في حياته وفي أدواره الفنية: ليه هشام سليم نجم حقيقي شبهنا؟
فكرة “النجم” اللي بتتصدر لنا طول الوقت عن شخص بيشبه نفسه -أو اللي حواليه بيشبهوه- بالنجم العالي في السما، وبيسيطر عليه فقاعة من بعض التعالي وكتير من الثقة بالنفس، والاقتناع بإنه الأفضل، آراؤه هي الصح، أو حتى إنه من الصفوة، كل ده صدّر لنا صورة ذهنية معينة عن النجم أيًا كانت مهنته. لكن لو فكرنا في الفنان هشام سليم بشخصيته الحقيقة أو حتى أدواره الفنية، هتكتشف إنه نجم شبهك، مش شبه الصورة المتعارف عليها للفنان.. نجم حقيقي.
في حياته
بعيد كل البعد عن التنظير، عن المثالية، وعن اليقين.
هشام سليم كان طول الوقت حاطط أفكاره تحت قيد التساؤل والتطوير، عمرك ما هتشوفه في لقاء وهو بيتكلم وبيقول رأيه بطريقة حاسس فيها إن هو ده الصح المطلق، بيسمع ويعرف ومقتنع إن آراءه راجعة له هو فقط بناء على طريقة تفكيره، مش بناء على الصح المطلق والغلط المطلق.
هشام سليم رفض يتحصر في دور الشاب الوسيم، أو إنه يستغل شخصية وصيت وشهرة والده في مشواره هو. بالعكس هتلاقيه قضى شبابه في التمرد بطريقة “لن أعيش في جلباب أبي” وكان عايز يشق طريقه هو اللي هيعتمد على “هشام” مش على صالح سليم، لكن ده برضه ماكانش تمرد بمعنى الكلمة عن والده، بالعكس لما هشام كبر شوية، علاقتهم ببعض كانت استثنائية، زي القصة اللطيفة اللي حكاها هشام في برنامج كان فيه بضيافة أمير كرارة.
في الكلام عن ابنه نور، وموقفه الأبوي معاه، كان بعيد كل البعد عن المثالية الأبوية المعروفة، تقبل ابنه ودعمه وكان واقف معاه لآخر لحظة، حتى مع موجات الهجوم عليه، ماتخلّاش عن ابنه لمجرد إنه يفضل في مكانة الفنان والنجم اللي ماينفعش تشوبه شائبة علشان يحافظ على نجوميته بدون جدال عليه.
“في يوم من الأيام وهي 18 سنة وبشجاعة وجرأة منها جت قالتلي وصارحتني: “بابا أنا عايشة في جسم غير جسمي” ماقستش عليها ولا عاقبتها على خلل هرموني هي مالهاش ذنب فيه.. كلنا أكيد كنا متلخبطين وأنا متلخبط لكن أول حاجة قلتها لها: شوفي يا بنتي أنا مطلوب مني إيه وهعملهولك”.
“أنا مش طالب من المجتمع ولا من حد إنه يتقبل أو مايتقبلش .. بس بطلب منهم الرحمة في الحكم على الناس دي لأنهم بيعيشوا حياتهم كلها متعذبين” دي كانت تصريحات هشام سليم عن ابنه.
في أدواره الفنية
أدوار هشام سليم في مسيرته الفنية مأثرة في الجمهور بشكل مختلف شوية، لإنك هتحس إنه بيمثل شخصيتك، أو شخصية قريبة لك. أهم ما يميز هشام سليم في تمثيله هو إنه تلقائي، طبيعي وحقيقي من غير تكلف أو تصنع، علشان كده بيدخل قلوبنا.
“عادل البدري” ليالي الحلمية
مثلًا في واحد من أشهر أدواره في مسلسل ليالي الحلمية، عادل كان شخصية وسطية، ولا هو زي علي أخوه اللي بيقدر يعمل المستحيل وبقى واحد من أهم وأكبر رجال الأعمال، ولا هو وصولي -شوية- زي أخته زهرة اللي ممكن تضحي بأي حاجة في سبيل مشوارها وتحقيق مجدها.
عادل كان الوسط، جري شوية ورا حلمه في السينما لكن برضه ماسابش مسؤولية التجارة في مصنع أبوه، ولا ساب إحساسه بالمسؤولية تجاه أولاد الحي اللي هو منه وحاسس إنهم في رقبته، سافر وراح وجيه، لكن رجع بلده يقعد مع والدته ومراته وابنه، اتحدى تقاليد وأفكار كتير بزواجه من ست مش بتشبهه بشكل كبير، لكن علشان حبها جرّب معاها للآخر، وبين أخواته، كان هو صوت العقل اللي بيرجع كل واحد فيهم عن الجانب الأناني اللي ممكن يغلب عليه.
“إبراهيم مدبولي” عودة الابن الضال
رغم عدم نجاح الفيلم وقت عرضه النجاح الجماهيري الكبير، لكنه واحد من الأفلام اللي بتعيش والناس بتعرف قيمته أكتر بعد سنين وبيكتشفه أجيال مختلفة.
دور هشام سليم في الفيلم كان بيعتمد على إنه مستني هو وأهله الشخص اللي هييجي يخلصهم من كل مشاكلهم، البطل الخارق اللي في إيده عصاية سحرية يغير بها الواقع، لكن في النهاية بيكتشف إنه لازم يغير الواقع بنفسه من غير ما يعتمد على شخص تاني ييجي ينقذه.
“حمودة” شارع محمد علي
تجارب هشام سليم ماقتصرتش على السينما والتليفزيون، خاض تجربة المسرح وعمل ثنائي خفيف الظل مع النجمة شيريهان، في المسرحية الاستعراضية “شارع محمد علي” وقام بشخصية الشاب اللطيف اللي -في رأينا- تشبه شخصيته الحقيقية شوية، “حمودة” كان فتى أحلام بنت الجيران، اللي بتحبه لكن برضه نفسها تحقق حلمها في الشهرة والنجومية.
قدم أغاني واستعراضات بخفة مالهاش مثيل، مانعتقدش ممكن تتخيل الشاب الجان البطل بيعملها، لكن هو قدر يجمع بين صفات الشاب الوسيم وكمان دمه خفيف وبيغني ويقدم استعراضات مع فرقة على المسرح، هيفرحك ويضحكك بإفيه كل فين وفين بيرميه ببساطة وتلقائية، من غير ما يبقى بيحاول يغير من جلده ويكون كوميديان.
للأسف ممكن مانبقاش حسينا بكل ده غير بعد وفاته، بس يمكن يكون ده الحدث اللي خلانا نقف ونفكر فعلًا مين هو هشام سليم؟ وليه بنحس إنه قريب مننا بالشكل ده وليه زعلنا عليه كإنه حد من أحبابنا والقريبين مننا؟ والإجابة كانت إنه فعلًا واحد من القريبين مننا وشبهنا.