الوجه الآخر للأدب: أشهر روايات مصرية للجيب

مين مننا ماكانش بيجمع مصروفه اليومي وبيحط القرش على القرش في طفولته ومرحلة المراهقة علشان يشتري رواية من روايات الجيب؟ ظهرت قبل جيل السوشيال ميديا والكتب الإلكترونية، كانت بتلف على كل الشلة وكل واحد ياخدها يومين ويقراها في الخباثة بين الحصص أو تحت البطانية بعد ما يخلص الواجب، الروايات اللي نقدر نقول عليها خلقت جيل بيحب القراءة وعنده قابلية للإطلاع والصبر إنه يخلص 200 صفحة في قعدة واحدة من غير ما يزهق أو يمل.

روايات الجيب لعبت على الخيال والتحليل والتفكير بشكل منطقي، كانت وسيلة بتزود المعلومات والثقافة بشكل بعيد عن الكتب المدرسية في فترة التمانينيات والتسعينيات، والمميز إنك تقدر تقراها مهما مر عليها الزمن، وسعرها كان على قد الإيد وصغيرة قد كف الإيد، بس جواها كان كنز خلق ذكريات ناس كتير وكان البداية الأولى لبوابة القراءة.. وبمناسبة كلامنا عنها، هنفكركم بأبرزهم وأشهر الروايات الجيب اللي علقت مع أجيال كتير.

المغامرون الخمسة

لوزة.. نوسة.. تختخ.. عاطف.. محب! أيوة أكيد سمعتها دلوقتي باللحن بتاعها في دماغك. المجموعة دي كانت بتخاطب شريحة عمرية صغيرة، كانت بعيدة عن العمق أو المغامرات المعقدة، كانت بتناقشها في إطار بوليسي وتشويقي من حوادث سرقة لقتل لاختطاف لجاسوسية، من تأليف الكاتب المصري محمود سالم، استلهمت المغامرات خلال اليوم العادي، المغامرون الخمسة ومعاهم الكلب زنجر بيتجمعوا في جنينة عاطف أو في الكوخ الخشبي بيحاولوا يحللوا الأمور ويربطوا الأحداث والخيوط، لحد ما يوصلوا للجاني، وبيتنكروا ولا أجدعها وكيل نيابة، أو يقعوا هما في الفخ، يقال إن المغامرون الخمسة والشياطين الـ 13 جهزوا جيل من القراء وأهلوه لروايات أدهم صبري ورفعت إسماعيل، لإنها نمت عند الأطفال حتة التفكير والتحليل النقدي والمنطقي عن طريق حلول واقعية.

بيقول عنها المؤلف: “أعتقد أن المغامرين الخمسة هي نوع من استعادة شجون وذكريات طفل متوحد ومنعزل، عندما وصلنا للكتاب العاشر طبعنا 100 ألف نسخة في الشهر، وبعد ذلك أصبح المغامرون الخمسة هم حياتي، وكنت أحصل على 50 جنيه على العدد وأدفع منهم 5 جنيهات للضرائب”.

ما وراء الطبيعة

ظهرت على إيد د. أحمد خالد توفيق في التسعينيات، بعدد (مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب) وانتهت في 2014 بأسطورة الأساطير، شخصية البطل رفعت اسماعيل شخصية دكتور متقاعد، قدراته عادية جدًا زيّ أي حد مننا بيقع في الغلطات وبيتعامل معاها بحس فكاهي، ولكن فيه شيء من السوداوية يخليك تضحك، وفي نفس الوقت تفكر في الرسالة اللي كاتبها، بيتعرض لمواقف خارقة للطبيعة هيدور وراها ويكتشفها، ومن خلال السلسة القصصية هيرجع رفعت للماضي ويحكي ذكرياته ومغامراته مع عالم الخوارق من 1959، اللي ماكانش بيؤمن بوجوده.

السلسة اتميزت إنها اعتمدت على التراث العربي الفلكلوري والمصري تحديدًا، والقصص والأساطير اللي تجاهلها غالبية كتاب أدب الرعب، وقدم معاها تجربة جديدة من الرواية، وهي الرواية التفاعلية، بيدي لك حرية تقرير مصير البطل زيّ ما حصل في عدد (كهوف دراجوسان)، وادى فرصة للقراء العاديين إنهم يبقوا كتاب، من أشهر الروايات؛ مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب والفتاة الزرقاء ومعرض الرعب.

الشياطين الـ 13

من الروايات اللي ربت جيل على إذابة الفوارق والإيمان بمبدأ الوحدة وخلق لغة بين مراهقين الدول العربية، خلقت مفهوم الهوية العربية حتى في اللغة، كلهم كانوا بيتكلموا باللغة العربية الفصحى بشكل سليم، حاول يهدم فكرة إن بعض الدول في المغرب العربي الاحتلال هدم هويتها اللغوية، وماكتفاش بعنصر التسلية، كان بيزودهم بمعلومات جغرافية بشكل دوري.

السلسلة القصصية بتحكي عن 13 شاب وبنت في عمر المراهقة من دول الوطن العربي المختلفة، بإيد الكاتب محمود سالم، كانوا بيكافحوا الشر والمؤمرات ضد العالم العربي، قدروا يقنعوا جيل كامل بإن جوا كل واحد فيهم بطل خارق، بس بالسعي والتدريب والاستفادة من قدراتهم البشرية والفرصة اللي بتتاح لهم، وهدم فكرة إن المغامرات بتحصل بس على أرض أجنبية.

رجل المستحيل

أولى سلاسل المؤسسة العربية الحديثة، بدأت في 1984 بعدد (الاختفاء الغامض) وانتهت في 2009، من ملفات المخابرات المصرية وبطلها أدهم صبري، جسد فيها المثالية بكل ما تحمله من معنى، بطل شبه الأبطال الخارقين من غير أي أخطاء أو سقطات، وبيتميز بكونه عربي، بيتبنى قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، كان بيجيد كل فنون القتال، وبيستخدم أنواع من الأسلحة والمراكب والغواصات والطائرات، وبيقدر على تقليد نبرات الأشخاص.

الجيل لقى فيه شخص بيحترم عقلهم ويشاركهم أفكاره، قدم لهم معلومات حسستهم بإنهم أنضج وأكتر وعي، ماكانتش مجرد عرض معلومات عادي، ولكن كانت مؤثرة في حبكة القصة وسياق الأحداث؛ وده اللي خلى نسيانها صعب.

وقال الكاتب نبيل فاروق في تصريحات سابقة، إن سبب استمرار سلسلاته الأدبية فترة زمنية طويلة، هو تقديم ما هو غير متوقع من أحداث لصدم القارئ، وده بيخليه متشوق للمتابعة.

فلاش

سلسلة (سماش) للكاتب خالد الصفتي، مجموعة روايات الجيب دي أهلته إنه يوصل لقلوب الكبار والصغيرين، والمميز فيها إنها كانت مناسبة للناس اللي مش بتحب تقرأ كتير، لإنها كانت عبارة عن مجموعة قصصية صغيرة ماتتعداش الصفحتين ومعاها عدد ضخم من الألعاب والألغاز والمعلومات العامة، قدر بالخلطة دي إنه يجذب عدد كبير من المتابعين اللي لقوا فيها تسلية وفي نفس الوقت بيكتسبوا معلومات بسعر بسيط من غير ملل، من أشهرها؛ السقوط في البلاعة ومهمة خاصة جدًا واكتم السر وبحيرة البجع.

الروايات متوفرة على الإنترنت وتحميلهم بشكل مجاني من أي حتة في العالم، ولكن لو كنت من الفئة المعادية للتكنولوجيا وبتحب تمسك الكتاب بإيدك وتشم ريحة الورق، فهتلاقيها متوفرة في سور الأزبكية بسعر زهيد أو أماكن لبيع الكتب المستعملة، وفي منفذ بيع روايات مصرية للجيب في شارع البكري في روكسي، والمؤسسة العربية الحديثة في فرع الفجالة، وصفحة روايات مصرية للجيب، ومنصة كوتوبيا.

ظهور روايات الجيب كان هدفها الأساسي إنها تخلق جيل عنده قدرة على الاطلاع، ولكن لو هندور على سبب اختفائها دلوقتي فمش هنقدر نمسك سبب بعينه وعوامل كتير هتدخل منها التكنولوجيا اللي يكاد يكون خفت الصحافة المطبوعة، ولكن القراء هيفضلوا هما القراء، واللي بيحب القراءة هيفضل طول عمره بيحبها وهتبقى هي شغفه، ولكن الفكرة إنك تعرف تدخله ازاي بالطريقة اللي تجذبه ومناسبة له، أو نحاول نلاقي أرضية مشتركة ماتلغيش فكرة روايات الجيب، وفي نفس الوقت ماتلغيش هويتها اللي حبيناها واتعلقنا بيها.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ازاي نشتغل بذكاء لأكبر إنتاجية مع أقل جهد ممكن؟

تعليقات
Loading...