بعد أزمة منة شلبي: هل حياة الفنان الشخصية حق مكتسب لجمهوره؟

كلنا تابعنا اللي حصل مع الفنانة منة شلبي امبارح، بعد ما انتشرت أخبار القبض عليها وهي راجعة من نيويورك وبحيازتها مواد يشتبه بإنها من المخدرات، وكعادة السوشيال ميديا، الموضوع في ثواني بينتشر زيّ النار في الهشيم وكل الناس بتطلع تعلق وتقول رأيها في اللي حصل وللي لسه هيحصل، وفي اللي بيدعم في المواقف اللي زيّ دي علشان الشخص مايقعش، وفي اللي بيعلق المشانق وبينصب نفسه في مكان حاكم وأب ومسؤول، وده اللي حصل بالظبط مع واقعة الفنانة منة شلبي.

ردود فعل السوشيال ميديا

آراء وردود فعل السوشيال ميديا انقسمت لشقين، الشق الأول كان متعاطف ومانسيش كون منة شلبي فنانة مصرية وعربية لها إنجازات على المستوى الفني، وإنها أول فنانة تترشح لجوائز الـ “إيمي” وإن ووقتها فرحنا بها كإنها واحدة من العيلة، وقولنا إنها فخر لنا قدام العالمية، وإنها ممثلة وقفت قدام يوسف شاهين ويسري نصر الله ورضوان الكاشف ومحمد خان وغيرهم من العظماء، وكانت علامة مضيئة في تاريخ السينما، وإنها حققت اللي ناس كتير غيرها ماحققهوش، وإن أي حد ممكن يبقى في مكانها وماينفعش نحكم من غير حتى ما نسمع القضاء، وإن مش من المعقول إننا نصدر أي رأي وكل معلوماتنا خبر سطرين ومعاه شوية صور.

وبجانب ده، علق عمرو محمود ياسين وقال: “علمتنا الحياة إن للحقيقة عدة وجوه لا نستطيع معرفتها إلا بعد اكتمال الصورة، لا أحد من الزملاء يطلب غض الطرف عنها إذا كانت مخطئة، ولكن لنتذكر جميعًا إننا نتعرض للظلم أحيانًا، وإذا كنا سنصدر أحكامًا على الناس بدون أي وجه حق، لماذا نلغي المعمل الجنائي والطب الشرعي والمحاكم وسرايا النيابة؟”.

وفي ناس ماكانش عاجبها طريقة الإعلان عن خبر الاحتجاز نفسه، وقالوا زيّ ما حصل قبل كده في مصنع الجبنة اللي كان بيستخدم الدهانات في عملية التصنيع، الترويج للخبر أثر على صادرات مصر من الجبنة لشركات كبيرة، وناس تانية برضه كانت شايفة إن اللي حصل مع منة والتشهير بها مايقلش عن اللي حصل في قضية مسؤول اتحاد كرة القدم، اللي تم إعدامه “معنويًا” بمجرد بلاغ، بدون انتظار قرار واحد من النيابة.

وناس اتكلمت عن فكرة الستر، وإننا بننسى في لحظة إننا ممكن تكون متهمين، لإننا ببساطة بني آدمين ومعرضين لأخطاء.

هي مش ممثلة؟ براحتنا بقى

انتشر عناوين كتيرة من رواد الصحافة اللي بيقولوا عليها “صحافة صفرا” ومن بعض رواد مواقع التواصل وفبركوا العناوين ونشروا على لسناها تصريحات ثبت بعد كده إنها مش صحيحة، بجانب نشر معلوماتها الشخصية وتصوير جواز سفرها ومحتويات حقيبته، واللي عمل كده كان إيه تبريره؟ “هي مش ممثلة ؟ براحتنا بقى” ده كان رد واحد من رواد التواصل الاجتماعي.

وكعادة الناس اللي بتعلق حبل المشنقة، فهتلاقي إن ردود الفعل على الخبر من الجانب التاني كانت الآتي “هو ده الوسط اللي بيطلع يزم في المحجبات ويفتونا في صحة البخاري ويكلمونا عن انزعاج السياح من الأذان والقرآن، هما دول اللي خرجوا الأم المثالية لتفانيهم في إفساد الشباب وتعليم البنات الدعارة، هو ده الوسط اللي بيدافع عن الشذوذ” وناس شايفة إن مافيش داعي للاستغراب لإن دي أقل حاجة تطلع من وسط زيّ ده، وإن احنا فالحين بس نقف جنب النوعية دي ونسيب الناس اللي تستحق المساندة.

وأنا بكمل تدوير علشان أشوف الناس بتقول إيه، لقيت كتير من النوعية دي، بجانب إنهم دخلوا سيرة شيرين عبد الوهاب في الموضوع، وبدأوا يطلعوا كوميكس عليهم هما الاتنين، ومحتوى المنشورات إنها كانت مسافرة علشان تجيب لشيرين.. بجانب ده، في بوستات اتعمدت تنشر مشاهد من أفلام وصور من وقت ما كانت منة شلبي في بدايتها واللي وصفها البعض بإنها مشاهد غير لائقة.

وواحد من الصحفيين علق وقال إنه مستغرب من ردود فعل الناس اللي اتهمت الصحافة بإنهم عاملين مؤامرة، وإن الصحافة دورها تنشر كل حاجة، وإن الصحافة الغربية اللي بنستشهد بها في المهنية ما بتصدق تلاقي حد مشهور اتمسك وبتنشر تفاصيل التفاصيل، بس ده ما يعفيش إن في مخالفات مهنية بخصوص نشر معلوماتها الشخصية.

هل المشاهير حياتهم الشخصية حق مكتسب لجمهورهم؟

آه الفنانين ممكن يشاركوا جزء من حياتهم الشخصية لجمهورهم كنوع من القرب بين الجمهور، وبناءً على رغبتهم وهما اللي بيحددوا إيه اللي بيتنشر، ولكن لما تتحول وسائل التواصل اللي بتضم ملايين الأشخاص لجلسات من النميمة هيبقى إيه الوضع ساعتها؟

التشهير له تعريفه في القانون المصري: “هو قيام شخص بالإدلاء بمعلومات خاصة عن شخص آخر سواء كانت حقيقية أو مزيفة باستخدام وسائل إعلامية أو إلكترونية وذلك عن طريق نشر صور فاضحة للشخص المراد التشهير به أو الإشارة إليه بأمور فاضحة دون إذن الشخص” والقانون المصري واضح في العقوبة، واللي بتوصل للحبس والغرامة.

آخر حاجة، في شعرة بين النشر والاتهام والتشهير، وإننا ننسب لنفسنا مهمة إصدار الأحكام ونعلق المشانق ونقتل شخص معنويًا ونلغي دور القضاء، من خبر لسه حتى القضاء ماقالش كلمته فيه.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: في المونديال: فصل الرياضة عن أي توجهات يعتبر عنصرية؟

تعليقات
Loading...