لبنان: من رحم المعاناة يولد حب الحياة

لبنان بتحتفل النهارده بعيد المقاومة والتحرير؛ عيد جلاء أخر جندي إسرائيلي من أرض الوطن، وفي وسط احتفالها بيوم مهم زيّ ده، هنلاقي إنها على مدار السنين اللي فاتت لسه بتعاني من أزمات صعبة، أزمات للأسف بتوقعها كل ما تييجي تقف، أزمات على كل المستويات؛ البطالة، والكهرباء، والبنزين، ونقص في أهم الأدوية لمرضى السرطان وأصحاب الأمراض المزمنة، ونقص في المستلزمات النسائية، وحملات للزواج بدون مهر، وكان أخرهم إعلان إفلاس الدولة..

ولو جينا بصينا على تقرير السعادة العالمي اللي أتعمل السنة دي، هنلاقي إن لبنان أخدت المركز الأخير فيه. لبنان بعد ما كانت بلد نابضة بالحياة والحب والفرح، بقت أتعس الشعوب العربية من وقت أزمة انفجار مرفأ بيروت.. طب إيه، خلاص كده؟ لأ مش خلاص.. البلد دي لسه قادرة تقف على رجليها تاني، وأكبر دليل على ده هو الحدث الأهم اللي بيحصل في الأيام دي؛ انتخابات مجلس النواب. انتخابات مهمة والشعب كله كان مستنيها، وكتير من اللبنانيين معتبرينها وسيلة انتقام من جيل السياسيين، اللي اعتبروه المسؤول الأول في الأزمات الحالية اللي بتعيشها البلد.

ولأول مرة السياسيين اللي هيدخلوا المجلس هيبقوا من الحراك الشعبي؛ هيكونوا نشطاء سياسيين شاركوا في المظاهرات، ناس ماعندهاش مشاكل طائفية ولا ناويين على الانقسامات، ودي كانت من أهم المشاكل اللي بتواجه السياسة اللبنانية قبل كده؛ نظامها السياسي القائم على الطائفية السياسية. بس دلوقتي هيتم تخصيص مقاعد للطوائف الدينية المختلفة بناءً على تمثيلها الجغرافي، يعني الانتخابات أمل جديد هييحيه اللبنانيين.

في خضم الأزمة يظهر اللبنانيون روح الدعابة والسخرية من الأوضاع
عن: dw

ليه اللي جاي أحلى في لبنان؟

بلد كانت في عز أزمتها وقت انفجار المرفأ بس كانوا قادرين يضحكوا، مايأسوش إنهم ينزلوا في مظاهرات ويعبروا عن غضبهم وفي نفس الوقت كانوا واخدين السخرية أسلوب للتعبير عن غضبهم، كانوا بيلونوا وشوشهم. وفي وقت انهيار قيمة الليرة اللبناني قدام الدولار، بدل ما يندبوا، عملوا مراسم رمزية لتشييع الليرة اللبناني .. كوميديا سودا أه بس لسه عارفين يخرجوا من وجعهم بإنهم يضحكوا، مش بيقولك من رحم الألم يولد الإبداع؟

بيفكرونا بالشعب المصري؛ كانت كل ما تتطربق على دماغه، ينزل بكوميكس وبرامج بتعبر عن التراجيدي اللي بيعيشها الشعب، ما احنا لو بطلنا نضحك نموت، ولو احنا شعب ابن نكتة، فالشعب اللبناني شعب بيحب يفرح في وسط أحزانه. أيام الحروب اللي كانوا بيمروا بيها، الحياة ماكانتش بتقف، كنت بتلاقي أفراح واحتفالات شغالة وسط القصف، وبيرفعوا راية “لازم نكمل”.

بيروت هي الكتابة الإبداعية المثيرة

محمد درويش

ومش بس كده، الشعب اللبناني كمان قادر قادر وبكل سهولة وفي وسط الأزمة الاقتصادية إنه يتضامن مع بعضه، في وقت غلاء الأسعار رجعوا تاني لنظام المقايضة، عملوا جروبات على الفيس بوك اسمها “لبنان يقايض” وكان عليها إقبال كبير، كانوا بيتبادلوا البطانيات والساعات والهدوم مقابل الأدوية والأكل والحاجات اللي محتاجينها من غير ما يكونوا محتاجين إنهم يبيعوا الحاجات دي وبسعر أقل من سعرها الحقيقي.

وأسواق البالة كانت وسيلة لهم علشان يتكيفوا مع غلا الهدوم، عملوا برضه جروبات على الفيس بوك والشباب كانوا بيشتروا الهدوم من الأسواق وكانوا بيصلحوها لو في عيوب وبيبيعوها بتمن قليل أوي كإنها جديدة.

وفي وسط كل الحاجات الإيجابية دي، ليه مايبقاش عندنا أمل كبير إن البلد دي هتقف تاني على رجلها؟ شعب بيعرف يلاقي مخرج للي هو فيه، شعب مكافح ومناضل عدى عليه حروب كتير أخدت منه أمن وسلام وأصدقاء وذكريات وعيلة، بس لسه قادر يقف ويقاوم ويعافر..

أحب ربيع بيروت، لإنه فصل يليق بهذة المدينة، التي تعرف كيف تنتفض على موتها وتتجدد باستمرار

إيلي صعب

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: لبنان محتاج للتغيير.. عن الانتخابات والأمل لبلد في أزمة

تعليقات
Loading...