمعنى أنتوا آخركم قعدة المكاتب.

وكان قدامهم الحل الوحيد علشان يسافروا، إنهم يتقمصوا شخصيات رجالة ويلبسوا لبسهم ويروحوا يشتغلوا هناك علشان يثبتوا نفسهم، وبرغم إن الفيلم كان له طابع كوميدي خفيف، فعلى الأقل قدر يوصل رسالة إنه برغم الصعوبات اللي قابلوها هناك قدروا يكملوا للآخر، والمنطقة اللي قالوا لو حفرنا فيها هتطلع كنز، فعلًا كانت كنز والبريمة طلعت بترول.

مراتي مدير عام

من إخراج فطين عبد الوهاب، وسيناريو وحوار سعد الدين وهبة، وقصة عبد الحميد السحار، ومن بطولة شادية وصلاح ذو الفقار، بيتفاجئ “حسين” إن مراته “عصمت” اتنقلت وبقت مديرة لشركة الإنشاءات اللي هو بيشتغل فيها، يعني بقت مديرة عليه، وللوهلة الأولى ماحدش اكتشف إن المديرة “ست” لإن اسم عصمت كان يمشي الاتنين، لحد ما شافوها للمرة الأولى.

ووقتها حسين خبى علاقته بيها كونها زوجته، بس بعد ما قدرت توفق بين شغلها وبيتها وكانت ناجحة في حياتها، وبعد ما كان عايز حسين إنها تتنقل من المكان اللي بيشتغل فيه، قرر إنه هو اللي يتنقل بعد ما قدر قيمتها في المنصب.

أنا حرة

لبنى عبد العزيز كانت سابقة عصرها بالعمل ده، وناقشت قضايا غيرت نظرة المجتمع للمرأة، ماكانتش عايزة حياة تقليدية ولا تتجوز زوج تقليدي يكون عايز الجواز لمجرد الجواز، ولا كانت زيّ معظم البنات في وقتها وفي مجتمعها من جيرانها وزميلاتها، عايزة تتجوز بس علشان تاخد لقب مدام وتلبس الفستان والطرحة البيضا، بالعكس دي كانت بتحلم تكمل تعليمها وتدخل الجامعة ويبقى معاها شهادة، وكمان تشتغل في وقت المجتمع كان بيقول “معقولة! وكمان عايزة تشتغلي؟”.

أريد حلًا

فاتن حمامة كانت معروفة بأفلامها اللي بتناقش قضايا مهمة للمرأة، وأريد حلًا مش بس انتصر للمرأة، لأ ده ساعد كمان في تغيير قانون الأحوال الشخصية، لما عرض مشكلة سيدة كانت بتحاول تطلب الطلاق، وبرغم رفضه وتعسفه كملت وماوقفتش، ورفضت تعيش في مكان مش عايزاه ومع راجل مش قابلاه وهي بتتعرض للأذى.

بعد عرض الفيلم تم إصدار قانون 44 لسنة 1979، اللي ألغى حكم الطاعة وأعطى للمرأة الحق في الطلاق من زوجها، بشرط التخلي عن حقوقها ومستحقاتها المالية.

أخر كلمة:ماتفوتوش قراءة: أشهر البدايات الرومانسية في السينما المصرية

تعليقات
Loading...